تهالك الشبكات والبحث عن الآثار تخلف هبوطات أرضية بالإسكندرية

محافظات

بوابة الفجر

على الرغم من عدم وقوع حوادث كارثية بمحافظة الإسكندرية، جراء الهبوطات الأرضية التي بدأت تنتشر بشكل مكثف بأحياء المحافظة، وقد كان أخرها وقوع هبوط أرضي أمام فندق 26يوليو بطريق كورنيش البحر، وشارع 30بمنطقة العصافرة، إلا أنها ما زالت تسبب الذعر وتطرح أسئلة بين رواد "الفيس بوك" وصفحات الإسكندرية، حول أسباب تكرار الهبوط الأرضي، وإمكانيه أن يخلف ورائه أية عواقب، وقد استطلعت "الفجر" أراء رؤساء الأحياء عن أسباب وقوع الهبوط الأرضي، ومدى خطورته على سلامة المواطنين.

وأرجع محمد فهيم رئيس حي غرب بالإسكندرية ل"الفجر" أسباب وقوع هبوطات أرضية بأحياء بالمحافظة، وذلك إما لوقوع تسريب مياه من شبكات الصرف الصحي، أو المياه، وبالتالي تصبح الأرض رخوة، ويحدث الهبوط الأرضي، بالإضافة إلى تواجد إسكندرية القديمة في الطبقات السفلى من الأرض وخاصة في منطقة غرب، وقيام أهالي بالتنقيب عن الآثار، وإنشاء سراديب وممرات، وبالتالي يحدث هبوط أرضي وأيضًا يؤثر على العقارات المجاورة.

واضاف أن أخر واقعة قد حدثت امس بحي غرب، وقد قام باصدار اجراء احترازي باخلاء أربعة عقارات مجاورة، لحين العرض على لجنة المنشأت الآيلة للسقوط، عقب حدوث هبوط أرضي بقطر 2متر و12متر عمق،، وذلك بسبب تواجد سرداب بشارع الغلبواني، بمدخل باب الجمارك 27، وأنه تم ابلاغ مديرية الآثار لتقوم بالمعاينة، موضحًا أنه كان من الممكن أن يؤثر على سلامة العقارات المجاورة ويهدد الأرواح.

- حي غرب: التنقيب عن الآثار الأكثر خطورة في حدوث الهبوط الأرضي
وأتبع "فهيم" أنه هناك داخل حي غرب أفكار بين الأهالي متعلقة بتواجد أثار أسفل العقارات، وأن الحي يحبط تلك المحاولات، عن طريق التعامل مع بلاغات الأهالي، حتى لا يحدث حفر عميق، يسبب في هبوطات أرضية، تؤثر على سلامة وأرواح المواطنين، مؤكدًا في ذات الوقت ان الحفر والتنقيب يكون داخل غرف داخلية بالعقارات، وبالتالي لا تصل المعلومات بسهولة إلى الحي أو قسم الشرطة، إلا عند بلاغ المواطنين، قائلًا: "حالات الحفر تعتبر نادرة، إلا أنها الأكثر خطورة في حالات الهبوط الأرضي، لأن عمقها أوسع من كسر ماسورة الصرف أو المياه".

وكشف أن المشكلة الكبرى التي تعاني منها محافظة الإسكندرية هي تواجد تآكل اللحام بين مواسير الصرف أسفل كورنيش الإسكندرية، الأمر الذي يفسر وقوع هبوط أرضي بمنطقة 26يوليو على كورنيش البحر، بالإضافة إلى حدوث هبوطات في سيدي بشر وخليل حماده، قائلًا: "أثناء مهامي في حي المنتزه، كان رد شركة الصرف الصحي إما أن يتم لحام داخلي في منطقة الهبوط أو فتح طريق كورنيش البحر، لإصلاح الشبكات، لكن طبعا سيحدث أزمة بفتح طريق الكورنيش، لأنه شريان المرور الأساسي بالمحافظة".

- حي شرق: معالجات الهبوط الأرضي مسكنات.. لصعوبة فتح الطرق الحيوية
وقال اللواء خالد محي الدين رئيس حي شرق ل"الفجر" أن هناك بعض المناطق بكورنيش الإسكندرية تعاني من التعرض للهبوط الأرضي، بسبب تهالك وقدم شبكة الصرف الصحي، وأن الأمر يتطلب فتح أرض طريق الكورنيش، إلا أنه يصعب في فصل الصيف، لأنه إذا تم غلق طريق الكورنيش، سيحدث شلل مروري ضخم بالمحافظة.
وأضاف أن هناك بعض المناطق في شرق المحافظة وخاصة في سيدي بشر بحري، يحدث فيها الهبوط باستمرار، وأنه يمكن عقب موسم الصيف وانتهاء المصايف أن يتم فتح الطرق، واحلال وتجديد الشبكات، وأكد أن معظم معالجات الهبوط الأرضي في الشوارع الحيوية، يكون عبارة عن مسكنات، لأنه لا يمكن فتح الطرق وخصوصًا، مثل طريق كورنيش البحر والشوارع الواسعة، وأنما يمكن أن يحدث الاحلال والتجديد في الشوارع الضيقة.

