شبح التسريبات يطارد نجوم الفن ويرفع شعار "لن أرحم أحد" (تقرير)

الفجر الفني

بوابة الفجر


تمكن كابوس التسريبات من إيقاظ كبار نجوم الفن في الوطن العربي من أحلامهم على صدمة حولت شعور النجاح المستهدف بداخلهم إلى حالة من اليأس والإحباط، إذ نجح في الآونة الأخيرة أن يدمر جبهة التفوق والنجاح التي لطالما يسعون دائما إلى بلوغها في كل عمل فني يقدمونه، فأرسل المنافسون وأعداء النجاح أشباحهم ليسيطرون على نجاح الألبومات الفنية قبل مواعيد صدورها المقررة؛ من خلال تسريب عدد من أغنيات الألبومات أو جميعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي سهلت مثل هذه الجريمة التي عجز القانون عن وضع حد لها.


فشكلت كارثة مرعبة تهدد الفنانين والفنانات قبل موعد طرح كل ألبوم فني جديد، الأمر الذي جعل المسؤولية الكاملة تلقى على عاتق شركات التوزيع التي فشلت مؤخرا في الحفاظ على سرية الألبومات، وحق الجمهور في التشويق، ومن ثما الفنان في الحصول على حق الدعاية الكاملة والمستحقة لألبومه ونتاج جهده الذي بذله طوال شهور ليحقق أعلى المبيعات في الأسواق على مستوى العالم .


فهل تتمكن التسريبات من تحويل الجهد الفني المبذول إلى سراب يقضي على نجاحات الفنانين؟!


وكيف كان رد فعل نجوم الفن على تلك التسريبات التي كانت مؤخرًا بمثابة صدمة حقيقية لهم؟!


وهل يسيطر شبح التسريبات على منتجي السي دي في مصر ويوقف عملهم؟! 


لذلك كان حري بـ"الفجر الفني" أن تجيب على تلك التساؤلات التي راودت الجماهير بعد انتشار موجة التسريبات بشكل يثير الغرابة.

 
فالأغنية ليست مجرد كلمات وألحان وبعض الموسيقي التي يتم توزيعها لتعطي نكهة رائعة للعمل المقدم، فينظر  إليها البعض على أنها شئ بسيط و أنه من السهل على الفنان إصدار أكثر من أغنية،  كما يتساءلون بشكل دائم حول غياب المطرب لأعوام عن الساحة الفنية، إلا أنه لم يفكر أحد في الجهد المبذول سواء من قبل المطرب أو فريق العمل، فينتظرون بكل حماس ظهور هذا الفنان مرة أخرى بعمل يليق بفترة الغياب التي حرموا فيها من سماع أغنياته، وبمجرد تجهيز العمل المنتظر للدعاية والتشويق، يتم تسريبه على طبق من فضة للجمهور، فيضيع سهر السنوات، وتعب التفكير وإرهاق العاملين هباءاً لمجرد حصول المسرب على المقابل المادي الذي لا يكفي حق ثمن أغنية واحدة من الأغاني المقدمة، أو ربما لتحقيق مصالح شخصية لشركات الإنتاج، ومن الممكن أن يكون التسريب أيضا نوع من الترصد من قبل أعداء النجاح، فمن ثما تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة الجاني على استكمال جريمته.



كما أن نجوم الغناء هم أكثر الفنانين عرضة وتأثرًا بتلك التسريبات، فلا ننسى ما تعرض له الهضبة عمرو دياب، في كثير من ألبوماته السابقة من  تسريب وقد أُتهمت شركة "روتانا" بتورطها في تسريب الألبومات الأمر الذي أفضى إلى خلاف شديد بين الفنان والشركة انتهى بالانفصال، كما  تعرضت الفنانة شيرين عبدالوهاب، إلى تلك التسريبات حيث طالت أيادي القرصنة الإلكترونية ألبوم "أنا كتير" ولكنه تمكن من تجاوز الأزمة وتحقيق أعلى المبيعات ونسب الاستماع والمشاهدة على اليوتيوب،  ومن ثما تعرض كذلك الفنان رامي صبري في آخر البوماته "أجمل ليالي عمري"  إلى التسريب لبعض أغنياته على مواقع التواصل الاجتماعي وهو الأمر الذي اضطر  شركة الإنتاج لطرح الألبوم عبر قناة اليوتيوب الخاصة بالفنان.


وفي نفس الفخ وقع الفنان تامر حسني، بعد عامين من العمل المتواصل والجهد المبذول على ألبومه الجديد "عمري ابتدا"، حيث كتب "حسني" صباح أمس الأربعاء، عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" قائلا "توضيح لمن يهمه الأمر الألبوم بالفعل اتسرب وده خطأ كبير من شركة توزيع مسؤولة عن توزيع الألبوم في الخارج كما أوضحت لي شركة "روتانا" ولكن قدر الله ما شاء فعل فاضطررت إني أنزل الأغاني عندي واللي مهون عليا بصراحة ردود أفعالكم الجميلة شكراً لكل الناس اللي كانت بتحاول تمنع تسريبه".


