هل يتنظر "أردوغان" محاولة أنقلاب جديدة؟
أصبح انقلاب الجيش التركي حديث الساعة، بعد محاولته الأخيرة التي أراد فيها السيطرة على مقاليد الحكم في تركيا، لكن سرعان ما تبدل الحال وانقلب الأمر عليهم نتيجة لعدم التخطيط الجيد الذي كان يشوبه الكثير من العشوائية، كما وصف بذلك الكثير من خبراء سياسيين وعسكريين.
وتستمر التكهنات السياسية حول وضع أردوغان بعد الانقلاب الأخير، حيث يتحدث الكثيرين عن أن هذا الانقلاب سيؤدي إلى تغيير كبير في سياسة أردوغان، فضلًا عن ازدياد الاحتقان الشديد بين المؤسسة العسكرية وبين الرئيس التركي أردوغان، حيث أن المؤسسة العسكرية التركية لديها باعًا كبيرًا في التاريخ، إذ تعد من أكبر الجيوش وأقواها على مستوى العالم، وبناء عليه فان ما حدث يعد اهانة كبيرة لها حتى وأن أخفت هذه الإهانة في هذا التوقيت نتيجة لاحتقان الأوضاع.
توقعات بإطاحة جديدة
يتوقع البعض بناء على ما تقدم أن أردوغان لن يسلم من محاولات انقلابية عليه في الأيام المقبلة، نتيجة الاحتقان الذي يزداد داخل المؤسسة العسكرية التركية بسبب إهانة أردوغان لها، وسيتم التخطيط الجيد للإطاحة به في المستقبل.
وقوع انقلاب على المدى الطويل
ويقول مصطفى زهران الباحث والمتخصص في الشأن التركي، الذي أكد على أن ما حدث من محاولات انقلابية على الرئيس التركي من قبل الجيش يعد بمثابة تغييرات كبيرة جدًا ستنقلب أثارها على الداخل التركي وحتما ستكون سيئة للغاية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر" ، أنه بالفعل ما حدث من قبل المؤسسة العسكرية تجاه رجب طيب أردوغان تؤكد على أن هناك غيظا وحنقا شديدا من بعض أفراد المؤسسة العسكرية، على سياسات أردوغان، وهو بالطبع الجديد في الأمر، موضحًا أن هذا سيؤثر على العلاقات ما بين أردوغان والجيش التركي الذي يعتبر ما حدث إهانة شديدة له، قائلا إن نفسية المؤسسات العسكرية تفكر دائما بهذا الأمر وتعتبر أن إهانة أحد أفرادها هي إهانة لها بالكامل.
وتوقع المتخصص في الشأن التركي، حدوث انقلاب على أردوغان في وقت لكن لن يكون قريبًا، لكن من المؤكد حدوثه نتيجة لما حدث بين المؤسسة العسكرية والرئيس التركي.
سياسة أردوغان ستؤدي إلى انقلابات جديدة
من ناحيته أكد اللواء نبيل أبوالنجا الخبير العسكري، أن سياسة أردوغان الأخيرة وهي التعامل بندية كاملة مع الكثير من الدول مثل مصر وروسيا وحزب العمال الكردستاني الذي يعد من أكبر الأحزاب المعادية لأردوغان هو ما أدى في النهاية إلى ما حدث.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن أردوغان جلب الإرهاب بسياسته إلى تركيا، مشددًا على أن نزول الشعب التركي لم يكن للوقوف بجوار أردوغان ذاته، وإنما الخوف من الفوضى العارمة التي كانت ستحصل أكثر في تركيا، مما سيرجح أكثر التخلي عن أردوغان في الأيام المقبلة إذا ما استمرت سياسته الخاطئة.
وبيّن أن ما فعله مع المؤسسة العسكرية يعد امتهانا شديدا لها، مما سيؤثر أيضا على العلاقات فيما بينه وبينها، ومن الممكن جدا أن يتم التحضير لانقلاب آخر لكن لن يكون في وقت قريب.
تصاعد حدة الاحتقان بين الجيش وأردوغان
كما أكد الدكتور حسن نافعة، استاذ العلوم السياسية، أن ما حدث بين أردوغان وبين المؤسسة العسكرية التركية يعد خطوة جديدة لم يكن يتوقعها أحد، موضحا أن هذا الأمر سيؤثر كثيرا في مجريات الأوضاع في المستقبل التركي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذا سيدفع أردوغان لمزيد من تأمين نفسه وكرسي حكمه عن طريق الإطاحة بمزيد من العسكريين، مما سيعد معاملة سيئة وامتهان شديد من قبل أردوغان تجاه المؤسسة العسكرية، هذا الأمر الذي لن يمربسلام وسيسبب عداوة شديدة فيما بين الجانبين، على المدى الطويل.
وذكر أنه من الممكن القيام بانقلاب جديد، نتيجة للتطورات الحاصلة بين أردوغان وبين المؤسسة العسكرية، متوقعا حدوث ذلك لكن لن يكون على نحو عاجل أيضا بل سيكون بعد الإعداد الجيد له، اعتبارا من الفشل الذي حدث.
