المصاحف "الفوشيا والفسفورية" تغزو محيط "الأزهر" رغم تحذيره تداولها.. وتاجر يؤكد: تقليعة الألوان وصلت ربحنا لمئات الآلاف

تقارير وحوارات

المصاحف الملونة
المصاحف الملونة


بائعو المصاحف بالحسين: الإقبال على الملون
أصحاب المكتبات: النساء أكثر المقتنين للمصحف
مواطنون: نحرص على شرائه لتلاوته والتصدق به
 
مع بداية شهر رمضان المبارك، الذي تكثر فيه العبادات، والمداومة على تلاوة القرآن الكريم، فيتجه كل مسلم إلى اقتناء مصحف خاص به، لذا تحتل المصاحف الصدارة في البيع والشراء خلاف بقية شهور السنة، ما أدى إلى ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة مبيعات المصاحف بالمكتبات والأسواق، وصلت إلى 80% وفق تقديرات الباعة ومسؤولي تلك المحال.






وجاءت المصاحف الملونة، ذات الأوراق المطرزة بقطع اللؤلؤ وحواف من "الدانتيل" وذات الأقمشة المتنوعة الأكثر طلبًا من قِبل النساء بشكل خاص.

وبرغم صدور قرار من مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر العام الماضي 2015 بمصادرة تلك المصاحف، ومنع دور نشر مصرية من طباعة مصاحف ملونة احتراماً لجلال القرآن الكريم، إلا أنها لا تزال تباع في المكتبات، بالإضافة إلى انتشارها بين أوساط الشباب لتصبح وسيلة للتهادي في شهر رمضان الحالي.

وتجولت "الفجر"، في منطقة "الحسين"، بوسط القاهرة، التي تتميز بكثرة الأنواع المختلفة من الكتب الدينية، والمصاحف بأشكالها وأحجامها المتنوعة لرصد نسبة الإقبال على الشراء.





موسم رزق

في البداية يقول محمود شطا، أحد بائعي المصاحف بمنطقة "الحسين"، إن شهر رمضان يعتبر أهم موسم ديني يهتم فيه المصريين بشراء المصاحف فضلًا عن الكتب الدينية، ماشيَا مع ذلك إقبال ملحوظ هذه الفترة بصفة غير مسبوقة مقارنة مع باقي الفترات، مشيرًا إلى أن زيادة الشراء تتكرر سنويًا مع حلول شهر رمضان لاسيما مع بداية شهر شعبان، ويمتد ليصل إلى ذروته في العشر الأواخر من رمضان، لتزويد المساجد بها، والجمعيات الخيرية.

وأضاف "شطا"، أن غالبية الإقبال بالنسبة للمصاحف تكون من الحجم المتوسط المطبوع بالورق الأصفر، والمغلق بـ"سوستة" نظرًا لسعره وسهولة حمله، أما الورق الملون بأرضية خضراء من الحجم المتوسط أيضًا، الإقبال عليه كثير، فضلًا عن شراء المصاحف الكبيرة لأصحاب النظر الضعيف، وكبار السن نظرًا لوضعها على حامل خشبي.

وحول أسعار المصاحف يشير "شطا"، إلى أن أسعار المصاحف تتراوح ما بين 5 جنيهات إلى 35 جنيهًا للمصاحف العادية غير الملونة وورقه تكون بيضاء، بينما المُجزء الصغير يبلغ سعره حوالي 25 جنيهًا، أما المصاحف الكبيرة والملونة تتراوح أسعارها ما بين 75 إلى 120 جنيهًا، أما المصاحف الملونة والمطرزة ذات الخامة والجودة العالية يتراوح سعرها بداية من 50 إلى 300 جنيهًا بحسب أحجامها.





الإقبال على المصحف الملون.. والنساء أكثر المقتنين

وعن الأعمار التي تقبل على اقتناء المصحف، يؤكد صهيب عبد الحميد، أحد أصحاب محال بيع الكتب الدينية، أن فئة الشباب هي الأكثر ترددًا لاسيما النساء بجميع أعمارهم، لاسيما يقبلون على شراء المصحف الملون بألوانه المختلفة، ويأتون له بشكل خاص ويحجزنه من بداية شهر شعبان، لافتًا إلى أن المصحف الملون يتزايد عليه الإقبال من المصحف العادي خلال هذا العالم، بالرغم من تنصل الأزهر منه ووقف مبيعاته؛ إلا أن عليه إقبالًا كثيفًا، ما أدى إلى انتعاش في سوق المكتبات.

