نادية صالح تكتب: أحسن الأزمان وأسوأ الأزمان

مقالات الرأي



شكرا للسيد (تشارلز ديكنز) الروائى الإنجليزى الشهير الذى أهدتنى كلمات مقدمة روايته الأشهر «قصة مدينتين» اهدتنى نوعا من الراحة النفسية ونحن نعيش بين هذه النار الموقدة والتضارب والمزايدة وغير ذلك من الإسفاف والخيبة الكبيرة التى تضرب حياتنا هذه الأيام.. وإذا سألنى أحدكم ما هى هذه المقدمة أعيدها على حضراتكم فهى تحكى حال فرنسا بعد الثورة الفرنسية مباشرة «كان أحسن الأزمان وكان اسوأ الأزمان.. كان عصر الحكمة وكان عصر الحماقة، كان عهد الإيمان وكان عهد الجحود، كان زمن النور وكان زمن الظلمة، كان ربيع الأمل وكان شتاء القنوط» وبالله عليكم.. بعد هذا الوصف الذى وصفه (ديكنز) لفرنسا بعد الثورة الفرنسية.. ألا ترونه قريبا بل مطابقا لحالنا هذه الأيام، وربما أريد أن أراه كذلك لعلنا نصل إلى ما وصلت إليه فرنسا بعد ثورتها..ويا أيها السادة.. حالنا لايرضى عدوا ولا حبيبا، ولكن معذرة.. حالنا يرضى العدو بالتأكيد لأنه يريدنا هكذا لكننى ادعو الله من كل قلبى ألا يكون غاضبا علينا، خصوصا بعدما تذكرت كلمة، الفاروق عمر بن الخطاب التى قالها يوما: «إذا أراد الله بقوم سوءامنحهم الجدل ومنعهم العمل».. ودعونا نسأل الله أن ينتهى هذا الجدل المتشائم والأهم لنفرغ للعمل الذى هو طوق نجاتنا من كل هذا السوء، وأرجو أن تقولوا معى «آمين.. آمين»، واسمعوا وأنصتوا لكلمات المتخصصين والذين نحتكم إليهم فى قضايانا.. سواء كانت الجزيرتين «تيران وصنافير» أو قضايا الشر التى يختلقونها لنقع فيها، وتذكروا حكمة قديمة تقول «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها»، فالفاحت نازل والبانى طالع، وهذه قواعد لا تحيز لها زمان ولا مكان لأنها «نواميس» أى قوانين الحياة الدنيا، ولا يمكن أن تمر تأملاتى هذه دون أن أستعيد صورة الرئيس السيسى وكلماته وهو يشرح ويذكرنا بإنجازات تحققت خلال شهور ولايته التى لم تبلغ بعد عامين ويفخر بأنها لم تكن لتتم فى عشرين عاما ولكن فضل الله عظيم وتحققت فى هذه المدة القصيرة، وهو مستمر فى العمل لاينظر إلى الوراء ولا يسمع دعاوى الباطل التى لاترجو سوى الشر لبلدنا، فاحذروا ياسادة.. ولا يغركم إعلام فقد عقله ولا دعاة إعلام فقدوا وطنيتهم وضمائرهم الحزبة تحاول أن تهدم وتهزم وتسعى إلى ذلك.. وتذكروا دائما أن الله معنا مادمنا نتق الله ونعمل عملا صالحا ثم نتوكل عليه، ولعل خير ختام لتأملاتى هذه كلمات الحق سبحانه وتعالى فهى خير وأصدق الكلمات بسم الله الرحمن الرحيم «قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وما أنا عليكم بحفيظ» صدق الله العظيم فانظروا ياسادة.. ولا تعمى أعينكم عن قائد وطنى بعثه الله إلينا يعمل معكم وبكم.. فساعدوه.. ولتكن خير الكلمات أيضا من كلمات الحق سبحانه وتعالى فى سورة التوبة.. بسم الله الرحمن الرحيم «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون».

صدق الله العظيم

فهذا أحسن القصص وأصدق القصص.. كلمات الحق تهدى إلينا حياة هادئة مستقرة بإذنه تعالى وتوفيقه سبحانه رب العرش العظيم.