دعوات تجريم المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان بين الـ"فعل الفاضح" و"سعودة مصر"

تقارير وحوارات

تجريم الجهر بالافطار
تجريم الجهر بالافطار - أرشيفية


داعية سلفي: الجهر بالإفطار بنهار رمضان أشد من الفعل الفاضح
أستاذ فقه مقارن: الدين لا يُطبق بالقانون
حقوقي: آراء تحاول سعودة مصر


انتشرت بعض الآراء، في الأيام القليلة الماضية قبل شهر رمضان بأيام، حول إمكانية غلق أي محال تجارية في نهار شهر رمضان، بالإضافة إلى المطالبة بالقبض على أي شخص مُسلم يجهر بإفطاره في نهار رمضان، الأمر الذي لا يتناول من لديه مشكلة صحية، مما أثار جدلًا واسعًا بين الشارع المصري.
 

القبض على المفطرين.. وسن قانون بغلق المقاهي
 
البداية جاءت من الداعية السلفي، سامح عبدالحميد، الذي اعتبر أن الجهر بالإفطار في المحلات التجارية في نهار رمضان يُثير الاشمئزاز ويُضايق المواطنين، ويشير إلى أن الشخص الذي لديه مرض أو عذر ليفطر فيستتر بالإفطار، أما أن يجلس على المقهى في نهار رمضان فهذا ضد الشرع والعرف".
 
ويضيف لـ"الفجر": البعض وصل  بهم الأمر لمرحلة تدخين الشيشة في نهار رمضان وفي الشارع، الجهر بالصيام في المقهى أشد من الفعل الفاضح وعلى الشرطة القبض على من يقترف ذلك، دا بقى حاجة صعب جدًّا"
 
ولفت إلى أن الناحية الشرعية تصنف إفطار يوم من رمضان بغير عذر كبيرة من الكبائر، مشيرًا : طالبتُ البرلمان بشرعة سن قانون لتجريم ذلك وغلق المطاعم والمقاهي في نهار رمضان".
 
 
الدين لا يطبق بالقانون
 
"الدين لا يطبق بالقانون، وأرفض أن يتم غلق أي محال تجارية في نهار رمضان"، هكذا قال الدكتور رمضان عبدالرازق أستاذ الفقه المقارن بمجمع البحوث الإسلامية، موضحًا : أنه يجب أن يقوى الوازع الديني عن طريق المراقبة داخل نفس كل مسلم، فيجب أن يتذكر المسلم قبل ارتكاب أي معصية، قول الله تعال " أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ".
 
وأضاف: "حالات المجاهرة بالإفطار نادرة جدًا، فالمفطرون بالنسبة للصائمين بالنسبة لتاركي الصلاة للمصلين"، مؤكدًا أن أغلب الناس تحاول أن تلتزم بشكل جيد في شهر رمضان" . 

ربما يكون غافل أو جاهل
وعلق أستاذ الفقه المقارن على سن قانون يجرم الإفطار في رمضان لـ"الفجر" : أنا لست مع هذا، لأن الدين لا يطبق بالقانون، فالدين يجب أن يطبق بالخوف من الله، فما ذنب غير المسلمين بعبادة المسلم". ويوضح عبدالرزاق : أن بعض المسلمين يفعلوا ذلك وهم جاهلة أو غافلة بالأمر، فلماذا لا نوضح الأمور بشكل مبسط، عن طريق المحاضرات والندورات الدينية".
 
وتابع : المفروض على كل مسلم، قبل أن ينظر إلى طاعة الله أن لا يعصيه، فإذا ابلتلي بشي من المعاصي، لا يجهر بها أمام الناس لأن ذلك به استخفاف بالله تعال، مشيرًا إلى قول أحد الصالحين : فرحك بالذنب أشد عن الله من الذنب.. ومجاهرتك بالذنب أشد عن الله من الذنب.. وحزنك على فوات الذنب إذا فات أشد عند الله من الذنب".
 
 
البدوي: محاولة لسعودة مصر
 
وقال المحامي والحقوقي، محمود البدوي، إن :"هذه الأفعال تعتبر غير مسؤولة، ومحاولة لسعودة مصر وخلق شيء اشبه بهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر".
 
وأضاف البدوي، لـ"الفجر" :" لا يوجد أي سند قانوني في القوانين المصرية، ومن ثم يجدر الإشاره إلى أن مثل تلك الافكار أو المقترحات غير المنضبطة التي تخرج عن بعض معتنقي الفكر المتشدد، يساهم بشكل غير مباشر فى نشر أفكارهم المتطرفة والتى تتنافى وتتعارض مع مبادئ وأدبيات دولة القانون التي نبتغيها جميعًا ونعمل على ترسيخ أسسها".
 
القبض على 155 شخصًا في أسون بتهمة المجاهرة بالإفطار في 2009
 
يذكر أن الشرطة ألقت القبض على 155 مواطنًا في محافظة أسوان، وآخرون في الغردقة وطلخا وبعض المدن بمصر، وذلك في سبتمبر 2009، بتهمة المجاهرة بالإفطار في رمضان، وتم تحرير محضر بذلك بالرغم  من عدم وجود أي نص في قانون العقوبات المصري يعاقب على المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان، وقضت النيابة بخروجهم بكفالة قدرها 500 جنيه مصري.