وتابع "عبد الحميد": "حالنا اتغير بعد آخر تقليعة في ألوان المصاحف حتى وصل متوسط الربح إلى مئات الآلاف من الجنيهات، خلال شهر رمضان الماضي، بل هو سبب لتحملنا الخسارة طول السنة"، مستكملاً حديثه: "حتى المعتمرين خلال طوال الشهر أول ما بينزلوا يأتوا إلينا ليشتروا بعض الهدايا ويكون ضمنها المصحف الملون والمطرز، خاصة المغلف".

ولفت "عبد الحميد"، إلى أن كتب التفسير، والأذكار تأتي تجد رواجًا كبيرًا عقب المصاحف، حيث يقبل الكثير من المواطنين على قراءتها خلال الشهر الكريم، فضلاً عن التبرع بها وتوزيعها في المساجد، وعلى المارة.





المسلمون في الخارج أكثر إقبالًا على شراء المصحف

"منها حسنات، ومنها أكل عيش.. ده غير أن رمضان شهر السعد عليه"، بهذه الكلمات عبر أحمد شعبان، أحد بائعي المصاحف وكتيبات الأذكار، عن فرحته بقدوم شهر رمضان لربحه حسنات أكثر من ربحه المادي.

وأشار "شعبان"، إلى أن الإقبال هذا العام أكثر من العام الماضي، ولم تتأثر المصاحف بارتفاع الدولار؛ نظرًا لتطور الطباعة خلال السنوات القليلة الماضية، ما جعل الخيارات متاحة بشكل أوسع للمشترين لاختيار نوعية الخط وحجمه وشكل المصحف بشكل عام.

واستكمل "شعبان"، حديثة قائلاً إن الأكثر إقبالاً على شراء المصحف هذا العام "المسلمون الأجانب"، موضحًا " بقالهم شهرين بيترددوا ويشتروا مصاحف مترجمة بشكل كبير، وكان في كميات قليلة وصوا على كميات أكتر" لافتًا إلى أن هذا الأمر يزيده فرحًا لكسب حسنات أكثر وأكثر.





تلاوة وتصدق

في ذات السياق، قالت نهى ونيس"، طالبة جامعية، بزور كل عام "الحسين" لشراء مصحف جديد "اللي بيكون زي ظلي طوال الشهر لختم القرآن"، معلقة على شرائها للمصحف الملون: "هو نفس المصحف لا يوجد فيه تحريف، هو مجرد لون للغلاف بيجذب نظر الجميع خاصة البنات، ومفيهاش حاجة لما أقرأ آيات ربنا بشكل أوضح، وميزة المصاحف الملونة أن كل جزء له لون خاص وبيساعدني في تحديد قراءة أجزائي".

فيما أكد صالح يوسف، مهندس، أنه اعتاد شراء المصاحف له ولأبنائه ولبعض أصدقائه المقربين كل عام مع قدوم شهر رمضان، مشيرًا إلى أنه يفضل المصحف العادي، لكنه يشتري لبناته المصحف ذات الألوان الحديثة والأشكال المطرزة لحسهم على مداومة تلاوة القرآن، مؤكدًا أنه بالفعل نجح في ذلك العام الماضي وبناته ختمت القرآن قبله، موضحًا أن هذا العام أتى ليهدي أحبائه ويشتري بعض المصاحف المطرزة لأبنائه لكي يتنافسوا ككل عام على ختام القرآن الكريم.

وترى فاطمة المهدي، مدرسة لغة عربية، أن شهر رمضان مناسبة ليست مثل باقي المناسبات، بل هو أعظمهم، فالشهر عبارة طاقة وروحانيات وعبادة، وتلاوة آيات القرآن، واقتناء المصحف من الأساسيات، ناهيك عن أنه في متناول الجميع، وأسعاره بسيطة وتناسب جميع الفئات، متابعة أنها تشتري بعض المصاحف للتصدق بها فهي الصدقة الدائمة.