6 مشاهد تظهر العلاقة بين "السيسي" والإعلاميين في "سنة ثانية رئاسة".. أبرزها "هشتكيكم لربنا" و"ميصحش كده"

تقارير وحوارات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي - أرشيفية


يبدوا أن أداء وسائل الإعلام والصحافة في تناول بعض القضايا غير مرض بالنسبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ما دعاه للحديث في عدة خطابات عن مدى غضبه الشديد من تلك الوسائل الإعلامية، وتوجيه رسائل يطالب فيها الإعلام بتحري الموضوعية في نقل الأخبار، وعدم المساهمة في تفاقم المشكلات عند تناول القضايا، مهددًا بشكواه للشعب منهم.

وخلال عامين من توليه رئاسة البلاد، كان دائما يتعامل الرئيس السيسي مع الإعلام بحذر، وكانت الدلالة على ذلك بعض العبارات التي جاءت بخطاباته فقال في إحداهم: " هناك مواقع إلكترونية خطيرة تتآمر على هذا الوطن".

وترصد "الفجر"، العلاقة بين الرئيس السيسي، والإعلام خلال سنة ثانية رئاسة.


البداية في أغسطس 2014
بعد نحو ثلاثة أشهر من توليه مقاليد الحكم، عقد السيسي لقاء آخر مع الإعلاميين في قصر الاتحادية، في 9 أغسطس 2014، دعا خلاله القائمين على الإعلام بضرورة التفكير بالمنطق بعيدا عن الشحن العاطفي والقدرة على تربية روح الحوار والاختلاف بعيدا عن التخوين وأن يكون إعلام تعبوي لا يستدعي المخاطر، مؤكدا أنه أحد الركائز الأساسية لزيادة الوعي والفهم لدى المواطن.

وفي 2 ديسمبر 2014 التقى الرئيس بشباب الإعلاميين والصحفيين لمدة 6 ساعات كاملة، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، تحدث خلاله عن أهمية دور الإعلام في مكافحة الفساد والتحديات التي تواجه البلاد والإصلاح المؤسسي في كافة قطاعات الدولة.

ميصحش كده
أما خلال الندوة التثقيفية التى عقدت بمسرح الجلاء تحت عنوان" أكتوبر الإرادة والتحدي" عبر الرئيس عن غضبه الشديد من وسائل الإعلام التى تبث رسائل توحي باليأس، وتفقد الأمل عند الشعب، معبرا عن غضبه الشديد من تناول عدد من وسائل الإعلام لأزمة غرق الإسكندرية الأخيرة، خاصة الهجوم الشخصي عليه بأنه ترك الأزمة وجلس مع مسئولي شركة سيمينز الألمانية، قائلًا: "انتم بتعاقبوني عشان جيت وقفت هنا.. ميصحش كده".

وأضاف السيسي، أن هذا الكلام لا يليق، ويعتبر عدم وعي بالأزمة ونشر جهل بين المواطنين، خاصة وأن الأزمة لها أسباب تراكمية وتم العمل عليها ولم يهتم أحد بها وتفرغوا للهجوم فقط.

ووجه حديثه للإعلاميين، قائلًا: "أرجو أن تبثوا الأمل في نفوس المواطنين، وتجنب الإحباط الذي يبث بشكل مستمر، وأتمنى أن يتشكل الوعي والإعلام في بث الأمل وتحقيق الاصطفاف الوطني".

وأضاف الرئيس: "أنا مش زعلان.. بس عاوز حد يقولي أنا أسأت لمين؟.. المرة الجاية أنا هشتكي للشعب المصري منكم".

"السيسي" يطالب الإعلام بالحرص في نقل الأخبار
وخلال حفل إفطار الأسرة المصرية، في منتصف يوليو، غضب السيسي من الإعلام وقال: إنه ينبغي على وسائل الإعلام أن تتعامل بحرص وهي تنتقل أخبار الشهداء.

وأوضح أن وسائل الإعلام لم تكن تنقل كل تفاصيل الشهداء الذين يسقطون في حرب الاستنزاف مع إسرائيل في نهاية الستينات رغم أنه كان يسقط كل يوم شهداء، لكن لم يكن أحد يعرف، اليوم لو سقط شهيد واحد، كل مصر بتحس به، وليه تأثير على كل المصريين، وروحهم المعنوية.

وأضاف الرئيس، أن الإعلام في الخارج قاصدًا وبعض الإعلام في الداخل من غير قصد يمكن أن يتم استخدامهم في الحرب ضد مصر، مقرًا بوجود خلل في آلية تدفق المعلومات المقدمة للإعلاميين، مطالبًا بضرورة أن تعمل هذه الآلية جيداً.

وطالب السيسي من الإعلام أن ينتبه وهو يعالج الأمور على الجبهة مع الإرهابيين، قائلًا: "نحن نريد أن تكون المعالجة في الحيز الطبيعي".

الإعلام بيقدم الوضع في مصر إزاي!
في السياق ذاته وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رسالة للمصريين قائلًا: "دولة في حجم مصر وعدد سكانها وحجم الطاقة الذي تحتاجه في مجال البترول والغاز ده بيكلفنا كام"، مؤكدًا أن الاستقرار له عائد جيد والدليل أننا توقفنا 3 سنوات وبعد الاستقرار النسبي بدأت الدولة في التحرك للأمام.

وأضاف السيسي، خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية في دمياط، أن شكل مصر يعكسه أشياء كثيرة، "مضيفًا: "من غير ما حد يفهمني غلط، الإعلام بيقدم الوضع في مصر للعالم إزاي، وبنحاول نقول في اللقاءات إحنا محتاجين إيه والناس محتاجة إيه لدولة عايزه تتقدم".

أزمة نقابة الصحفيين
محطة أخرى في علاقة الرئيس بالإعلام، الأزمة التي فجرها اقتحام الداخلية لمقر نقابة الصحفيين، للقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، ما أثار غضب أبناء المهنة لتلك الواقعة التي تحدث لأول مرة منذ تأسيس نقابة الصحفيين، وعلى إثرها احتشد آلاف الصحفيين أمام مقر نقابتهم بوسط القاهرة، للمطالبة بإقالة وزير الداخلية واعتذار الرئاسة عما بدر من الشرطة، غير أن الرئيس ظهر خلال إطلاق شارة بدء موسم حصاد القمح، في الفرافرة، بعد الواقعة بيومين متجاهلا تماما أزمة الصحفيين. 


الإعلام بحاجة لقيادة
وجاءت آخر محطة في يوم الجمعة الثالث من يونيو الجاري، في تقديم كشف حساب للمصريين عقب مرور عامين على توليه الحكم، عبر القنوات المصرية في حوار مع الإعلامي أسامة كمال، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه لابد من وجود قيادة للإعلام حتى لا نتسبب في ضرر للدولة المصرية، حيث إنه لا يوجد إعلام في العالم بلا قيادة الآن، موضحًا أن الدولة ملتزمة بالدستور وخوض التجربة المصرية بالكامل دون تدخل في الإعلام.

وأضاف السيسي، أن "بعض ما يثار في الإعلام من مغالطات يتم توظيفه في الخارج ضد مصر، إضافة إلى تشرذم الدولة من الداخل"، وتابع: "ليس هناك خلاف بيني وبين الإعلام".