وجهة نظر .. عواد باع أرضه يا ولاد

الفجر الرياضي



يا بيه دول 2 مليار .. هكذا كان رد أحد كبار المسئولين بمجلس إدارة نادى الزمالك تعليقاً على سؤاله بشأن القيمة التاريخية لمقر نادى الزمالك الحالى وملعب حلمى زامورا والذى يسعى المجلس لاستغلاله فى مشروع كبير يدر دخل على النادى .

وتعود القصة إلى عرض خليجى وصل للإدارة البيضاء باستغلال ملعب حلمى زامورا وجانب كبير من أرض النشاط الرياضى ومنشآت النادى بمساحة حوالى 55 ألف متر كحق انتفاع لمدة 35 عام نظير 2 مليار و200 مليون جنيه يحصل عليها الزمالك وبناء مول تجارى كبير وجراج متعدد الطوابق على هذه المساحة وبناء الفرع الجديد للنادى فى السادس من أكتوبر وهو العرض الذى يسيل له اللعاب لمجرد معرفة الرقم الكبير الذى تنتظره الخزينة البيضاء ولكنه على طريقة عواد باع أرضه .

وفور تسريب الخبر بالقرار الذى اتخذه مجلس الزمالك وقد يدخل فى حيز التنفيذ خلال الفترة القادمة شهد الوسط الزملكاوى موجة من الغضب العارم ضد هذا القرار الغير مدروس فملعب حلمى زامورا يمثل قيمة تاريخية كبيرة للقلعة البيضاء كما أن الإطاحة بالنشاط الرياضى فى الزمالك ونقل هوية النادى من مكانه الحالى فى ميت عقبة ليكون فى السادس من أكتوبر أمر يحتاج لدراسة وليس مجرد جرة قلم من رئيس النادى أو مجلسه الموقر .

ونعود بالذاكرة سنوات قليلة حينما كان مرتضى منصور عضواً بمجلس الدكتور كمال درويش أستاذ الإدارة بالزمالك ووقتها خرج درويش بمشروع المول التجارى والجراج المتعدد الطوابق لكنه فوجئ بهجوم من منصور واتهامه ومجلسه بأنهم حرامية ويريدون الاستفادة من هذه الصفقة على الرغم من أنها كانت صفقة خيالية فى وقتها كما أنها ما كانت لتمس ملعب زامورا أو المنشآت الرياضية بالنادى .. ولكن هيهات كيف يحسب لدرويش هذا الإنجاز فرفض منصور بصوته العالى وهجومه المستمر ولجأ درويش وقتها للسلم ورضخ للأمر الواقع خوفاً من تشويه سمعته .

وتدور الدائرة وتعود الأيام من جديد ليقوم منصور بصفته وشخصه بالأمر ذاته ولكن بطريقة عشوائية و بفتونة فهو بمفرده الذى يحمل القدرة على اتخاذ القرارات فى المجلس .. هو الذى يحمل السيف ويعلنها لشركات البيزنس ... كسر .. اهدم .. حطم المقر القديم ... انا بس الرئيس ... انا الزمالك والزمالك انا .

الأمر يبدو للجميع أن منصور يسعى لدخول التاريخ لشخصه باستغلال اسم الزمالك وهى مغامرة جنونية محفوفة بالمخاطر ويرفضها كل عشاق ومحبى القلعة البيضاء ,, وبحسبة بسيطة فإن كانت هذه هى القيمة التسويقية التى يستحقها الزمالك بموقعه الحالى فلماذا يتم الاعتداء على الملاعب والمنشآت الرياضية على الرغم من وجود مساحات كبيرة من المحلات التجارية الموجودة بالفعل أو جانب بسيط من المنطقة خلف ملاعب التنس وحديقة لطيف ولو كان الأمر سيتقلص لنصف هذا المبلغ ... ولو لربعه ... فسيكون وقتها الأمر مقبول على المستوى التاريخى والتسويقى على حد السواء .

كما أن وجود هذا المشروع الكبير وعلى كل هذه المساحة .. وفى صلب النادى هو انتهاك واضح لخصوصية الأعضاء فلن يكون لهم الحق فى النطق بكلمة واحدة إن وجدوا زبائن المول التجارى داخل البيت الأبيض يتجولون فى الحدائق والممرات ,, والسيارات العديدة التى ستحول النادى بكامله لـ جراج كبير ... ببساطة هى عملية بيع أو تأجير طويل المدى للنادى بأكمله .

نصيحتى لمنصور أن يعود بذاكرته لـ استاذه فى الإدارة ومجلس كمال درويش ويدرس الأمور التسويقية ويحافظ على القيمة التاريخية بمعادلة موزونة .. ووقتها فأهلا به لينضم خلفاً للعظماء زامورا وابورجيلة ويكون بمثابة الرمز التاريخى لإحداث الثورة الإنشائية والمالية للنادى بعد كل هذه السنوات من العثرات المالية .. وإلا فعليك أن تواجه بمفردك هجوم الزملكاوية ولعنات التاريخ الرياضى الأبيض .



تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر

ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا