د. نادية صالح تكتب : أخيرا.. غلطنا فى البخارى

مقالات الرأي



هذه المعارك، والمناقشات أو على الأصح المبارزات التى أصبحت إحدى أهم سمات حياتنا وعلى الأخص ليالينا (الحلوة) التى نعيشها هذه الأيام.. استدعت إلى ذهنى هذا المثل العامى الذى يقال عندما يخطئ أحدنا خطأ يستوجب معه الاعتذار السريع بينما لايرى من أخطأ أنه أخطأ خطأ يستحق كل هذا الغضب ولا حتى الاعتذار ولذلك يقول: «يعنى ياخى غلطت فى البخاري» وللحق أننا كنا نقول هذا المثل وكثيرا ما قلناه ومر أمامنا أو سمعناه دون أن نستشعر أهميته، أو معناه ولكن جاء اليوم الذى (غلط) فيه أحدهم واسمه (إسلام بحيرى) وأخطأ فى البخارى.. «غلط فى البخاري» ياللهول.. والأكثر من ذلك غلط فى غيره من الأسماء التى تربى الناس على تقديسها «استغفر لله» وتقديس كتبها.. ولذلك شاهدنا ما شاهدناه وكاد دم الباحث د.إسلام بحيرى أن يهدر، وللحق أشعر بكثير من الإشفاق على (إسلام بحيرى) بل والخوف أيضا من غضبة الأزهر الشريف وعلمائه وغيرهم على الرجل أو الباحث والمجتهد (إسلام بحيري)، والآن.. وباختصار شديد قد يكون مخلا ولكن ظروف الحال والمساحة المخصصة للكتابة لاتسمح بأكثر من القول بأن اجتهاد (إسلام بحيرى) محمود ومطلوب من أجل التجديد والتنوير الدينى بعد هذا الذى رأيناه وعانينا منه هذه السنوات وأهدر وسطية وسماحة ديننا ولكن وبعد هذه الـ(لكن) أقول واسمحولى أن أقول إن أسلوب التناول شابه عدم اللياقة فكان لابد بل من الضرورى مراعاة فروق التوقيت يا أستاذ إسلام كما يقولون، وإذا كنا قد تحدثنا فى البداية عن ذلك المثل الذى يقول (غلط فى البخارى) فهناك مثل آخر صاغته حكمة الشعوب يقول «أول ما شطح نطح» .. فإذا كان الاجتهاد خصوصا فى الدين يعتبره البعض شطحا حتى لا يحدث مثلما حدث من هذه (التعويرات) وتلك المبارزات بسيوف الألسنة والله أعلم بما يمكن أن تصل إليه حال هذه المساجلات.. والله معك يا أستاذ إسلام ومع كل مجتهد وأجرك محسوب عند الله فى الحالتين الصواب والخطأ.. والله أعلم وهو المستعان.