وجهة نظر || عفواً يا باولو .. إعلامنا فالصو !

الفجر الرياضي



"اللي عمله محمد صلاح مع روما رفع أحلام المصريين .. تخيل بكرة" كانت هذه هي الجملة التي استغلتها إحدى شركات الاتصالات الشهيرة في الدعايا لمنتجها وكررت نفس الأمر مع محمد النني نجم أرسنال الإنجليزي وبالفعل فالثنائي المصري يستحقان الإشادة والثناء من إعلامنا الرياضي ومن الوكالات الإعلانية .

ولكن ومن باب سياسة انتقاد الذات فهل أحسن الإعلام الرياضي وأنا جزء ضئيل منه تقدير النماذج الناجحة في الوسط الرياضي وأعطاها حقها كما يجب أن تكون سواء بالساحرة المستديرة أو في الألعاب الأخرى !! الإجابة وبكل أسف لا وألف لا ولتكن تلك السطور القليلة اعتذار من أحد أفراد هذا الوسط لنموذج يجب ألا يمر مرور الكرام في تاريخ كرة القدم المصرية .

حسام سلامة إبراهيم حسن "باولو" هو لاعب كرة قدم مصري من مواليد 13 نوفمبر 1983 بدأ مشواره في سن الخامسة عشر من عمره بالاختبار داخل نادي الزمالك مع أربعة من زملائه وكانت أول محطة صعبة واجهته بعد أن تم قبول زملائه جميعاً ورفضه هو ليقرر التحدي ويذهب للاختبار بالنادي الأهلي ليجد إشادة "من قبيل المجاملة" وبعدها يتم توجيه الشكر له ورفضه بداعي أنه "قصير القامة" .

واستمرت رحلة التحديات في مشوار حسام باولو ليذهب لنادي السكة ويتم رفضه أيضاً ثم يتجه لمراكز الشباب ليتنقل من قها إلى طوخ وتصل موجة من اليأس لتطل برأسها عليه ويتجه للعب "الكرة الطائرة" ولكن طموحه وإصراره من ناحية وحبه للكرة من ناحية أخرى جعله يعاود تحدياته ن جديد ليلعب في منوف ثم سكر أبو قرقاص ثم سكر الحوامدية ثم الشمس ولايزال حلم التألق مع الكرة المصرية يداعبه رغم أنه "في المظاليم" .

بدأ يشعر اللاعب باليأس مرة أخرى "قطر العمر بيجري" ولكنه وجد الفرصة من خلال زميل له حدد له موعد مع مدرب الداخلية علاء عبدالعال أحد أندية الدوري الممتاز الذي وجد ضالته في اللاعب الذي كاد أن يبحث عن وظيفة أخرى لو فشل هذه المرة ولكن هل ينجح باولو في تحقيق أي إنجاز بعد أن بدأ مشواره بالدوري "في سن الثلاثين" .

باولو إنسان نقي وبسيط يتحدث بفطرته يركز في عمله فقط رفض كل الإحباط الذي تعرض له ليبدأ يجني ثمار جهده وإصراره مع الداخلية موسماً تلو الآخر ويتوج جهده بالفوز بلقب هداف الدوري برصيد 20 هدف متفوقاً على كل مهاجمي الكرة المصرية .

وينضم باولو لسموحة ويواصل تألقه للموسم الثاني على التوالي ويحرز أسرع هدف بالدوري هذا الموسم ثم يدخل التاريخ بتتويجه بلقب هداف الدوري للموسم الثاني على التوالي وبفريقين مختلفين "الداخلية وسموحة" بعد أن سجل هذا الموسم 17 هدفاً مع الفريق السكندري .

هداف الدوري موسمين على التوالي لم ينضم لمنتخب مصر حتى الآن .. هداف الدوري لم يحصل على تقديره الذي يستحق من وسائل الإعلام حتى الآن .. باولو يستحق الاهتمام .. عفواً يا باولو .. اعلامنا فالصو .


تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا