"يعقوب ليس إسرائيل".. معتقدات خاطئة كشفها كتاب البرزخ لأول مرة في التاريخ

الفجر الفني

حفل توقيع كتاب الباحث
حفل توقيع كتاب الباحث رامي نبيل

أثار كتاب "البرزخ.. سنعيدها سيرتها الأولى" حفيظة الكثير من القراء؛ إذ كشف حقائق لأول مرة في التاريخ، وأكاذيب بني إسرائيل التاريخية وتحريفاتهم منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا، ذلك الكتاب الذي صدر لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب. 


وخلال مراسم فعاليات الاحتفال، جاءت نخبة من المصادر المتخصصة في المجال للتعبير عن آرائها والحرص على قول الحقيقة في ذلك الكتاب.

المنهج المتبع في دراسة الآثار المصرية القديمة خاطئة

في هذا الصدد، كشف الدكتور محمد حمزة الحداد، عميد كلية الآثار ومساعد رئيس جامعة القاهرة السابق، على هامش معرض القاهرة الدولي، وبمناسبة صدور كتاب البرزخ تأليف رامي نبيل؛ عن تزييف التاريخ في منطقة مصر والشرق الأدنى القديم.
وأكد عميد كلية الآثار أن مجموعة الغرب ارتكبوا فعل تزييف التاريخ من أجل السيطرة على تاريخ المنطقة، التي يُطلق عليها "الوطن العربي".
ونوه بأن المنهج المتبع في دراسة الآثار المصرية القديمة خاطئ، مشددًا على خطورة الانسياق وراء الدراسات الاستشراقية، ذاكرًا أسماء بعض الكتب يمكن الاستعانة بها، مثل كتاب كشف القرآن عن هوية موسى والآثار الخفية في تاريخ مصر القديمة، وكتاب عن ذرية إبراهيم وحكام مصر، وأيضًا كتاب كشف ملامح الدين الإسلامي في معتقدات المصريين القدماء وشرائحهم.
وخلال مراسم فعاليات الاحتفالية، أشار عميد كلية الآثار إلى أنه إذا تم استعراض أسماء وقصص الأنبياء وما قيل عنهم وصولًا إلى حسم القول وظهور الأدلة اليقينية.
واستطرد حديثه موضحًا أن الاتجاه مع نص التوراة بعد ربط جغرافية التوراة في العراق وبلاد الشام، مستنكرًا ترجمة تاريخنا العريق على أسس ومناهج غير صحيحة مستوردة من دول الغرب.
وأشاد الدكتور محمد حمزة الحداد بكتاب البرزخ لالتزامه بالمنهج العلمي الصحيح والاعتماد على المصادر الأصلية، وتسلسل أحداثه لتاريخ الأنبياء بداية من سيدنا آدم عليه السلام حتى سيدنا يحيى ابن زكريا وعيسى ابن مريم عليهم السلام جميعًا، وقد وصل الباحث لنتائج لم يصل لها أي أحد من قبل وقدم الباحث رامي نبيل أول بحث علمي في التاريخ يثبت وجود الأنبياء أثريًّا مستندًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ضاربًا بتخاريف التوراة بعرض الحائط.

دماء أمتنا دماء ثقافية وليس عرقية

في حين حرص سرور أبو المعاطي متخصص في الأدب الشعبي بالمعهد العالي للفنون الشعبية، ومن المساعدين في مراجعة كتاب البرزخ، على إلقاء كلمة عن رأيه في كتاب "البرزخ" سنعيدها سيرتها الأولى، للكاتب الشاب رامي نبيل.
قال سرور أبو المعاطي، تعرفت إلى رامي؛ وهو من أنبل الأشخاص معرفة على المستوى الشخصي، ومن أصعب الناس معرفة على الصعيد البحثي والعلمي، ولكن مع ذلك كونت علاقة علمية على مائدة هذا البحث في ما يزيد على سنة في المراجعة معه، وقد كلل الله هذا العمل على هذا النحو الذي شاهدتموه.
وذكر سرور من أصعب المراحل التي مرت علينا في خصام علمي مستمر على مائدة البحث، كنا نتساءل عما إذا كانت المنهجية التي نتبعها في البحث تتوافق مع المنهجيات العلمية المعتمدة في التخصصات المختلفة، سواء كانت تخصصات دينية شرعية أو تخصصات أثرية ولغوية أخرى.
وأضاف سرور: أهم النقاط التي شغلت عقولنا ألا نخالف المناهج العلمية من أي ناحية وأهمها في كل التخصصات التي اعتمد عليها البحث، ومن هذا المنظور لقي البحث قبولًا أو على الأقل لقي تقديرًا كبيرًا من الاحترام البحثي.


وتابع سرور: إن أمتنا، وبخاصة المصرية، تمتلك إرثًا ثقافيًّا غنيًّا وعميقًا يمتد لآلاف السنين وعلى مدار تاريخها، مرت مصر بتجارب عديدة واكتسبت خبرات قيمة، وهذا ما يجعل البحث العلمي فيها ذا أهمية كبيرة.


وأردف سرور: رامي هو باحث مصري صميم ملهم، قد عمل بجد لمدة تسع سنوات على هذا البحث، قد مرت عليه فترات صعبة وتحديات عديدة، ولكنه لم يتراجع وظل متفانيًا في عمله، واليوم، نحن نشهد نتائج عظيمة لمثابرته وتفانيه في مجال البحث العلمي.


وأضاف أبو المعاطي: تحاوطنا جماعة من الإنس، يريدون الحجر الثقافي يتحدثون باسم الدين وهم لا يفقهون شيئًا، مشيرًا أن ديننا وأمتنا أمة علم وفكر وأمة دقيقة، بل بلغت أنها مرجعية تاريخية من أدق الأمم.


