نادية صالح تكتب: فعلا أنت «إسعاد» يا «إسعاد»

مقالات الرأي



ليل الاثنين الماضى كان موعدى مع برنامج صاحبة السعادة و(إسعاد يونس) وضيفتها الجميلة، الرائعة والنادرة الفنانة «منة شلبى»..

وللحق ماكدبش اللى سماكِ (إسعاد) يا إسعاد.. وامسكوا الخشب فهى فنانة شاملة، ونطلق عليه فى الإعلام M.C اختصارا لكلمة masto of cerewovy، وقد عاصرتها فى الإذاعة وقت كانت مع زميلتها إيناس جوهر أشهر نجوم «جوقة الشرق الأوسط»، لم نقترب أو نتصادق لكن أظن أن كلا منا كان يحمل للآخر تقديرا ومودة عن بعد، كنا نحن أبناء وبنات البرنامج العام بالإذاعة نعتبر أنفسنا جريدة (الأهرام)، وكانت الشرق الأوسط هى (الأخبار) ولم يخل الأمر من عنصرية وعنجهية بين الاثنتين.. حتى كان نصيبى رئاسة إذاعة الشرق الأوسط فى أخريات سنوات عملى ووقتها قال الأستاذ فاروق شوشة إن نادية صالح ضلت طريقها إلى الشرق الأوسط وهى تعود إليها، وكان ذلك حقا وحقيقة فكم أعجبتنى الشرق الأوسط بتحررها وإبداعها الدائم.. المهم كانت (إسعاد) نجمتها البازغة ونجوم الجوقة كلها إيناس وإبراهيم صبرى وكمال جامع (رحمه الله) وباقى أعضائها ، وأظن أن سمير صبرى كان واحدا بينهم، وكانت هذه هى البداية وبعدها سار كل منهم فى طريق، واليوم تطل علينا (إسعاد) المذيعة والممثلة والكاتبة والمنتجة.. تطل علينا بقدر من السعادة والإبداع ما أحوجنا إليه، وفى ليلتى هذه (الاثنين) كانت (إسعاد) و(منة) التى شعرت أنها تضمها إلى حضنها بنتا جميلة رائعة الموهبة وللحق.. أضاف هذا البرنامج (صاحبة السعادة) بعدا جديدا لصفات (إسعاد) التى عرفناها عنها، وذلك بعدما امتدح معد هذا البرنامج الأستاذ (أحمد فايق) وهو صحفى رائع أيضا، امتدح تشجيعها له وقال إنها تبنته وشجعت موهبته -ولنا معه وقفة أخرى- وهكذا عرفنا وتعرفنا على إسعاد يونس الأم، ولعل ذلك يؤكد اعتقادى الراسخ بأن الشخصية لاتتجزأ.. فالأم الناجحة هى عاملة ناجحة فى مجالها أيا كان هذا المجال، وزوجة ناجحة واجتماعية ناجحة أيضا فالشخصية لاتتجزأ، أعود لأقول، استطاعت هذه الحلقة وفيها (إسعاد) و(منة) الجميلة أن تضىء ليلتى بل وتعيد إلىّ هدوءا كدت أن أفقده فى قلق بالغ على كثير مما نعانيه هذه الأيام، راقبوا خناقات الفضائيات وشتائمها وخيبة أملنا فيها.. واختلافاتنا المتكررة حتى عندما نحاول الخروج من حصار هذه المرحلة الصعبة فى محاولة لاستعادة أخلاقنا، حتى أننا اطلقنا حملة جديدة اسميناها «أخلاقنا».

والحقيقة أن هذا العمل والحوار الذى كان بين (إسعاد) و(منة) كان درسا فى قيمة أخلاقنا وشكل أخلاقنا وقيمنا وسلوكياتنا والتى بدا أننا ابتعدنا عنها دون أن ندرك السبب الحقيقي، وبشكل غير مباشر ناقشت إسعاد صحافة ومجلات المراهقة أيامها ثم أيام (منة).. وأخذتنا إلى المدارس والبيوت والدنيا وقتها ووقت (منة) وظهر لنا أنه ومع اختلاف أو ابتعاد السنين إلا أن القيمة والقيم كانت موجودة، ولاحظوا ذكاء الأم الفنانة (زيزى مصطفي) التى اكتشفت مبكرا موهبة ابنتها، ثم تنبهوا إلى أهمية ذلك فى تنشئة الأبناء والبنات، كانت هناك أشياء كثيرة وحكايات وخفة ظل وصدق فى النوايا، وحنان من (إسعاد) لـ (منة) واحترام من(منة) لـ (إسعاد).. تقدير وأخلاق رايح جاى..

شعرت فى ليلتى هذه أن مصر هى (صاحبة السعادة) حقا.. أنجبت هاتين الموهبتين إسعاد ومنة، وهكذا كل حلقات البرنامج..

وبعد كل ذلك ألا تستحق أن نناديها بأنك (إسعاد) فعلا يا (إسعاد)، و«ماكدبش اللى سماك إسعاد» ربنا يحميك ويحمى مصر العزيزة بقيمها وأخلاقها لتظل دائما (صاحبة السعادة).