مؤلفة "أعلى نسبة مشاهدة" سمر طاهر لـ "الفجر الفني": "المسلسل لا يتطابق مع قصص حقيقية بعينها.. ولم أتخوف من تناول الموضوع" (حوار)

الفجر الفني

المؤلفة سمر طاهر
المؤلفة سمر طاهر

حقق مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" نجاحًا كبيرًا أثناء عرضه خلال السباق الرمضاني لهذا العام، وناقش المسلسل قضايا عديدة هامة استطاعت أن تجعل الجمهور ينتظر كل حلقاته بحماس كبير.

وتحدث "الفجر الفني" مع المؤلفة سمر طاهر وكشفت لنا العديد من الأمور عن المسلسل وأيضًا تحدتث معنا عن ربط الجمهور لبعض المشاهد بقصص واقعية.

المؤلفة سمر طاهر 

وإليك نص الحوار:-

كيف جاء ترشيحك لكتابة العمل والتعاون مع المخرجة ياسمين كامل؟

 

الأمر بدأ مع شركة الإنتاج التي أحترمها، لأنها قدمت أعمال إجتماعية مهمة وغير نمطية في السنوات الأخيرة، حيث تواصلت معي وأخبرتني أن المخرجة ياسمين كامل ترغب في عمل مسلسل عن فكرة السوشيال ميديا.

 

وتابعت: “بدأت رحلة الكتابة، حيث قررت وقتها أنني سأكتب مسلسل عن البشر ودوافعهم، وأن تكون السوشيال ميديا جزءًا من الأحداث، ومحركًا لها، ولا تدور الأحداث حولها، وبالفعل قمت بعدها بالبدء في رحلة الكتابة، وفي ذهني أنه مسلسل إجتماعي في المقام الأول، فقررت أن أكتب حدوتة واقعية وكذلك ممتعة في نفس الوقت”.

 

وأشارت إلى أنها قامت أولًا برسم الشخصيات، بحيث تكون أحلامها ومخاوفها واضحة، وبها مساحات رمادية، مما يجعلها أكثر واقعية، فلا يوجد شر مطلق أو خير مطلق، وقد وصل ذلك للجمهور بالفعل، وحدث التماهي مع الشخصيات.

 

المسلسل حقق حالة خاصة مع الجمهور بشكل كبير هل توقعتِ هذا النجاح الكبير ؟

 

لم أكن متخوفة من ألا يلقى المسلسل مشاهدة كبيرة، فموضوعه جذاب، وعناصره صادقة، وبالفعل هذا ما جذب الجمهور لمتابعته من الحلقة الأولى، وعادة لا أخشى هذا الأمر، فحتى المسلسل الذي يتم ظلمه وسط مسلسلات رمضان، غالبًا ما يراه الجمهور بعد إنتهاء الشهر بتركيز أكبر، لكن كان حظ المسلسل بالفعل واسع من المشاهدة.

 

الجمهور ربط قصة المسلسل بقصص حقيقية هل هذا صحيح؟

 

المسلسل لا يتطابق مع قصة حقيقية معينة، لكن قد يكون به ملامح من بعض الأحداث، لكن أساس الحكاية التي نسجتها هو الخيال، والدراما هي ذلك المزيج السحري، لا هي خيال محض ولا هي صورة طبق الأصل من الواقع، وعموما فإن قصص البشر كلها تتشابه، لكن طريقة التناول تختلف، وكذلك وجهة النظر المطروحة.

 

هل تخوفتِ من فكرة كتابة مسلسل أبطاله شباب في مقتبل حياتهم الفنية؟

 

بالنسبة للممثلين الشباب، لم يكن هناك تخوف، فالشخصيات الرئيسية في سن المراهقة والشباب وطبيعي أن يقوم بالتمثيل نجوم جدد، وقد أجاد الجميع بالفعل وأبدعوا في الأدوار المقدمة، حيث تم تخصيص وقت جيد للتدريب والبروفات قبل البدء في التصوير الفعلي، كما وفرت شركة الإنتاج مواقع تصوير واقعية، مما زاد من مصداقية العمل.

من كواليس مسلسل أعلى نسبة مشاهدة 

هل تعتقدين أن المسلسل كان يحتمل أن يكون 30 حلقة ؟

 

الأحداث كانت تحتمل أن تعرض في ثلاثين حلقة، لكن فضلنا عدم التطويل، فالتكثيف أمر مفيد للدراما، وأعتقد أنه في الأعوام القادمة سيصبح هناك انتشار أكثر للمسلسلات القصيرة لتجنب المط الذي يفسد الأحداث.

