مديحة عاشور تكتب: أوقفوا جرائم رامز جلال لحماية مستقبلنا

الفجر الفني

بوابة الفجر

منذ عدة سنوات أصبحت الشاشات العربية تعج بعدد كبير من البرامج ولكن بكيفية مختلفة عما كان يعرضه التلفزيون قديما تختص شهر رمضان منها برامج المقالب والكاميرا الخفية وكانت فى الغالب برامج خفيفة ممتعة ينتظرها الكبار والصغار ليس بها أذية ولا ألفاظ خارجة أو شتائم، وكان المشاهدين يضحكون من قلوبهم، ولكن برامج المقالب بدلا من أن تقدم ابتسامة خفيفة أو ضحكة من القلب، أصبحت تقدم عنف ينافس أفلام الإثارة والأكشن.

 

ومن برامج المقالب هذا العام برنامج "رامز بيلعب بالنار" الذي يقدمه رامز جلال، وتقوم فكرته على استضافة أحد المشاهير وإيهامه بأن الفندق الذي يقيم فيه شب به حريق هائل وأن حياته في خطر، ولاقى هذا البرنامج انتقادات واسعة حتى قبل عرضه خاصة أن الإعلان الترويجي تضمن عبارة على لسان مقدمه يقول فيها إنه يستمتع بمشاهدة البشر وهم يحترقون في النار، الأمر الذي دفع البعض لرفع دعاوى قضائية ضد البرنامج باعتباره يروج للعنف ويخالف كل المعاني الإنسانية.

ورغم كل هذه  الانتقادات الموجهة للبرنامج، بل ورغم كل الانتقادات التى وجهت لبرنامج رامز عبر خمس سنوات وما تقدمه من انحطاط اخلاقي؛ إلا أنها لازالت تحتل موقعا على المائدة الرمضانية، أنها الكوميديا السوداء أن صح التعبير فإن "رامز يلعب بالنار" مجرد حالة من الاستهزاء بالمشاهير وهم في حالة خوف، وممارسة سادية، ويظهر رامز تلذذه بمشاهدة إنسان يتعذب وهو يواجه موقفا مربكا ومخيفا،ويواصل عباراته الساخرة منه و الضحك عليه،حين تبدو على ملامح ضيوف حلقاته الفزع ،بغض النظر عن معرفتهم المسبقة بهذه المقالب من عدمه.

 

ويحاول رامز توجيه مشاعر المتفرج بدلا من التعاطف مع الضحية إلى التحول للضحك منها ورؤية مشهد التعذيب على أنه مشهد كوميدى يستحق البهجة، أى متعة وسعادة هذه التى ممكن أن يشعر بها اى إنسان لدية الحد الأدنى من المشاعر الإنسانية فى مشاهدة أشخاص تتعذب؟ وهل مجتمعاتنا بحاجة إلى مزيد من التوتر والعنف وتعزيز اللإنسانية؟ وأى مستقبل ينتظر أطفال رأوا العنف والسادية عبر شاشة التليفزيون شيئا يدعو للبهجة والضحك؟

 

أتساءل أيضا كيف سمح المسئولون بتواجد هذا البرنامج طيلة خمس سنوات وهو فى كل عام يزداد عنفا وإساءة وانحطاط؟ ويتبادر إلى ذهني سؤال أخير برنامج مثل "السادة المحترمون" الذى يقدمه الإعلامى يوسف الحسينى رغم انه برنامج محترم يحترم عقلية المشاهد ويقدم موضوعات جادة، لا يحتوى على إسفاف ولم يتلفظ مقدمه باى عبارة تؤذي مسامع مشاهديه، تم ايقافه لمجرد رأى أبداه المذيع، أليس بالأحرى إيقاف برامج السفه والعنف؟