توخيل.. الرجل الذي غير بروسيا دورتموند

الفجر الرياضي

توخيل
توخيل

يلقى توماس توخيل تقديرا كبيرا بسبب التطوير الذي أدخله على بوروسيا دورتموند، لكن "برودة" انفعالاته تحيّر الكثيرين. حيث يختلف عن سلفه يورجن كلوب، ويقترب من مثله الأعلى جوارديولا. ولديه أخطاء تكتيكية لا تقلل من إنجازاته.

كان نادي بوروسيا دورتموند هو أول ناد ألماني يفوز بكأس أوروبا للأندية أبطال الكأس، وكان ذلك في عام 1966. وبمناسبة اليوبيل الذهبي (مرور 50 عاما) لهذا الحدث، أقام الفريق احتفالا حضره 400 ضيف من مختلف أجيال دورتموند. ورغم أن المدرب توماس توخيل لم يكن حاضرا، إلا أن الحديث الدائر حول موائد الضيوف كان يتناول توخيل سواء بالمديح الكبير أو بالشكوك تجاهه أو حتى بانتقاده.

"مدرب ذكي بقلب من حديد"

ويقول المحرر توماس هينكه في عدد هذا الأسبوع من مجلة "كيكر" الألمانية، إن توخيل لقي اعترافا كبيرا وسط الضيوف للتطور الرياضي لفريق دورتموند، والأفكار "الطازجة" للعب والكرة الجذابة، التي يقدمها الفريق والتكتيك والمرونة.

لكنه لم يلق "حبا حقيقيا"؛ فتوخيل "برجماتي بارد" يكسب مباريات، لكنه لا يثير بالضرورة ولع الجماهير، حسب هينكه. فصورة توخيل في أذهان الناس هي صورة مدرب ذكي بقلب من الحديد، حسب "كيكر". وهي تختلف تماما عن سلفه يورجن كلوب، الذي كان يؤثر قلوب الجماهير واللاعبين عبر انفعالاته سواء بالفرح أو الغضب، والتي اشتهر بها في جميع أنحاء العالم.

حين ينظر المرء من بعيد إلى توماس توخيل (42 عاما) ربما يعتقد أنه يسير على خطا كلوب (48 عاما)، فكلاهما درب ماينز أولا وأحدث به طفرة ثم انتقل إلى دورتموند بعدها وأحدث نقلة كبيرة في أداء فريق الأصفر والأسود. ثم إن توخيل وحسب قول رئيس النادي هانز يوآخيم فاتسكه واصل البناء على الأساس الذي وضعه كلوب. لكن الحقيقة أن توخيل قدوته هو الإسباني بيب جوارديولا. وأنه استطاع أن يدخل تحسينات كبيرة على دورتموند في كافة النواحي المهمة تقريبًا، مقارنة بآخر عامين قاد فيهما يورجن كلوب الفريق. وقال رئيس النادي إن "كل واحد (في دورتموند) لديه شعور بأن المدرب (توخيل) سيطور (من أدائه)".

مشهد الخسارة بين توخيل وكلوب

لقد استطاع توخيل أن يجعل لاعبًا عبقريًا مثل هينريك مخيتاريان ينفض الغبار عن نفسه ويقدم أفضل ما لديه هذه الموسم، بحيث أصبحت تتهافت عليه أكبر الفريق الأوروبية، بينما يحاول توخيل التمسك به. وعرفانا منه بجميل المدرب يشترط مخيتاريان بقاء توخيل كمدرب لتمديد عقده مع دورتموند، أو السماح له بالرحيل، إذا رحل المدرب.

أولاف ماينكينج، وكيل أعمال توخيل، محام كبير من هامبورج ويعرف تماما المآخذ على توخيل، ولذلك رتب له من أجل تصحيح صورته. لكن من الناحية الرياضية أيضًا يقع توخيل في أخطاء تكتيكية تؤدي إلى خسارة فريقه مثلما حدث أمام بايرن ميونيخ في الدوري الألماني عندما خسر دورتموند 1-5، أو أيضا الخسارة أمام ليفربول، الذي يدربه كلوب، في بطولة الدوري الأوروبي.

عزز سلوك توخيل بعد خسارة نهائي الكأس أمام بايرن ميونيخ هذا الموسم بضربات الترجيح الاتهامات الموجهة إليه بأنه يفتقد إلى "الذكاء الاجتماعي". إذ إنه لم يكن قادرًا على مواساة لاعبيه ولم يظهر تعاطفًا واضحًا مع قائد الفريق ماتس هوميلز، الذي خرج مصابا في تلك المباراة، كما أنه لم يبد شعورا أصلا بالحزن لفقد المباراة.

بينما كان الموقف في نفس الملعب العام الماضي مختلفا، حينما خسر يورجن كلوب نهائي الكأس أمام فولفسبورج. حيث دمعت عيناه وأخذ يواسي اللاعبين والجماهير ويحيي الجميع في منظر لا يمكن نسيانه بسهولة، فقد كانت آخر مباراة له مع الفريق وكان يريد ختام مشواره معه بنهاية غير تلك النهاية.

لكن أرقام توخيل كمدرب مع دورتموند هذا الموسم تتحدث عن نفسها. فقد خاض 56 مباراة رسمية فاز في 40 مباراة وخسر فقط سبع مباريات، وسجل فريقه 138 هدفًا وحصدت شباكه 50 هدفا وهو بهذا يقف في الصف الأمامي وسط جميع مدربي دورتموند. علاوة على أنه حقق مع النادي أكبر عدد نقاط في بطولة للدوري في تاريخه (87 نقطة)، رغم فوزه بالمركز الثاني خلف بايرن ميونيخ. وقاد الفريق لنهائي الكأس رغم خسارته أمام بايرن أيضًا. وقد كال رئيس نادي دورتموند المديح لتوخيل وقال: "لقد صنع توخيل أعظم (ما يمكن)، ولم ننتظر منه أكثر ولا أقل من ذلك"، حسبما نقلت مجلة "كيكر".