 

شيماء فتاة من طبقة متوسطة تعاني من تجاهل الأهل ومشاكل نفسية وجدت نفسها في عالم التيك توك وواجهت مشاكل كثيرة أدت إلى سجنها.. وكاميليا فتاة في نفس المجال من طبقة غنية لا تعاني من مشاكل في السوشيال ميديا.. هل كان مقصود تسليط الضوء على أثر عدم الوعي والفقر على حياة الشباب وتصرفاتهم أكثر من الأثر السلبي للسوشيال ميديا بشكل عام؟

 

 

لم يكن المقصود من مقارنة شيماء بكاميليا الوصول إلى إدانة طبقة اجتماعية معينة، بالعكس، فقد عرضت في القصة عدد كبير من نماذج المؤثرين والمؤثرات على السوشيال ميديا، باختلاف طبقاتهم الاجتماعية وأساليبهم، كي أعكس الواقع، والمسلسل لا يتعالى على أي طبقة اجتماعية بالعكس كان غرضي هو الوصول لحالة من الفهم.

 

وما قصدته هو توصيل معنى مهم ألا وهو أن المجتمع أحيانًا يكون متحيزًا ضد الطبقات البسيطة، كما أن هناك تحيزًا ضد الفتيات في مجتمعاتنا بشكل عام.

 

والمسلسل عمومًا، أو ما أردته خلال كتابته، هو مساعدة الجمهور على الفهم، وعدم تصدير صور نمطية، والوصول في النهاية لسؤال وليس إجابة، وهو دور الدراما من وجهة نظري.

 

هل قصدتِ الاستعانة بتريند فتاة الفستان الأزرق ضمن أحداث المسلسل لمجاراة التريند؟

 

بالنسبة لفكرة "الفتاة ذات الفستان الأزرق"، لم يكن المراد به في العمل مجاراة الترند، بل المقصود هو تسليط الضوء على ما يفعله أحيانا الإعلام، أو السوشيال ميديا من لوم للضحية، فتسريب أي فيديو لأي شخص واتاحته على الانترنت دون علمه هو إدانة لمن قام بالتصوير، لأنه انتهك الخصوصية التي يحميها القانون.

 

فالعيب لا يكون على الفتيات، بل على من أتاح صورهن بغير رضاهن، وانتهك خصوصيتهن، ومع ذلك فالمجتمع للأسف يدين الفتيات، وهنا أحببت أن ألقي الضوء على أن الإدانة الاجتماعية أحيانا تكون مهمة مثلها مثل الإدانة القانونية، فأحيانا نرى تساهل المجتمع مع جريمة مثل التحرش بحجة "الحفاظ على مستقبل المتحرش"، ورغم أن القانون يدين هذا التصرف ويعاقبه، إلا أنه أحيانا ما يتساهل الوعي الجمعي مع تلك الجريمة.

هل قصدتِ أثناء الكتابة تسليط الضوء على نقطة تعامل الآباء مع الأبناء؟

 

المسلسل بالفعل سلط الضوء على علاقة الأبناء بالآباء، فهذا هو محور الحبكة الدرامية من وجهة نظري، وكان هدفي هو إلقاء الضوء على أهمية احتضان الأهل لأبنائهم وفتح حوار صريح بين الأجيال، والتسامح وخلق الشفافية، فعنف الأهل مع الأبناء أو عدم الاستماع إليهم أو فهم احتياجاتهم عادة ما ينتهي بمشكلات أكبر، فشيماء مثلا لم تجد تقدير داخل أسرتها، ويظهر ذلك منذ اللحظة الأولى من تعامل والدتها معها، بنوع من التضييق واللوم، بحجة الخوف عليها، وهو ما يفعله الأهل أحيانا بغير وعي منهم بالضرر الواقع على الأبناء بسبب تلك التصرفات، كما أن تركيز الأم على هدف "الزواج" في سن مبكرة وأنه المنقذ الوحيد للفتيات، عادة ما يؤدي لمشكلات وتعقيدات أكبر.

 

ومن وجهة نظري، خلال أحداث المسلسل، وبعد تعرض البطلة لضغوط بسبب السوشيال ميديا، كان يمكن أن تتفادى التعقيدات التي حدثت لها، فقط لو كان هناك حوار  وفهم بينها وبين وأسرتها بدون تعنيف، وقتها كانت ستتجنب مصير الهرب من منزلها خوفا منهم، وبالتالي تتجنب التورط مع شخص مستغل وفاسد تزوجها وأوقعها في جريمة ومشكلة قانونية.