- الطرق والنقل: الإسكندرية أكثر المحافظات تعاني من الهبوط الأرضي.. والأمر ليس به خطورة
فيما أوضح المهندس السيد محمد مدير مديرية الطرق والنقل بالإسكندرية ل"الفجر" أن الهبوط الأرضي منتشر بشكل كبير في محافظة الإسكندرية عن المحافظات المجاورة كالبحيرة، بسبب قدم المحافظة تاريخيًا ودخول شبكات المرافق بها منذ القدم، وأن الهبوط الأرضي ليس بالخطورة أو الذعر الذي يتحدث عنه رواد موقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك"، مرجعًا معظم الهبوطات إلى تهالك شبكات الصرف الصحي أو المياه.
وأكد أن الهبوط الأرضي قد يكون في مناطق شبكات الصرف الصحي أو المياه أو مجهولة الصاحب وفي الأغلب تكون سراديب أثرية، قائلًا: "فور وقوع الهبوط الأرضي في أية منطقة، نرجع إلى خرائط شركتي الصرف والمياه، وإذا كان بقعة الأرض لا ترجع للشركتين، يكون تتبع بشكل كبير الآثار نتيجة حفر وتنقيب اسفل الأرض".


- غرب ووسط والجمرك في مقدمة أحياء الهبوط الأرضي.. 95% من الهبوط بسبب تهالك الشبكات
وأكمل معظم الهبوطات الأرضية في المحافظة تكون في أحياء وسط وغرب والجمرك، لأنهم كانوا إسكندرية القديمة بما فيها من طبقات ترجع إلى العصر اليوناني والروماني وقدم شبكات الصرف الصحي، حتى أن معظم التنقيب عن مقبرة الإسكندرية الأكبر تكون في تلك الأحياء، وان باق الأحياء كالمنتزه وشرق والعامرية وبرج العرب والعجمي لا يوجد بها هبوطات، لأنها تمثل إسكندرية الجديدة، وهي امتداد لها، وانه في حالة وقوع هبوط أرضي في المنتزه، يكون بسبب أعمال الحفر التي تتم بها، لإدخال الشبكات الجديدة.

وأشار إلى أن حاليًا 95%من الهبوطات بسبب كسر في مواسير الصرف والمياه، وانه فور وقوع أية هبوط ارضي، يتم اخطار الأحياء وشركتي الصرف والمياه، ويتم الاعتماد على الخرائط لمعرفة الهبوط يتبع أية منشأة، ثم تبدا الشركات في معرفة أسباب الهبوط ومعالجته، وتقوم مديرية الطرق والنقل بردم الهبوط ووضع الطبقات الأسفلتية، مشيرًا إلى أن ذلك يكون على حساب المنشأة التابع لها الهبوط، قائلًا: "معظم رواد الفيس وجروبات الواتس ساب تقوم بسرعة تداول خبر حدوث هبوط أرضي في أية منطقة، ثم تقوم بالإشارة إلى أن الأرض مفتوحة لمدة يومين، ويظنون أنه نتيجة عن اهمال، دون فهم أنه يجب معرفة سبب الهبوط ومعالجته، حتى يتم اغلاقه ولا يتكرر مرة أخرى على المدى القريب، وأرجو من الناس البعد عن قصص عروسة النبي دانيال التي ابتلعتها الأرض بسبب هبوط أرضي، واللجوء إلى التفكير الفني والعلمي".


- المنتزه ثان: الهبوطات الأرضية بسبب مشروعات الإحلال والتجديد
وكان شهد شارع الثلاثين بمنطقة العصافرة شرق الإسكندرية منذ شهرين هبوطين أرضيين، تسببا في حدوث حفرة واسعة، ووفق ما فسره الأهالي بسبب تسريب من شبكة الصرف الصحي المتهالكة بالمنطقة، وأن حركة مرور أتوبيسات النقل العام ساهمت في هبوط أرضي.

وقال اللواء عادل سلامة رئيس حي المنتزه ثان أن بداية الهبوط في شارع ثلاثين بمنطقة العصافرة كان في عام 2010، وأن دراسة جامعة الإسكندرية والجهاز التنفيذي للصرف الصحي وجه بضرورة إقامة خطوط صرف صحي جديدة بالمنطقة بالكامل، يبدأ من الملك حفني قبلي، وشارع النبوي المهندس، وشارع 20مع ربطه بالمنطقة بالكامل، وأن الميزانية المبدأية للمشروع 200مليون جنيه، منوهًا إلى أن المشروع تعطل بسبب أحداث الثورة في عام2011، وأن المشروع مخطط تسلميه في شهر سبتمبر القادم.

وأضاف أن تسريب المياه في الخط المتهالك، تم التغلب عليه، بتشغيل خطوط بديلة وتركيب بدلات، وذلك لمنع مرور المياه في الخط الأرضي، مع ردم الهبوطات وغلق الخط القديم وإلغاءه بالكامل، وذلك كحل مؤقت وفوري، بسبب تسريب المياه في الأرض، مع سرعة إنهاء المشروع، يتم انتهاء المشكلة بالكامل، منوهًا أن العمل الذي يبذل مع إلغاء الخط القديم وتركيب البدلات، لن يحدث تكرار هبوط مرة أخرى للأرض.