الفرنسيسكاني يطلق نشرة تعريفية في ذكرى القديس بطرس الأول بطريرك الإسكندرية

أقباط وكنائس

بوابة الفجر

 

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديس بطرس الأول بطريرك الإسكندرية الشهيد آخر شهداء العصر الروماني وبهذه المناسبة أطلق الأب / وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني نشرة تعريفية قال خلالها إن وُلِدَ في القرن الثالث الميلادي، بمدينة الإسكندرية الرومانية – مصر. نمىَ في أسرة تقية، وحظَىَ بتعليم راقي، كما ارتقىَ في تكريس حياته لله ونُسكه منذ أن كان شماسًا وحتى أُختير بطريركًا لكرسي الإسكندرية خلفًا للبطريرك "ثيوناس" عام 300م، وبذلك صار نائبًا للحبر الروماني "البابا مارشلينوس". كما كان في قبلًا مسؤولًا عن مدرسة الإسكندرية، وهي مركز شهير ومهم للتعليم الديني في الكنيسة الأولى. ويُحسَب له كتاباته عن لاهوت المسيح وناسوته، وهي كتابات تم الاستعانة بها في القرن الخامس في زمن البدع المختلفة التي ناقشتها المجامع الكنسية.
في عام 302م، على عهد الإمبراطور الروماني "دقلديانوس"، ونائبه في مصر "ماكسميانوس" بدأت موجة الإضطهاد التي استهدفت إفناء الكنيسة في روما وفي كل المستعمرات الرومانية أيضًا، والتي تبدأ دائمًا بإصدار فرمان أداء الشعائر الوثنية مثل رفع البخور للأوثان أو الإعتراف بالطبيعة الإلهية للإمبراطور الروماني، بشكل إجباري لجميع الشعب بما فيهم المسيحيين، ومع رفض المسيحيين لكبح حريتهم في عدم الإشتراك في هذه الشعائر يتم إتهامهم بالخيانة للإمبراطور ولروما وتبدأ موجة التعذيب والإعدام العشوائي.
يذكر التقليد أن البطريرك بطرس الأول، كان يعتمد أساليب تقشفية قاسية في حياته الروحية لا يفرضها على أحد سوى نفسه، ليقدمها أمام الرب مع صلاته من أجل ثبات إيمانه وإيمان أبنائه أمام العذاب والتقتيل.
كما كان لا يخشىَ التنقُّل بين البيوت والمخابئ رغم مخاطر إمكانية اعتقاله، يزور أبنائه ليعزيهم ويصلّي معهم ويشدّد عزمهم على حمل صليب الشهادة إلى الحب والحق المسيحي، كذلك كان يكتب رسائل لأبنائه في المعتقلات الرومانية، لتشديد قلوبهم، وهُم في إنتظار أحكام الموت.
كذلك كان له موقفه الذي يُظهِر وجه الله الآب الرحيم، مع من أنكروا الإيمان بدافع الخوف أو شاركوا في الشعائر الوثنية واحتفظوا بإيمانهم سرًّا، فقد أعلن قبول الكنيسة للتائبين منهم مع إدخالهم في نظام روحي وتقوي، يشجعهم على إعلان إيمانهم دون خوف من العذاب أو القتل. وقد أصدر البطريرك بطرس الأول توجيهات للتعامل مع أوضاعهم المختلفة، وأصبحت هذه الإرشادات جزءًا هامًا من التقليد المسيحي الشرقي لقرون بعد ذلك.
كذلك وجّه بالعزل من الإكليروس، لمن يثبت تقديمه ذبائح وثنية، لأنه مُعلِّم لشعبه ويجب أن يكون مثالًا لهم في الإيمان، وبالفعل على عهده تم عزل "ميلتيوس" أسقف ليكوپوليس (أسقف أسيوط في مصر) بسبب تقديمه ذبيحة لأوثان خوفًا من القتل.
إزدادت الإضطهادات واضطر البطريرك بطرس الأول لترك مقرّه لدواعي دعم وتشجيع أبنائه، فاستغل الأسقف المعزول ميلتيوس الفرصة وحاول إعلان نفسه مُنشقًّا بمنطقة الدلتا كبطريرك مستقلّ عن تبعية الكنيسة الجامعة وكرسي الإسكندرية الرسمي، وقد ظلّ ما يُسمّىَ بـ (إنشقاق ميلتيوس) لفترة غير قصيرة مصدر قلق وألم للكنيسة الجامعة وللكرسي السكندري، وخاصةً بعد استشهاد البطريرك بطرس الأول، والذي أرجعه فيما بعد القديس أثناسيوس الرسولي أنه حدث بخيانة من ميتليوس الذي أرشد السُلطة الرومانية عن تحركات البطريرك الشهيد لتسهيل اعتقاله.
ظل "مكسميانوس" والي المنطقة الشرقية من الإمبراطورية الرومانية ما بين عامي 305م إلى 310م، يُنكِّل بالمسيحيين، ويُخبرنا المؤرخ "يوسابيوس" أنه لدى زيارات مكسميانوس للإسكندرية كان همّه الأكبر هو الإيقاع بالبطريرك السكندري وقتله لتشتيت الكنيسة وإسقاطها، فأمر بقتله دون محاكمة فور اعتقاله عام 311م، في زمن حبرية "البابا ملكياديس" بابا روما 
ويُذكَر أنه عند اعتقال البطريرك بطرس الأول، كان بصحبته ثلاثة كهنة هم "فوستيوس"، "ديو"، و"أمونيوس"، تم إعدامهم بقطع رؤوسهم معه.