كيف تتغلب على أطول يوم صيام في ظل ارتفاع درجة حرارة الجو ؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تمر مصر بموجة حرارة شديدة لم تحدث في تاريخها، وصلت ذروتها اليوم نظرًا لبدء ظاهرة "الانقلاب الصيفي"، حيث حذر الأطباء من التعرض لأشعة الشمس مباشرة لاسيما الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة لتفادي ضربات الشمس الحارقة التي تودي للوفاة، مشددين على الراحة التامة أثناء فترة الصيام.

ويمثل بداية الانقلاب الصيفي أطول أيام العام والذي يعد واحد من أربع ظواهر فلكية أخرى ذات علاقة وثيقة بالفصول الأربعة (الانقلابان الصيفي والشتوي والاعتدالان الربيعي والخريفي)، وفي يوم بدء الانقلاب الصيفي تصل الشمس في السماء إلى أعلى نقطة ممكنة لها عن مستوى خط الاستواء فتكون أشعة الشمس عمودية على مدار السرطان الواقع 23.5 شمال خط الاستواء، وتبعاً للتقويم والمنطقة من الكرة الأرضية فإن الانقلاب الصيفي قد يحدث بين 20 يونيو و 23 يونيو من كل عام في نصف الكرة الشمالي، وبين 20 ديسمبر و 23 ديسمبر من كل عام في نصف الكرة الجنوبي، وفي يوم الانقلاب الصيفي يكون أطول فترة نهار وأقصر فترة ليل في العام بأكمله، وتأتي أهمية يوم الانقلاب الصيفي من انعكاس التدرج الضوئي لليل وقصر النهار.

عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس
ويقدم الدكتور إبراهيم عبد العال، استشاري جراحة المخ و الأعصاب والعمود الفقري، روشتة لتفادي مخاطر ارتفاع درجة الحرارة أثناء ساعات الصيام، لاسيما مع ذروة الانقلاب الصيفي اليوم، قائلاً: " لابد من عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، نظرًا لأنها  تعمل على اختلال المراكز الحساسة بالمخ، وبصفة خاصة مركز تنظيم الحرارة، الذي يعجز عن حفظ الحرارة عند معدلها الطبيعي، خاصة عند الأطفال وكبار السن ومرضى السكري، والقلب".

وأضاف" عبد العال"، أنه قد تتسب ضربة الشمس بهبوط حاد يؤثر على كافة أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة خاصة الحيوية من خلايا المخ، تتوقف خطورتها ومضاعفاتها على سرعة إسعاف وعلاج المصاب والتي تعتمد أساسا على تبريد الجسم، وإعطائه السوائل الوريدية.

وحذر "عبدالعال" من أن ضربات الشمس هذه الأيام قاتلة، فضلا عن الصيام وعدم استطاعة شرب كميات كافية من السوائل طوال النهار إلا وقت الفطور بطبيعة الحال، وهو ما يخلق مشاكل بصحة المواطنين وبالأخص منهم الذين يعانون من أمراض مزمنة، مشددًا على عدم الخروج في الفترة التي تشتد فيها حرارة الشمس من الحادية عشر صباحا إلى الرابعة عصرًا، ناهيك عن ضرورة ارتداء الملاس القطنية الخفيفة، ذات الألوان الفاتحة والابتعاد عن اللون الأسود لأنه يمتص الحرارة.

صيام بدون إجهاد حراري
من جانبه قال الدكتور سمير عنتر، نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، إن شهر رمضان هذا العام يعد مختلفًا عن باقي السنوات لأن عدد ساعات الصيام يصل إلى 17 ساعة، وأن فترة الصيام خلال شهري يونيو ويوليو أي في قلب ارتفاع درجات الحرارة .

وأكد عنتر، على أهمية اتباع المواطنين ارشادات السلامة من الضربات الشمسية والإجهاد الحراري لأن اليوم  أكثر ضراوة عن الأيام الماضية، وذلك لتجنب حدوث وفيات نتيجة للإجهاد الحراري الذي تعرض له عدد كبير من الأشخاص العام الماضي.

ونصح "عنتر" بتجنب بذل أي مجهود زائد أو أعمال بدنية شاقة خلال فترة النهار وبالأخص أصحاب الأعمال التي تحتاج للعمل تحت أشعة الشمس المباشرة من الباعة الجائلين وعمال المعمار والبناء، مشيراً إلى أهمية ارتداء غطاء للرأس عند الخروج في أي وقت أثناء النهار، مؤكدًا أن مصر انتقلت لمرحلة الدخول في مناخ شبه الجزيرة العربية مما يؤكد على ضرورة استخدام أنظمة التبريد والتهوية في المنازل .

وعن الفئات الممنوعة من الخروج بشكل تام في الشمس قال "عنتر"، إن أصحاب الأمراض المزمنة من قلب وسكر وضغط  والذين يعانون من التهابات رئوية ومرضى الكلى والكبد لا يفضل لهم الخروج أثناء فترة الصيام، هذا بالإضافة للحوامل والرضع والمسنين، متابعًا "يجب شرب سوائل كثيرة من بين فترة المغرب إلى السحور ما يعادل  3:4 لتر، والتنويع بين المشروبات ما بين مشروبات دافئة، وعصائر فاكهة طبيعية تحتوي على كميات كبيرة من الماء وذلك للحفاظ على الكليتين".

وأشار "عنتر"، إلى أهمية الانتباه عند شعور شخص بارتفاع في درجة حرارته ارتفاع متدرج أو غير ثابت مع وجود أعراض الاجهاد الحراري، والتي تتمثل في عدم القدرة على التركيز، وضيق التنفس والقيء فيجب وقتها التوجه لأقرب مستشفى حميات لأن هذه الأعراض تكون بداية ضربة شمس مميتة وهي ما تسببت في وفاة عدد ليس بقليل العام الماضي.