وجهة نظر || محمد صلاح .. رضى الله عنه

الفجر الرياضي



الشعب المصرى متدين بطبعه .. جملة دائماً ما يرددها الجميع حول صفات الشعب المصرى واتخذها البعض مادة للسخرية من بعض الصفات الأخرى للمصريين وخاصة "النشطاء" على مواقع التواصل الاجتماعية الذين تجدهم يعكسون نظرية "شعب زياط بطبعه" !! 

حقيقة تجد هناك الكثيرون من عشاق "الزيطة فى أى حاجة" من الذين حصلوا على ماجيستير "من الحبة قبة" ودكتوراة فى "الهيصة والزمبليطة" وتجدهم يظهرون وبقوة فى حالة التألق التى يعيشها حالياً محمد صلاح نجم المنتخب المصرى ونادى فيورنتينا الإيطالى .

صلاح وجد ضالته فى فريقه الجديد وأخرج مخزون التألق الذى لديه بعد أن كان حبيس دكة البدلاء فى تشيلسى فى الشهر الأول مع فريقه وحالفه التوفيق كثيراً فى أن يكلل جهوده بأهداف مؤثرة وفى أندية لها ثقلها مثل توتنهام فى الدورى الأوروبى والانتر واليوفى فى الدورى والكأس بإيطاليا وهو ما فتح الباب لكثير من "الزياط" للاعب ليس فقط على المستوى الجماهيرى ولكن للأسف فى معظم وسائل الإعلام المصرية .

افتح القوس (صلاح أسرع من بيل .. ميسى هو صلاح الأرجنتينى .. مورينيو "الكفتجى" ندمان على صلاح .. لا يوجد فارق بين صلاح ورونالدو وميسى .. النجم المصرى أفضل من بنزيمة بمراحل .......... متقفلش القوس) كلها نماذج من القناعات التى باتت فى أذهان الجميع بعد تألق النجم المصرى بالصورة التى استشعر معها بأن اللاعب سيكون لزاماً علينا أن نكتب الأخبار عنه ومن بعد اسمه "رضى الله عنه" لما قدمه فى بضعة مباريات !! 

||حوار ع القهوة|| .. ولم يسلم الأمر حتى من رواد المقاهى وفوجئت بحوار جانبى بين إثنين من محبى النجم المصرى يجلسون بجوارى ويتحدثون عن صلاح وأحدهم يؤكد أن ريال مدريد يريد اللاعب وعرض 25 مليون يورو فيما رفض الآخر الأمر وأكد له أن طريقة صلاح تناسب برشلونة أكثر وسيشكل ثنائى مميز مع ميسى وهو الأمر الذى كنت مضطراً معه للصمت الطويل رغم أنى بحكم عملى "الكورة شغلتنا" .

لا أريد أن أكون مثل الذى "يعزى فى فرح" ولكنى أقف فى صف واحد مع أحمد حسام "ميدو" أحد أكثر النجوم المصريين أصحاب الثقافة الأوروبية وله تجارب كبيرة فى الكرة العالمية والذى حذّر اللاعب من الهالة الإعلامية الكبيرة حوله فهو لايزال صغيراً فى السن ولكنه كبير فى القامة والمكانة ونتمنى أن يستمر تألقه ولكن نخشى ما نخشاه أن ينتهى به الأمر لمجرد لاعب وصل للقمة وسقط فى بئر سحيق بعدها .

محمد صلاح تألق بالفعل وذاع صيته بلاجدال فى إيطاليا بعد تألقه والفارق واضح بين الدورى الإنجليزى والدورى الإيطالى وبين تشيلسى وفيورنتينا فما فعله صلاح هو مجرد استعادة لذاكرة التألق التى كان عليها مع بازل السويسرى ولايزال لديه المزيد مع فريقه الإيطالى ولايزال لديه المزيد والمزيد فى حياته الكروية .

أهمس فى أذن النجم المصرى بحكمة إنجليزية قد يكون تعلمها فى مشواره بإنجلترا والمؤكد أنها قد قيلت له فى وقت من الأوقات بعد وصوله لقلعة البلوز وهى "KEEP YOUR FEET ON THE GROUND" فعليك أن تبقى قدميك على الأرض مهما كانت أحلامك فى السماء وتذكر دائماً مصير عمرو زكى الذى حقق الأمر نفسه وبدورى هو الأقوى فى العالم ولكنه اليوم يبحث عن نادى يأويه .... فحذارى يا ابن بسيون البار أن تقضى عليك "الموجة" وتضيع وسط هتافات "الزياطين" .


تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا