صفحة عبر "الفيس بوك" تحرض على الفسق وتدعو للفجور

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت لها أهمية كبرى، حيث تحتل أولى الاستخدامات لا سيما بين الأوساط الشبابية التي لم يعد يهمها متابعة وسائل الإعلام التقليدية المعروفة مثل التلفزيون أو متابعة الجرائد الورقية، إذ صرفها تكنولوجيا مواقع التواصل الاجتماعي عن كل ذلك، خاصة في هذه الأثناء، حيث تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، طفرة كبيرة فيما يضاف إليها من تكنولوجيات جديدة مثل إمكانية البث المباشر، وغير ذلك من الإمكانات الكثيرة التي تضاف شيئا فشيئا، لتصبح مواقع التواصل هي الأشد، في جعل الشباب مولعا بها.
وعلى الرغم من الإيجابيات الكثيرة التي تحملها هذه المواقع، إلا أنها تحمل الكثير من الأمور التي تمثل خطورة كبيرة على مستخدميها لا سيما فئة الأطفال التي أصبحت تستخدم هذه المواقع بضراوة شديدة، فالإحصائيات تؤكد على ازدياد الاستخدام من قبل فئة الأطفال، وبالتالي تزداد الخطورة مع هذه الوسائل التكنولوجية الجديدة، فتكنولوجيا البث المباشر التي أصبح يعلمها القاصي والداني وقعت في يد من سلطوا، ليكونوا أداة للهدم، وتدمير الأخلاق، هذا الأمر الذي جسدته بعض صفحات الفيس بوك، والتي تنشر مواد اباحية، بل هناك بنات من دول أجنبية غربية، يستخدمون تقنية البث المباشر في جذب الشباب، واستقطابهم، لتصبح مواقع التواصل الاجتماعي، خطرا يهدد كيانات المجتمع، لا سيما العربي.

مواقع التواصل تزداد خطورة

وفي سياق ما تقدم أكد الدكتور طه أبو الحسن أستاذ الاجتماع، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بديلا هاما وكبيرا لجميع الفئات العمرية، لا سيما الفئات الشبابية والأطفال.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل شيئا هاما، بل لديها منافع كثيرة، لكن كالعادة هناك الكثير من السلبيات التي تحملها هذه المواقع، لافتا إلى أن أخطر ما فيها هي ما تسببه من كوارث أخلاقية مجتمعية تجعل الشباب لا يفكر إلا في ما يهدم أخلاقه، كونه يقضي معظم وقته عليها وبالتالي يكون أكثر عرضة لما يضره في حياته.

الحل..استعادة الدولة دورها

وتابع أستاذ الاجتماع، أنها تمثل  أيضا خطورة شديدة على الأطفال، حيث أن الكثير من الصفحات المشبوهة تقوم بابتزازهم جنسيا، مما يؤدي إلى حدوث اختلالات لدى الطفل، وأزمات نفسية وعصبية.

وبيّن أن الحل يكمن في استعادة الدولة دورها في استقطاب الأطفال والشباب مرة أخرى فالأطفال لابد على الإعلام أن يوجد لهم بديلا محترما يستقطبهم من خلاله، حيث من الممكن صناعة البرامج التي تهم الأطفال، وفي ذات الوقت، تكون منضبطة بضوابط الأخلاق، في حين على الدولة أن ترتقي باستخدام الشفافية بالتعامل مع الشباب بحيث تكون محط صدق للشباب مما يجعلهم يثقون فيها مرة أخرى ويتخلون عن هذه المواقع.    

مواقع التواصل يسبب أزمات لا حصر لها

من ناحيتها أكدت الدكتور سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع، أن المجتمع يعيش اليوم جميع الأزمات على اختلاف أنواعها، يأتي الأكثر منها بسبب شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي تستحوذ على النصيب الأكبر من الكوارث التي يعيشها المجتمع المصري.
 
وأضافت صالح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن السبب في تعاظم مواقع التواصل الاجتماعي، هي الإشكالية الكبيرة التي تعيشها الكثير من المؤسسات في الدولة، من بينها الإعلام الذي فقد دوره تماما في إيجاد الثقة بينه وبين الشباب، فلجأت فئة الشباب إلى هذه المواقع لتعرف من خلالها ما ينقصها من أخبارها اليومية، وحياتها التي تعيشها، وبالتالي وقع الشباب في فخاخ هذه المواقع، لتستغله الكثير من الصفحات المشبوهة.
 

وبيّنت أيضا أن هذه المواقع تمثل خطورة شديدة على الأطفال على وجه الخصوص، وبات استخدام الأطفال يزداد شيئا فشيئا، مما أثر تأثيرا واضحا على أخلاقيات الأطفال، موضحة أنها ترى أطفال بعينها يعيشون أعمارا باكرة لهم بمعنى أنهم يتلفظون ألفاظا  خادشة للحياء لا يتلفظها الكبار، بل إن أفعالهم تغيرت كثيرا إلى حد كبير، قائلة أن ما حدث في هذا العيد من ازدياد للكوارث الأخلاقية وإقبال الشباب والأطفال على محلات الخمور في وقفة العيد لهو خير دليل على تلك الأمور المشؤومة.

وشددت على أهمية استعادة دور المؤسسات في الدولة فهي المنوط بها احتواء جميع الفئات المجتمعية، حيث التأسيس لإيجاد الثقة بين الدولة وبين الشباب مرة أخرى عن طريق الصدق في الأقوال والأفعال، والعمل على الشفافية والمصداقية، والنهوض بواقع الشباب الذي وصفته بالأليم، وذلك عن طريق إيجاد مشروعات حقيقة تستقطب الشباب مرة أخرى إلى العمل، فيما أن الأطفال يحتاجون إلى من الإعلام على وجه الخصوص برامج تهمهم، وتمثل قضاياهم، وتشغل حياتهم بكل المعاني بحيث يجدون بديلا يشبعون رغباتهم من خلاله، وإلا ستزداد الكارثة.