مما أثار غضب العديد من نجوم الفن وبعض العاملين مع الفنان تامر حسني، فأعرب الموزع الشهير "جلال فهمي" عن استيائه الشديد مما حدث من تسريب للألبوم معلقا خلال صفحته الشخصية عبر "الفيسبوك" قائلًا "عبر عن حبك لنجمك المفضل بشراء النسخة الاصلية".


كما علق المطرب والملحن الشاب تامر عاشور، على ما حدث قائلا "في فرحة كبيرة قوي بيستناها الفنان كل سنتين مرة وهي فرحة "إصدار ألبومه" عارفين يعني أيه؟ إصدار البوم بالنسبه لفنان؟ يعني بينام ويصحى يحلم بيه مبهزرش والله العظيم"، التعب اللي قبل الألبوم بيروح لما يتم إصداره بتاريخ ووقت وشكل دعايه معينين وانتظار آراء الناس اللي بتحبه وتباركله وتهنيه كل ده لما مبيحصلش بيفضل الفنان تعبان لحد الألبوم اللي بعده بجد من جواه" .


وتابع عاشور، تعليقه قائلا "ده مالوش أي علاقه بنجاح الألبوم ‫تامر حسني، ألبومه هينجح كالعادة إن شاء الله بس كلمه من أخ ليك أعداء النجاح اللي مالهمش علاقه بيك متشغلش بالك بيهم،  لكن أعداء النجاح اللي بتشتغل معاهم خطر، بيمثلوا 24 ساعه في اليوم او بيتاجروا في المضروب بنسبه كبيره وكبيره جدًا، أوعى تصدق اللي أنا سمعته قبل كده ونجاحك هيقتلهم أكتر ما هم إتمحوا وبرضو متركزش معاهم .. أفرح بـألبومك انت عامل أحلى شغل مع كل الناس".


و على صعيد آخر صرح مصدر خاص لـ "الفجر الفني" أن التسريب من الممكن أن يخلقه صاحب العمل لأسباب ما قد تتعلق بنجاح الألبوم عند طرحه قبل موعده الرسمي، فالكل يعلم كم الأغاني والألبومات والأفلام التي تمتلئ بها الأسواق في فترات الأعياد، إلا أن بعض الفنانين يستخدمون ذكاءهم في خلق زمن غير زمانهم لنزول الألبوم بشكل أو بآخر، فلم نستمع حول تسريب الألبوم سوء من قبل الفنان نفسه عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك"، فيتمكن بذلك من خلق نوع من التعاطف لدى الجمهور مع الفنان، ليتغاضوا عن طرح ألبوم غنائي في شهر رمصان الكريم والتي تحدث في سابقة لم نسمع عنها من قبل، ليصبح تامر حسني الفنان الوحيد في الوطن العربي الذي يصدر ألبومه قبل العيد .


 ولم تقتصر التسريبات على نجوم الغناء، بل أمتدت أذرعها للأفلام والمسلسلات، و على الرغم من ذلك يرى البعض أن التسريبات لا تشكل خطرًا كبيرًا على المجتمع بل أنها من أكبر المشاكل التي تواجهنا في حياتنا اليومية، ففي الماضي كنا نسمع عن تسريبات صوتية تنتهي بإقالة بعض الأشخاص من مناصبهم ومن ثما تطور الأمر بعد تقدم التكنولوجيا الرقمية؛ حيث تمكنت قلة من معدومي الضمير من تسريب الأفلام السينمائية داخل قاعة السينما سواء عن طريق الأمن، أو عن طريق هواتف المحمول، ثم ازداد تطور التسريب إلى حد تسريب الأفلام قبل دخولها إلى عملية المونتاج، ولم يتوقف الأمر عند هذا السوء، بل بلغ الأعمال الدرامية التي أصبحت منتشرة بشكل واضح على قنوات اليوتيوب، مما يسبب إزعاج واضح بين الفنانين، وخلافات تنتهي أحيانا بالانفصال وفسخ التعاقدات بين الشركات المنتجة والنجوم". 


كل هذه الوقائع والشكوك تجعلنا نعتقد في النهاية أن شركات الإنتاج والتوزيع مستقبلا ستتعرض للإفلاس، وسينتهي دور منتجي السي دي؛ بسبب اتجاه بعض الفنانين لإنتاج أعمالهم بشكل ذاتي مثلما حاول الفنان عمرو دياب، الحفاظ على سرية أغاني ألبومه بقدر المستطاع والسيطرة عليها من خلال إنتاجها عبر شركته الخاصة "ناي"، وعلى نفس الطريق سارت الفنانة سميرة سعيد، حيث فاجأت جمهورها باتخاذها خلال السنوات الماضية قرار إنتاج أعمالها الفنية الجديدة حفاظا على الجهد والوقت المستهلكين فيها، ومن ثم تحقيق النجاح وأعلى الإيرادات وهما ما يتطلع له كل فنان بعد كل عمل فني يسعى لتقديمه .