في ذكرى الحرب.. أبطال العاشر من رمضان يروون حكايات خارقة لبطولاتهم (فيديو وصور)

تقارير وحوارات

صورة من أرشيف الحرب
صورة من أرشيف الحرب


بطل من أبطال أكتوبر: "أكلت كتف يهودي وزميلي استشهد أمامي"

الشربيني: "زحفت وأنا مصاب أكثر من 500 متر"

القطان: "زميلي انفصل جسده نصفين وظل  متمسكًا بسلاحه"

البرعي:" دمرت 20 دبابة إسرائيلية.. والشهداء حموا الأرض وصانوا العرض ودمهم منشفش"

أحد أبطال أكتوبر: "الجيش لم يفرط في حبة رمل من الأراضي المصرية"


تحتفل مصر هذه الأيام بذكرى العاشر من رمضان ،تلك الذكرى التي حارب فيها رجال القوات المسلحة وهم صائمون ليحققوا أكبر انتصار في تاريخ مصر حتى اليوم، تلك الذكرى الخالدة التي عاشها وعاصرها جيل كامل، رحل من رحل عنا وبقى من بقى ليشرح لنا تلك اللحظات الخالدة التي سجلت انتصارًا عسكريًا يفتخر به كل المصريين.

التقت بوابة "الفجر" بعدد من  أبطال حرب أكتوبر من محافظة كفر الشيخ لتتعرف منهم  على أهم اللحظات الحاسمة من عمر مصر وذكرياتهم مع الانتصارات بعد أن ضحوا بأجزاء من جسدهم وشخصيات رأت الموت بأعينها واستُشهد زملائهم أمامهم.

السادات والسرية والمفاجأة

جندي مقاتل السيد الشربيني، شقيق الشهيد "محمد"، الذي استشهد في حرب أكتوبر عام 1973م، وأكد أن التعليمات جاءت لهما بشدة الطوارئ ولم يعرفون شيئًا لعدم تسريب معلومات.

وأضاف: "زحفت وأنا مصاب لمسافة 500 متر لكي أصل لمركز القيادة، وكان أثناء إطلاق النار من أمامه ومن الخلف، وعندما وصلت للقائد ابتسم، وأمر بعلاجي بالمستشفى".

وأوضح "الشربيني"، أن نصر أكتوبر تحية للمصابين والشهداء لأنهم "حموا الأرض وصانوا العرض" وفخر للأمة العربية كلها لأنها أم الدول العربية.

وأشار إلى أن الجندي المصري يرفع فوق الرؤوس، مضيفًا أن السادات كان حريصًا على السرية والمفاجأة.

ذكريات الحرب وآسر اليهود

جندي مقاتل أحمد عطية فضل، من أبناء مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، والذى كان ينتمي لسلاح  مشاة الجيش الثالث الفرقة 7 اللواء الثامن بكتيبة 26 مشاة سرية 3، يروي قصة نصر  أكتوبر، قائلًا: "كنت في الكيلو 85 السويس قبل الحرب بفترة قليلة في مشروع بالذخيرة الحية وحضره المشير أحمد إسماعيل، وتم اختياري لأتناول الغداء معه بتعليمات من رئيس الأركان، إلا أنه جاء 6 أكتوبر وكنا سرية احتياط".

وأضاف: "تم الدفع بنا لعبور القناة بعد غروب يوم 6 وطلعنا الساتر الترابي، وفوجئت أنني داخل حفرة دبابة واعتقد العدو أني خارج الحفرة وأطلق علي كل ذخيرته أكثر من 3 صناديق ذخيرة بالضرب العشوائي، وبنظر وجدت ملازم  أول في نفس المكان يقول لي عايزين نجيب الولاد دول فرديت (تمام يا فندم)، قال لي سنقفز كوماندوز عليهم بسرعى ونثبتهم من البرج وثبتناهم وآسرنا دبابتين".

وأوضح أحد أبطال حرب أكتوبر عام 1973م، أنه توجه نحوه أحد زملائه ليؤمنه بالسلاح، مضيفًا: "إحنا حاربنا بستر ربنا.. وأسرنا جنود إسرائيل.. وأكلت كتف يهودي".

وتابع: "بعد ما آسرنا 4 من اليهود من دبابتهم وزمايلي قادمين نحوي مسرعًا وفرحانين ويرددون (الله أكبر)، كنا جنب التبة المسحورة وهي النقطة الحصينة للعدو، فأطلقوا علينا النيران من المزاغل، فانزلقنا على الأرض للزحف بعيدًا عن إطلاق الرصاص، واستشهد زميله إثر تلقيه رصاصة في فمه، وانسحبنا إلى مكان تمركزنا، وجاء بعد ذلك دور اليهودي الذي كنت بأكل فيه، عندما طالبه قائده بالتوجه إلى زملائه للحديث معهم والمحصنين بالنقطة الحصينة".

وأضاف أنه بعد مداولات بينهم وضمانات ونداء من القائد أن المكان كله محاضر، وأن التعزيزات لم تأت إليهم في النقطة المحصنة لليهودين، قائلًا: "ربنا كرمنا وفتحوا لنا الباب وأسرنا منهم ٢٥ يهودي إضافة إلى الذخيرة الخاصة بهم، والأهم الموقع الاستراتيجي للتبه المسحورة".

هروب الرئيس الإسرائيلي قبل آسره في حرب أكتوبر

وأشار إلى أن اللواء "السيد عبدالرحيم البرعي" الذي أطلق عليه بطل المسحورة، استطاع حصار النقطة الحصينة الإسرائيلية المتمركزة جنوب البحيرات المُرة دون أن يفقد جنديًا واحدًا من قواته بل أسر 6 أفراد من بينهم ضابط، واستولى على النقطة القوية المسحورة وآسر 11 جنديًا بعد أن رفعوا الرايات البيضاء وتوجت بطولته بتدمير 20 دبابة إسرائيلية أثناء الثغرة خلال تقدمها للسويس، ومقابلته مع كتيبة من جيش العدو، وتم آسرهم جميعًا إلا شخص واحد لاذ بالفرار، وتبين بعد ذلك أنه الرئيس الإسرائيلي. 

كما روى جندي مقاتل محمد عبدالمجيد القطان، أحد مجندي سلاح الحب الإلكترونية وقت نصر أكتوبر لحظة الانتصار، "أول ما نجحنا في العبور كان معي سيارة بها معدات، والإسرائيليون كانوا مُصرين على أخذها لكي يقطعوا الاتصالات"، مؤكدًا أنه "سار في طرق متعرجة وهرب ولكن ضربوني وكان معي جندي انقسم جسده لنصفين، واستشهد وبعد ذلك أخذونا وآسرونا وقعدنا 38 يوم في إسرائيل".

وتابع: "أن من أغرب المواقف التي مرت عليه أن زميله الذي كان معه في التعيين تم ضربه وقطع رقبته، لكنه استمر بباقي جسده حتى وصلنا إلى مكان الجنود ووضع ما في يده ثم استشهد".