بيعة العقبة الأولى

إسلاميات

 بيعة العقبة الأولى
بيعة العقبة الأولى - صورة أرشيفية


وسط الغيوم الملبدة، والظلام الحالك، لاحت بشائر الخير، وأشرقت أنوار الفجر، آتية من يثرب (المدينة).. فبعد عام من المقابلة التي تمت بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونفر من أهل يثرب عند العقبة، جاء إلى موسم الحج في السنة الثانية عشرة من البعثة، اثنا عشر رجلا(عشرة من الخزرج واثنان من الأوس)، من الذين أسلموا، وفيهم الستة الذين دعاهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العام الماضي، فلقوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند العقبة فبايعوه بيعة العقبة الأولى..

وقد روى البخاري في صحيحه نص هذه البيعة وبنودها، فعن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفَّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله، فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه )، قال عبادة : فبايعناه على ذلك.

وبنود هذه البيعة هي التي بايع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها النساء فيما بعد، ومن ثم عرفت ببيعة النساء. وقد بعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع المبايعين مصعب بن عمير ـ رضي الله عنه ـ، يعلمهم الدين، ويقرئهم القرآن، فكان يسمى بالمدينة (المقرئ).

وأقام مصعب في بيت أسعد بن زرارة في يثرب، يدعو الناس إلى الإسلام، ويقود الحركة الدعوية الرائدة، وقد نجحت سفارته ودعوته نجاحا عظيما، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا ودخلها الإسلام.. وقبل حلول موسم الحج التالي ـ السنة الثالثة عشرة ـ، عاد مصعب بن عمير إلى مكة يحمل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشائر الخير، ويقص عليه خبر يثرب، وما فيها من أرض خصبة للإسلام ودعوته.