إيمان كمال تكتب: نقابة الشورت

مقالات الرأي



لماذا خلقنا الله عرايا؟!

لم يعجز الله بأن يخلقنا بعيدا عن التعرى بالتأكيد.

ولكن.. أنت تخجل.. هنا تكمن المشكلة؟!

لم يعجز الله أن يطلق القوانين والكيفيات التى تحكم الأخلاق الخاصة بالملابس والسلوك والتى وضعها فى كتبه السماوية، بينما طلب منا التعفف ولم ينصب إلها بشريا ليتصدى لنظيره من الأشخاص ليحاكموه.

فقط نحتاج لآلة الزمن لتعيدنا للقرون الماضية ربما حينها فقط نكتشف أن الفضيلة والأخلاق صنعها الإنسان للتعايش مع أسلافه من البشر بسلام، وليس للوصاية على الآخرين نختار لهم ماذا يرتدون وكيف يتحدثون وماذا يشاهدون؟

وهو ما تبرع به نقيب الموسيقيين هانى شاكر مؤخرا ليقرر للجمهور ماذا يشاهد وكيف يشاهد ويختار لهم ما يتناسب مع أفكاره ومبادئه الخاصة التى قد لا تتفق مع ذوق الآخرين ومبادئهم أيضا.

متناسيا أنه فى «علم الجمال» والإبداع كل شىء نسبى للغاية فقد ترى امرأة جميلة ومثيرة جدا بينما يراها الآخرون من منطلق مختلف.

فالجمال والمتعة والفن هى أمور نسبية لا يمكن أن تفرض مقاييسك وأحكامك على الآخرين، أو تجبرهم بالالتزام بمشاهدة أعمال فنية معينة وتقول لهم: «هذا عمل أخلاقى جيد يمكنك مشاهدته».

وهو ما ركز عليه نقيب الموسيقيين الذى لم يمر أيام قليلة على تسلمه المنصب بعد صراع على الكرسى استمر لسنوات بين مصطفى كامل وإيمان البحر درويش، فبدلا من أن يركز شاكر على أن يضمن حقوق النقابيين ممن تضرروا من هذا الصراع وحتى من قبله وممن يعانون بالفعل من حالة الركود التى شهدتها نقابة المهن الموسيقية فى السنوات القليلة الماضية خاصة بعد إغلاق العديد من الملاهى الليلة.

لم يركز مع رب الأسرة الذى يعمل باليومية ليلبى احتياجات أسرته، وبتوقف الحفلات والملاهى انقطع مصدر رزقه .

ولم يدل بتصريح حول تحسين أوضاع النقابة من خدمات طبية أو غيرها من الآليات الطبيعية التى يحتاج إليها من ينتمون للنقابة واكتفى بالظهور بدور «البطل الأخلاقى» وأعطى لنفسه صكوك المنح والمنع.

فوجه كل تركيزه على ملابس الفنانات فى الفيديو كليب أو فى الحفلات ليقرر أن يلتزمن بالأخلاق والفضيلة وعدم ارتداء ملابس «ساخنة» وهى كلمة مطاطة جدا.

هانى قرر أن تلزم النقابة الفنانات الالتزام بملابس محتشمة متناسيا بأنه فى الزمن الماضى كانت النجمات تظهرن بملابس قصيرة ومفتوحة ولم يكن الأمر خادشاً للحياء.

ربما نحتاج لسنين أخرى ضوئية لنكتشف بأن هناك فى العالم الآخر العرى أوالملابس ليست هى المقاييس التى تحتاج لأن نستهلك حياتنا اليومية من أجل التفكير بها.

ربما نحتاج أيضا أن نتعلم بأنه حينما تطلق حرية الاختيار وهى «حق بشرى» وليس منحة أو هبة من أصحاب المناصب سنعيش مجتمعاً صحياً جدا يدرك أهمية وقيمة الجسد فلا يجرؤ على التحرش ولا ينظر إلى المرأة على أنها مجرد فستان وشورت.