في ذكرى توليه الحكم.. "محمد علي" وبناء مصر الحديثة

تقارير وحوارات

محمد علي باشا
محمد علي باشا





هو مؤسس مصر الحديثة، لديه الفضل في التطور الكبير الذي عاشته مصر، أثناء تواجده بحكمها بعد اعتلائه العرش في العام  1805، وذلك بعد مبايعة أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، ففي يوم الاثنين ١٣ مايو أجمع العلماء على عزل خورشيد باشا وتعيين محمد علي واليًا مكانه فامتنع الأخير في بادئ الأمر حتى لا ينسب إليه أنه المحرض على هذه الثورة و لكن عمر مكرم والشيخ الشرقاوي قلداه .

فقبل محمد علي الشروط التي رفضها خورشيد من قبل كما أقر الرجوع إلى هؤلاء الزعماء في شئون الدولة و بهذا و نزولا عن إرادة زعماء الشعب أصبح محمد علي والى على مصر في ١٣ مايو ١٨٠٥. 

واستطاع خلال هذه الفترة بذكائه واستغلاله للظروف المحيطة به أن يستمر في حكم مصر طوال تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين.

ولمحمد علي باشا العديد من الإنجازات التي شكلت نهضة حقيقة والتي لا يختلف عليها اثنان، حيث شهد عصره  العديد من الإنجازات والإصلاحات في مختلف المجالات.

الإصلاح الإداري
حيث أجرى محمد على عدة إصلاحات إدارية بمصر، يتمثل في إنشاءه مجلس الدواوين، والديوان العالي وكان مقره القلعة ويرأسه الوالي، وله فروع في الحكومة، مثل ديوان المدارس، وديوان الحربية.

التعليم
 كما كان لديه اهتماما كبيرا بالتعليم على وجه الخصوص، حيث أنشأ العديد من المدارس، و أرسل الكثير من البعثات لتلقي العلم في أوروبا، وأنشأ جريدة الوقائع المصرية، وأقام المصانع والمعامل لكي يستغني عن الدول الأجنبية في سد احتياجات الجيش والأسطول.

الزراعة
حيث  قام بتقسيم الأراضي، بحيث خصص كل منها لزراعة محصول معين ووزعها علي الفلاحين لزراعتها ورعايتها والاستفادة بغلتها نظير دفع الأموال الأميرية، و أدخل التعديلات في طرق الزراعة، و استعان بالآلات الحديثة، كما قام بإدخال عدد من الزراعات الجديدة مثل القطن وقصب السكر، وعمل علي إصلاح نظام الري، وأنشأ كثيراً من الترع والجسور والقناطر.

التجارة
 وفي مجال التجارة أستغل محمد على باشا موقع مصر المتميز، واهتم بالموانىء وأنشأ الطرق لتسهيل انتقال التجارة، وعليه ازدادت حاصلات مصر الزراعية وخاصة القطن، اتسع نطاق تجارة مصر الخارجية، كما لعب إنشاء الأسطول التجاري وإصلاح ميناء الإسكندرية وطريق السويس-القاهرة وتأمينه، دورًا في إعادة حركة التجارة بين الهند وأوروبا عن طريق مصر، فنشطت حركة التجارة الخارجية نشاطًا عظيمًا، حتى بلغت قيمة الصادرات 2,196,000 جنيه والواردات 2,679,000 جنيه عام 1836. 

المجال العسكري
حيث قام بإعداد قوي للغاية للجيش فجند المصريين فيه، وأنشأ المدرسة الحربية، ووضع النواة الأولى للبحرية، وأنشأ الأسطول المصري، هذا الأسطول الذي خاض عدد من الحروب الهامة و انتصر فيها، كما أنشأ دار الصناعة البحرية في الإسكندرية و التي يطلق عليها  "الترسانة البحرية" لتلبية احتياجات الأسطول المصري من السفن.

كما توسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس مدارس أخرى في فرشوط والنخيلة وجرجا، فضلا عن تأسيسه، مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، ثم أضاف بعد ذلك، مدرسة للبيادة في الخانكة ، وكذلك أنشأ مدرسة للسواري بالجيزة عام 1831، وأخرى للمدفعية في طره عام 1831 أيضًا كما أسس مدرسة لأركان الحرب في 15 أكتوبر سنة 1825 بالقرب من الخانكة، ومدرسة للموسيقى العسكرية وأنشأ أيضًا معسكر لتدريب جنود الأسطول على الأعمال البحرية في رأس التين.

الصناعة
وتبني محمد علي السياسة التصنيعية لكثير من الصناعات، فقد أقام مصانع للنسيج ومعاصر الزيوت ومصانع الحصير، وكانت هذه الصناعة منتشرة في القرى إلا أن محمد علي أحتكرها وقضي علي هذه الصناعات الصغيرة ضمن سياسة الاحتكار وقتها، وأصبح العمال يعملون في هذه المصانع لكن الحكومة كانت تشتري غزل الكتان من الأهالي، وكانت هذه المصانع الجديدة يتولى إدارتها يهود وأقباط وأرمن، وكان الفلاحون يعملون عنوة في هذه المصانع.