رمضان يتحول إلى شهر الطعام.. 30 مليار جنيه قيمة انفاق المصريين فيه.. وخبراء: المجتمع سيصاب بـ"الفقر"

تقارير وحوارات

استهلاك المواطنين
استهلاك المواطنين في رمضان - أرشيفية





أستاذ اجتماع: ظاهرة شنعاء وتسبب الفقر
اقتصادي: رمضان فرصة للادخار
أستاذ علم نفس: لا ينبغي ربط رمضان بالطعام والشراب



على الرغم من التأكيد دينيا على أن الإسراف والتبذير يعدان من أسوأ العادات التي لابد أن يتجنبها الناس خاصة، وفي شهر رمضان عامة، إلا أن هذه العادة لا تزال مستمرة على وجه الخصوص مع المصريين فبرغم ارتفاعات الأسعار التي تشهدها جميع السلع، إلا أنه لا يزال هناك طلبا شديدا على جميع أنواع السلع والأطعمة، وعليه فقد كشفت الأرقام والإحصائيات، أن المصريون ينفقون في شهر رمضان ما يقرب من 30 مليار جنيه ما يعادل 15 % من حجم إنفاقهم السنوي .

وفي ذات السياق كشف اتحاد الغرف التجارية، تفاصيل استهلاك المصريين خلال شهر رمضان من السلع الغذائية، والتي تكشف تزايد استهلاكهم خاصة اللحوم، والتي وصل حجم الاستهلاك فيها 3 أضعاف الاستهلاك في الشهر العادي، بخلاف السلع الأساسية من الأرز والسكر والزيت والسمن، والتي يزداد الطلب عليها بنسب تتجاوز 35 % عن الأيام العادية، وتكمن المشكلة الكبرى أن 90 % من الاستهلاك السنوي يتم استيراده من الخارج و 10 % فقط إنتاج محلى.

وعن العام الماضي لم تختلف الأمور كثيرا، فبحسب دراسة أصدرها مركز البحوث الاجتماعية والجنائية والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر، أشار فيها أن المصريون ينفقون أكثر من 30 مليار جنيه، خلال شهر رمضان على الطعام بمعدل مليار جنيه يوميا .

 وذكرت الدراسة أن المصريين ينفقون على الغذاء سنويا 200 مليار جنيه يستأثر شهر رمضان وحده بـ15% من هذه النسبة بما يعادل 30 مليار جنيه بمعدل مليار جنيه يوميا.

ظاهرة شنعاء وتسبب الفقر

وفي سياق ما سبق أكدت الدكتورة سامية خضر صالح،  أستاذ علم الاجتماع، أن ظاهرة الإسراف والتبذير تعد من الظواهر الاجتماعية المشؤومة للغاية التي تصاحب المجتمع المصري، ليس فقط في شهر رمضان وإنما في بقية أيام العام.

وعن الأرقام التي تشير إلى حجم إنفاق المصريين في رمضان أضافت في تصريحات خاصة، أن هذه الأرقام تعد أمرا في غاية الخطورة، كون هذا الإسراف والتبذير في الكثير من شؤون الحياة مثل الطعام والخدمات الأخرى كالكهرباء والمياه، والتي تسبب فقرا بعد ذلك للمجتمعات كما أوضح القرآن الكريم.

وعن المعالجة شددت على أهمية الدور التوعوي الذي لابد أن تبذله الحكومة تجاه المجتمع من خلال الإعلام، الذي فقد دور التوعية كثيرا، بحيث توضح له كيفية التعامل العقلاني، مع الطعام والشراب والاستهلاك.

رمضان فرصة للادخار

من ناحيته أكد الدكتور عادل عامر رئيس المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أن ظاهرة الاستهلاك المرتفع في شهر رمضان تعد من العادات المصرية السيئة التي لن تمحى على مدار الأيام.

 وأضاف في تصريحات خاصة، أن الأسرة المصرية تنفق ما يقرب من 70% من ميزانيتها علي الطعام والشراب، مما يؤدي إلى حدوث تأثيرات سلبية على ميزانية الأسرة والاقتصاد ككل، نتيجة الإنفاق الاستهلاكي المتزايد وزيادة استيراد بعض المواد الغذائية .

‎وبيّن عامر، أن رمضان يعد فرصة ليست للإنفاق الشديد، وإنما يعد فرصة هامة للادخار، عن طريق ترشيد الاستهلاك، لافتا إلى أن هذا الأمر ينعكس إيجابا على الاستثمار، وتقليل الواردات من جهة، وتقليل ديون الأسرة من جهة أخرى.

ربط رمضان بالطعام والشراب

كما أكد الدكتور أحمد خيري، أستاذ علم النفس،  أن الشعب المصري يبالغ كثيرا في اقتنائه الطعام والشراب خاصة في شهر رمضان، موضحًا أن السبب في هذا، يرجع إلى بعض السمات المتأصلة في المصريين أهمها عدم الشعور بالاكتفاء، وإبراز احتياجه الدائم، حيث أن الشعب المصري شعب قلق بطبعه فيحاول طمأنة نفسه بشراء ذلك الكم من الطعام والشراب خوفاً من الجوع، رغم أنه في النهاية لا يستخدمه.

ويوضح أستاذ علم النفس، في تصريحات له، أن تعديل ذلك السلوك يحتاج إلى توعية وإعادة نظر وترسيخ ثقافة أن شهر رمضان ليس للطعام، وإنما للعبادة وعدم إسراف، مبينا أن التوعية لابد أن تأتي من خلال متخصصين، بالإضافة إلى دور الإعلام الذي لا ينبغي أن يربط بين رمضان وبين الطعام.