في ذكرى تأسيسها الـ 87 .. منشقون: سقوط الإخوان نتيجة لتحول مسارها من الدعوة إلى السياسة3

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

يوافق اليوم الأحد الذكرى الـ 87 لتأسيس أخطر جماعة واجهتها مصر على مدى تاريخها وهي جماعة الإخوان الإرهابية، التي تأسست في 22 مارس 1928 على يد حسن البنا.

جماعة الإخوان هي جماعة إسلامية، تصف نفسها بأنها "إصلاحية شاملة"، وتعتبر أكبر حركة معارضة سياسية في كثير من الدول العربية وصلت لسدة الحكم أو شاركت فيه في عدد من الدول العربية مثل مصر وتونس وفلسطين، في حين يتم تصنيفها كجماعة إرهابية في عدد من دول العالم مثل: روسيا وكازاخستان، مصر والسعودية والإمارات، بعد ثورة 30 يونيو، فيما رفضت كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تصنيفها.

تأسيسها

أسسها حسن البنا في مصر بمدينة الإسماعيلية، في مارس عام 1928م كحركة إسلامية، وسرعان ما انتشر فكر هذه الجماعة، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول، ووصلت الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولاً إسلامية وغير إسلامية في القارات الست.

أهدافها

طبقاً لمواثيق الجماعة فإن "الإخوان المسلمين" يهدفون إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر وعدد من الدول العربية، كما أن الجماعة لها دور في دعم عدد من الحركات الجهادية التي تعتبرها حركات مقاومة في الوطن العربي والعالم الإسلامي ضد كافة أنواع الاحتلال أو التدّخل الأجنبي، مثل حركة حماس في فلسطين، وحماس العراق في العراق وقوات الفجر في لبنان.

تاريخها

وتعتبر جماعة الإخون هي أم الحركات الإسلامية، فكانت تسعى في البداية لأسلمة المجتمع من خلال الترويج للشريعة الإسلامية وقيمها وأخلاقياتها، فكانت حركة إحياء إسلامي منذ نشأتها الأولى وكانت تجمع بين النشاط الديني والسياسي بالإضافة إلى الأنشطة الخيرية، وكانت تتبنى شعار "الإسلام هو الحل، والجهاد سبيلنا".

و لعبت دوراً في النضال ضد الحكم الاستعماري وتم حظرها لفترة قصيرة عام 1948 بتهمة تنظيم عمليات تفجيرية داخل مصر، ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء محمود النقراشي.

 ثم تحسنت علاقتها بالحكومة، التي جاءت إلى السلطة من خلال انقلاب عسكري والتي أنهت الاحتلال البريطاني عام 1952، لفترة قصيرة من الزمن، ولكن في أعقاب محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في 1954، تم حظر الجماعة مرة أخرى.

في ذلك الوقت، وضع سيد قطب، أحد الأعضاء المرموقين بجماعة الإخوان المسلمين، الأسس الآيديولوجية للجوء للجهاد، أو النزاع المسلح في مواجهة النظام في مصر وغيرها.

المُهادنة

وبعد تولى السادات رئاسة الجمهورية، وعد بتبني سياسة مصالحة مع القوى السياسية المصرية، فتم إغلاق السجون والمعتقلات التي انشأت في عهد جمال عبد الناصر وإجراء إصلاحات سياسية مما بعث بالطمأنينة في نفوس الإخوان وغيرهم من القوى السياسية المصرية تعززت بعد حرب أكتوبر 1973 حيث أعطي السادات لهم مساحة من الحرية لم تستمر طويلاً ولاسيما بعد تبنيه سياسات الإنفتاح الاقتصادي، وبعد إبرامه معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1977، شهدت مصر في تلك الفترة حركات معارضة شديدة لسياسات السادات حتى تم اعتقال عدد كبير من الإخوان والقوى السياسية الآخرى فيما سمي إجراءات التحفظ في سبتمبر 1981.

وبعد اغتيال السادات في أكتوبر 1981 خلفه حسني مبارك والذي اتبع في بدايات حكمه سياسة المصالحة والمهادنة مع جميع القوى السياسية ومنهم الإخوان، وفي التسعينيات ظهرت حركات معارضة لحكم مبارك، ومعارضة لأعتراف حكومة مبارك مثل حكومة السادات بالصلح مع كل الدول مثل أمريكا وروسيا وإسرائيل.

طريق الوصول إلى الحكم

كانت ثورة 25 يناير بداية وصول جماعة الإخوان إلى الحكم بعد عشرات السنين من السعي إليه، فقد أسست بعد الثورة حزب الحرية والعدالة يوم 6 يونيو 2011، وانتخب مجلس شورى الجماعة محمد مرسي رئيسا للحزب، وخاض الحزب أول انتخابات تشريعية بعد الثورة وفاز بنحو 47% من مقاعد مجلس الشعب و59% من مقاعد مجلس الشورى.

ولم تكتفي الجماعة بالمجالس التشريعية، فقد قررت المشاركة في الانتخابات الرئاسية من خلال ترشيح محمد مرسي، وبالفعل ترشح مرسي وفاز في انتخابات الإعادة في يونيو 2012 ضد منافسه آنذاك الفريق أحمد شفيق، بنسبة 52%.

إنهيار حكم الإخوان

لم يتخيل أحد أن حكم الإخوان بعد سعيها لأكثر من 80 عام ينتهي خلال عام واحد، هو عام حكم محمد مرسي، فبعد 12 شهر وقع خلالهم عدد من الأحداث المؤلمة مابين قتل للشباب وحبسهم في السجون ومظاهرات ضد حكم الإخوان والرئيس محمد مرسي، لجأ المصريون إلى "تمرد" الحملة التي هدفت إلى إسقاط حكم مرسي الذي يمثل حكم الإخوان وعزله عن الحكم.

فخرج المصريون في تظاهرات في 30 يونيو عام 2013 لعزل محمد مرسي بالملايين، وانحازت القوات المسلحة لمطالب المصريين، وتم عزل مرسي في 4 يوليو.

وكان عزل محمد مرسي هو بداية نهاية حكم الإخوان حيث تكرر ما حدث في الماضي، فتم وضع جميع قيادات الجماعة الموجودة في مصر داخل السجون لمحاكمتهم بتهم الإرهاب والقتل، بعد أحداث إرهابية كثيرة راح ضحيتها الأبرياء ممن ليس لهم ذنب من المصريين في صراع تُصر عليه الجماعة من أجل الوصول إلى الحكم وتمسكها بالكرسي.

تخليها عن الدعوة

و أكد منشقون عن الجماعة أنها خلال مسيرتها قد غيرت من توجهها الذي بدأت به وهو الدعوة، لتجمع بينها وبين المسار السياسي، لافتين إلى أن ذلك هو السبب الرئيسي في سقوطها فضلاً عن إرتكابها أعمال عنف.

ومن جانبه قال  أحمد بان، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان،والباحث في الحركات الإسلامية، إن الجماعة هي أكبر كيان حركي ادعى دفاعه عن الإسلام والتبشير بالمشروع الإسلامي، لافتاً إلى أنه على مدار مسيرتها الطويلة كشفت إستحالة الجمع بين ما يسمى بالمسار الدعوي والمسار السياسي.

وأضاف "بان"، أن تجربة الجماعة أثبتت أنها لا تحقق حالة الإحياء الإسلامي التي بشرت بها في بداية العقد الأول من عمرها من عام  1928حتى 1938، قبل أن تنتقل في عام 38 إلى مربع التدافع السياسي والسعي للوصول إلى الحكم، ومضت رحلتها في مناهضة كل الأنظمة القطرية بالشكل الذى أدى في النهاية إلى وصولها للحكم وفشلها في تأسيس مشروع الدولة الإسلامية التي تحدثت عنه وبشرت به طويلاً.

وقال مُشدداً: " أصبحنا في حاجة إلى مراجعة كل العقود من التجارب الفاشلة للجماعة وإختيار الطريق الصحيح لها في إطار الدولة الوطنية".

وأكد أن استقامة الجماعة مثلما إستقامت عليه في العقد الأول من تأسيسها وهى العشر سنوات الأولى كجمعية دعوية تربوية تهتم بالتزكية ونشر مكارم الأخلاق والدعوة لقيم التقدم، لكانت تستطيع أن تمضي في هذا السبيل الذي يحفظ لها إسمها في المجتمع، لافتاً إلى أن الدولة ستحفظ  لها هذا الجميل .

وتابع: "أفكار حسن البنا المؤسس للجماعة هي السبب فيما وصلت إليه الجماعة الآن حتى لو تأخر في الإعلان عن هذه الأفكار وهو الجمع بين المسار الدعوي والسياسي فى آن واحد".

ورأى الدكتور كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، أن مصر أصبح لا يوجد بها أي جماعة تسمى " الإخوان المسلمين" ، حيث أنه ليس من المعقول توجيه أي أحاديث إلى جماعة أو كيان محظور في مصر.

وأكد الهلباوى أن السبب وراء ما وصلت إليه الجماعة الآن هو إتجاهها للعنف، مشيراً إلى أن تحالف دعم الشرعية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، سبباً رئيسياً في ما آلت إليه مصر من خراب مؤخراً.