"إرمي الشبك والرزق على الله".. رحلة الصيادين على ضفاف نيل المنيا

محافظات

الصيد في المنيا،
الصيد في المنيا، الفجر

في محافظة المنيا، على ضفاف نهر النيل الذي يعبر المحافظة، يعيش الصياد حسين معاون، المعروف بـ "حسين أبو أدهم"، وعلى الرغم  من موجة البرد التي تجتاح البلاد بشكل عام، ومحافظة المنيا بشكل خاص، إلا أن "حسين" لا يهتم بها.

في كل يوم، منذ الفجر وحتى فترة الظهيرة، يستقلّ “حسين” مركبًا صغيرًا في نهر النيل وبجانبه، يجلس ابنه الأكبر علاء، وأبنائه، جميعهم يسعون وراء تأمين رزقهم اليومي، عن طريق صيد الأسماك.

طريقة صناعة فخ للأسماك

قال “حسين” في حديثه لـ "الفجر"، إن الصيد لا يقتصر على مفهوم الشبك أو الغزل بمسماه الواسع، ولكن هناك أنواعًا كثيرة منه؛ تتوقّف على حسب حالة البحر، ونوع موسم السمك المُراد صيده.

"حسين"، يقوم بوضع العياشة في النيل، وهي نوع من الأقفاص المُستخدمة في الصيد؛ حيث ينصب العياشة بفتحة واسعة للسماح للأسماك بالدخول، ولكنها تحتوي على فتحة ضيقة من الداخل، بها بعض الطعام لجذب الأسماك.

طريق صيد الأسماك في محافظة المنيا 

“عندما تدخل الأسماك لتتناول الطعام، يصعب عليها الخروج من العيشة ومع الصباح الباكر، أقوم بنزع العياشة من الماء عندما يغادر المكان”، هكذا قال حسين في حديثه، الذي أكد أنه عادةً ما تحقق تلك العملية نجاحًا، ويأتي بأسماك غزيرة كرزق له ولأسرته.

فخوك الاسماك في المنيا

بالإضافة إلى ذلك، يقوم "حسين" باستخدام الحشائش النيلية، ويربطها معًا في شكل لفائف ويصنع منها فخًا، ويستخدم هذا الفخ لجذب الأسماك وجعلها تستقر تحته، ثم يقوم برمي الشباك في نفس المنطقة، ويحرّك النباتات لجذب الأسماك إلى الشباك، قائلًا: “بفضل الله أحقق رزقًا كبيرًا من هذه الطريقة أيضًا”.

الصيادين في المنيا 

ويمتلك كل صياد أكثر من شبكة واحدة، وأثناء رحلة الصيد، يقوم بنشر الشباك في عرض النيل في أماكن ومناطق محددة، يعرفها بخبرته، بأنها أماكن لتجمع الأسماك، ويترك هذه الشباك لعدة ساعات ثم يعود إليها ليجمعها ويحصد الأسماك التي بداخلها.

ويشير “حسين” إلى أن غزل الشباك يختلف من شبكة إلى أخرى، حسب غرزة كل شبكة؛ فهناك شباك ذات عيون واسعة وأخرى ذات عيون صغيرة، ويتم استخدام كل شبكة حسب الهدف الذي صُنعت من أجله، فإذا كان الصياد يريد صيد السمك البلطي الكبير، فهو يلقي بالشباك ذات العيون الواسعة، وإذا كان يريد صيد السمك الزريعة أو البساريا “السمك الصغير”، يُلقي بالشباك ذات العيون الضيقة.

ويشهد نهر النيل خلال الفترة الحالية، انخفاضًا كبيرًا في المستوى، وهذا أمر جيد بالنسبة لـ "حسين" وزملائه الصيادين؛ فعندما يكون الماء منخفضًا، تتجمّع الأسماك في مناطق محددة، وتكون أكثر وضوحًا، وبالتالي يستطيع حسين ورفاقه  صيد الأسماك بسهولة أكبر، وتحقيق رزق جيد.

حياة الصيادين في المنيا حافلة بالتحديات والمخاطر

هي مهنة موروثة لدى “حسين” أبًا عن جد؛ فكان يعمل بها منذ أن كان صغيرًا؛ حيث كان والده وجده صيادين أيضًا، وما زال يتابع نفس النهج، فهو يعمل حتى المغرب، ثم يتوجه إلى الجزيرة لشواء الأسماك ويستريح قليلًا ويشرب الشاي قبل أن يعود إلى منزله.

تُعد حياة حسين وزملائه الصيادين حافلة بالتحديات والمخاطر، ولكنهم يعتمدون على النهر وموارده الطبيعية، لتأمين رزقهم ورزق أسرهم.