نادية صالح تكتب: د. أحمد درويش.. رئيسًا للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس

مقالات الرأي




بعد صدور قرار الرئيس السيسى بهذا التعيين الجديد للدكتور أحمد درويش تذكرت الناس اسمه وقتما كان وزيرًا للتنمية الإدارية فى حكومة الدكتور نظيف، والذى تناثرت وقتها أنباء عن تقديمه عدة تقارير عن الفساد، ولم يستطع نشرها بعد غضب المسئولين فى ذلك الوقت، وتذكرت الناس أيضًا اقتران اسمه بمشروع «الحكومة الإلكترونية» وأشياء أخرى فى هذا الإطار لعل أهمها بطاقة صرف المقررات التموينية بالبطاقة الذكية ضمانًا لوصول الدعم إلى مستحقية، وباختصار هو أحد أهم الأسماء فى مجال هندسة الاتصالات والإلكترونيات الذى حصل عليها د. درويش من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1981، وبعدها حصل على درجة الدكتوراه من كاليفورنيا عام 1988، وإذا كانت هذه بعض المعلومات عن الرجل ومؤهلاته أو جزء منها لضيق المساحة، ولكن لابد أن أتأمل وأدعوكم أيها السادة للتأمل معى فى مدى عمق وذكاء هذا الاختيار للدكتور درويش «56 سنة» وهو المتخصص فى هندسة الاتصالات والإلكترونيات التى هى لغة العصر، وتأملوا معى عمره الذى يجمع بين حيوية الشباب والخبرة المكتسبة لسنوات نحسبها تضعه فى خانة الشيوخ الشباب لو جاز التعبير، ولعل هذا هو ما نبحث عنه فى هذه الفترة وتلك الأيام بالذات.

وتأملوا معى أيضًا هذه القدرة على المواجهة والمصارحة الشجاعة عندما تقدم بتقارير لجنة الشفافية والنزاهة التى شكلها حينذاك وقت أن كان وزيرًا للتنمية الإدارية وحرص على أن يكون أعضاؤها من خارج الحكومة ومن المعارضة، وقبل كل ما سبق يعتز الرجل كثيرًا بأنه أولاً وأخيرًا أستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومن المهم أيضًا أن نعرف أنه استشارى فى العديد من المنظمات الدولية ومنها برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والفاو والبنك الدولى والمفوضية الأوروبية.

وربما لا يعرف الكثيرون أن والده من كبار رجالات الأسرة القضائية وقد كان رئيسًا لمحكمة النقض «يرحمه الله» وهنا أجد أنه يحمل ضمير القاضى بالوراثة، وأخيرًا وليس آخرًا أتوجه بهذه الكلمات إلى سيادة الرئيس السيسى الذى أصدر هذا القرار وقد صادف أهله كما يقولون، واعتقد أن هذا التعيين مؤشر ومبشر بالجديد من القرارات التى تخدم اقتصادنا بتمكين أدوات العصر والتى تعمل فى ذات الوقت على محاربة الفساد بجدية ودونما تردد، فهذا حجر واحد ضرب عصفورين، والبقية تأتى بإذن الله.