خبراء: برامج المقالب "تجارة" لا تراعي مواثيق الشرف الإعلامي

الفجر الفني

صورة من أحد برامج
صورة من أحد برامج المقالب


حسن علي: الجمهور هو الضحية لأنه يعيش في تمثيلية.

صفوت العالم: برامج المقالب فجة ولا تحترم عقلية المشاهد.

ثريا البدوي:برامج المقالب تجارية ومفبركة وأصبحت مستفزة.

حمدي الكنيسي: التجارة أصبحت مهمة الفضائيات.

إدوارد: مهمة الفنان إسعاد الجمهور.

لوسي: تقتحم خصوصية الفنان وأطالب بتقنينها.



أجمع خبراء الإعلام على أن برامج المقالب مفبركة ومتفق عليها بين القائمين على البرنامج وبين النجم الذي يتم إستضافته وكلا الطرفين يحصل على الملايين والضحية هو المشاهد الذي يعتقد أن مشاهد الرعب التي يعيشها الفنان حقيقة، وطلب الخبراء من القائمين على هذه البرامج باحترام عقلية المشاهد والإلتزام بمعايير العمل الإعلامي مؤكدين أن أصحاب القنوات هدفهم الربح وجني أموال طائلة من وراء هذه البرامج التي تحقق نسبة مشاهدة عالية وبالتالي يضمن تواجد المعلنين، وفي هذا الصدد تحدث الخبراء وأدلوا برأيهم في هذه البرامج.

في البداية يقول دكتور حسن علي، رئيس جمعية المشاهدين أن الجمهور هو الضحية وليس الفنان  ويظل المشاهد فترة طويلة ينتظر المقلب ورد فعل الفنانيين دون إدراك أن الأمر كله بمثابة تمثيلية وعمل آخر يضاف إلى الأعمال التي يقدمونها والرابح في النهاية هم القائمون على البرنامج والمشاركون فيه بزيادة نسبة الإعلانات.

وأضاف قائلًا: إن هذه البرامج لا تلتزم بمعايير العمل الإعلامي وتخضع لأهواء القائمين عليها بغض النظر عما يمكن أن يحكم صناعة الميديا بشكل عام من مواثيق لأن الضيف في النهاية يوافق على عرض الحلقة بل ويتمنى مشاهدة طيبة وأخيرًا يجب أن نعلم حتى وإن كان الأمر بدون إتفاق مسبق بين الجميع فهذه الأعمال تضاف إلى الأعمال الإستثمارية والتجارية غير المفيدة حتى وإن أضحكته بعض الوقت.

واستكمل دكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أنه لابد من إحترام عقلية المشاهد حتى وإن ارتضى عكس ذلك لأن مواثيق الشرف الإعلامي وما تنص عليه القوانين أنه لا يجوز أيضًا تسجيل وتصوير شخص دون علمه إلا في إطار ما حدده القانون وربما يتسلق صناع برامج المقالب على هذه النقطة القانونية تحديدًا بإظهار رغبة الضحية في عرض العمل وهذا ما يجعلنا نقول إن هناك تواطؤ بين ضحية هذه البرامج من الفنانيين وبين صناعها ورغم أن البعض يرى أنه لا يوجد تواطؤ نظرًا لجودة التمثيل بين الضحية والمجرم، فإنه في كل الحالات يجب الإعتراف بأن هذه الأعمال تاجرت واستثمرت في جيوب المصريين وقدمت لهم أعمالًا ليس لها قيمة يتم نسيانها بمجرد عرضها وبمجرد مرور الشهر الكريم صحيح أنه لابد من وجود مادة ترفيهية وتجارية على تلك القنوات لكن لا يجب أن تكون بهذه الفجاجة.

أما الدكتورة ثريا البدوي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة فترى أن المسألة تجارية بحتة وأصبحت مستفزة والمشاهد ما زال مرتبطًا بوهم المقالب رغم وجود أكثر من دليل على الإتفاق عليها وفبركتها وفي النهاية المشاهد هو السبب وهو الضحية في نفس الوقت لأنه صاحب القرار بتغيير القناة أو الإستمرار في المشاهدة بل وتحقيق نسب مشاهدة أخرى على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يجعل صناع برامج المقالب يتمادون في تقديمها ولا توجد رقابة عليهم سوى ضمائرهم فيما يقدمون لأن التحايل على القوانين لعرض تلك البرامج سهل لأنه يحصل على موافقة الضيف ولا يعرض شيئًا خارجًا عن القانون أو الأعراف ونهاية أقول إن تلك الأعمال تنامت وخرجت عن الصواب ولكن الجمهور هو السبب لأنه أعطاها ما يلزم من النجاح.

في حين يرى الإعلامي والإذاعي حمدي الكنيسي، أن التجارة هي التي أصبحت سائدة وتتحكم في الفضائيات بشكل عام وأصبح المنتج وصاحب القناة هو كل شيء لأنه يملك المادة وهدفه الربح فيستطيع صناعة برنامج تجاري ترفيهي لسد خانة مهمة في فضائيته في شهر رمضان ويستطيع جني أموال طائلة من خلال جلب المعلن وذلك بدفع أموال زهيدة رغم الإنتاج الضخم الذي يظهر في بعضها إلا أن الأموال التي يكسبها المنتج أضعاف ما يدفعه في الإنتاج وبذلك يضرب عصفورين بحجر واحد الأول هو أنه إستطاع سد خانة في فضائيته والثاني هو جاب معلن وإتفاقات فضائية أخرى تعتمد على رفع تلك الفيديوهات عبر اليوتيوب أو مواقع الإنترنت بشكل عام مما يعني مكسبًا آخر وهذه هي الموضة في التقديم بعد تراجع الفن الراقي سواء كانت الدراما الكوميدية أو حتى الفوازير والإستعراضات الرمضانية التي كانت تهدف لتقديم شيء محترم.

ومن الفنانيين الذين تعرضوا لتقديم هذه التجربة الفنان إدوارد، الذي يقول إن برامج المقالب هي أحد البرامج المهمة التي أحببتها منذ أن قدمتها في الأعوام الماضية وآخرها برنامج "في الهوا سوا"، ولكن عندما أتعرض لها مجددًا أشعر بالضيق وبعدها سرعان ما أتأقلم مع الموقف لأن الفنان مهمته إسعاد الجمهور سواء كان في مسلسل أو فيلم أو مسرحية أو حتى برنامج مقالب ورغم اعتراضي على ما يحدث معي من مقالب فإن سعادتي بعد انتهائها تكون كبيرة انا بخصوص ما يقال عن أن هناك اتفاقات بين القائمين على البرنامج والفنان الضحية فهذا الكلام غير مقبول لأن الإتفاق يكون على الظهور في شكل آخر كبرنامج حواري أو توك شو أو مسابقات ترفيهية ولا يكون الصيف متوقعًا ما سيحدث معه.

وتواصل الفنانة لوسي، التي تعرضت لأحد المقالب في أحد البرامج قائلةً: أكره المشاركة في هذه البرامج وأخشى صدمتها ولكني وقعت في مقلب وكما يقول المثل "ما يقع إلا الشاطر"، لأن الاتفاق لم يكون على عمل مقلب وإنما على برنامج عادي يكون فيه الفنان ممثلا لبلده في الظهور وهو ما دفعني لقبول العرض والحصول على مبلغ مادي معين للظهور ولم يتبادر لذهني أنه مقلب وبشكل عام أرى أن هذه فجاجة تصل لإقتحام خصوصيات الفنان ويجب أن يكون هناك إحترام لخصوصية الفنان وتقنين هذه المقالب.