وتابع: العلوم الحديثة وأولها القديم تعتمد على البحث الجنائي، وهو بحث في الأصل وضعه علماء من أمتنا، التي كانت تتلقى الأبحاث الحديثة والكتب والأفكار والآراء سواء الدينية أو غير الدينية بالفكر وتنقحها بالإدارات والاعتراضات والنقض ونحو ذلك، مشيرًا إلى أن من يزعم أن أمتنا أمة حجر ثقافي؛ فإنه لا يعرف أمتنا وليس من أمتنا.


أكد: دماء الأمة دماء ثقافية وليس عرقية، والمخزون الثقافي هو مخزون علمي من أكبر المخزونات الثقافية عند الأمم، حيث تزيد ثقافتنا على 10 آلاف سنة، نتوارثها حيث مرت الأمة المصرية بالكثير من التجارب؛ فهذا الشعب عبقري بأسلوبه وأدائه؛ فليس متعجبًا على أن يأتي هذا الإنتاج من الأستاذ رامي المصري الصميم.

"يعقوب ليس إسرائيل".. رحلة بحث رجل أعمال مصري قبل تبني فكرة كتاب البرزخ

ومن وجهة نظر أخرى، قال ياسر الفار رجل أعمال مصري، ومن أكبر الداعمين لكتاب البرزخ تأليف رامي نبيل، أنه تعرف إلى مؤلف كتاب البرزخ عن طريق نشر مجموعة فيديوهات عبر منصة "التيك توك"، ولفت انتباهه عبارة أن "يعقوب ليس إسرائيل".


صحح رامي نبيل فكر وعقيدة ياسر الفار، الذي أصبح يبحث ويتفحص جيدًا أصل الحقيقة، والصدمة الكبرى له أنه اكتشف أن أغلب معتقدته وما تعلمه كان خاطئًا.


وشدد ياسر الفار خلال فعاليات حفل إصدار كتاب البرزخ، منوهًا: "لازم نحكي حدودتنا بنفسنا.. آه نحكيها بنفسنا.. محدش يكتب تاريخنا.. احنا اللي نتكلم عن حضارتنا وتاريخنا".

"أخصامنا لا ينشرون إلا الجهل"

كما قال الدكتور حسن أحمد مغازي، أستاذ النحو والصرف في كلية الآداب جامعة جنوب الوادي، ومن المراجعين الشرعيين لكتاب البرزخ، خلال فعاليات حفل إصدار كتاب البرزخ تأليف رامي نبيل، إننا مسروقون منذ بدء نسلنا، مسروقون في تاريخنا وحضارتنا.


واستنكر الدكتور حسن أحمد مغازي ما يجرى في الوقت الراهن، قائلًا: "بنعلم ولادنا تاريخنا من على لسان أخصامنا!".


وأضاف: "أخصامنا أساس الإرهاب.. أساس الجهالة.. لا ينشرون إلا الجهل.. يضعون ما يريدون أن نسير فيه".


استغرقت مدة مراجعة كتاب البرزخ بضعة أشهر، ومن أصعب التحديات الذي أبرزها كتاب البرزخ هو إعادة صياغة الأشخاص ووضعها في سياقها الحقيقي.

البرزخ ربط القرآن الكريم بالأحداث التاريخية وكشف التاريخ المحرف

في السياق نفسه، قالت الدكتورة عزة الزاهي عبد القادر، حاصلة على الإجازة العالية في قراءات القرآن الكريم ومدرسة اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، ومن المراجعين الشرعيين لكتاب "البرزخ"، إن هذا الكتاب تميز بأمانته في تقديم المعلومات المكتوبة، فتمت إعادة قراءة التاريخ وكتابته بدقة وطريقة صحيحة لمرة أخرى.
وأضافت عزة: أن كتاب البرزخ ربط القرآن الكريم بالأحداث التاريخية، مشيرة إلى أنه خطأ يعتقده بعض الناس أن الأحداث التاريخية والقرآن لا يرتبطان ببعضهما بعضًا.


وأكدت أن هذه الاقاويل تسهم في تعزيز الإلحاد، واستشهدت بقول الله تعالى "ولكن أكثرهم لا يعلمون"، مؤكدة أن الغالبية الكبرى لا يعلمون الحقائق التي ذُكرت في الكتاب.


أشارت عزة إلى أن الكتاب تعرض للكثير من الهجوم بسبب عدم معرفة الكثيرين بكل الحقائق، مستشهدة بالقرآن الكريم: "وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُون". 


وأضافت مدرسة اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، أنها ترى أن آيات القرآن الكريم متطابقة مع الأحداث التاريخية، وتساءلت عن سبب عدم توضيح ذلك للعالم، معتبرة أن الكتاب شمل كل الحقائق.

وأشارت إلى أنه حتى في حرب عام 1973، لا يزال اليهود يحتفلون في كل احتفال بنصر أكتوبر ويدعون أنهم انتصروا وأننا انهزمنا، وهو ما يتضح أيضًا في الأفلام والمسلسلات الخاصة بهم.


وقالت عزة: جاءت هذه الحقائق دليلًا على "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ"، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه عمر بن الخطاب فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: "أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟! لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي.


وأردفت عزة: تعد مشكلتنا مع التاريخ المحرف أمرًا شائعًا منذ القدم، منذ بداية الخليقة، فقد حث ديننا على عدم الانجرار وراء الأكاذيب والأفكار المضللة.


يجب أن يتحمل كل فرد مسؤولية كلماته ويفكر فيما يقوله؛ فقد أمرنا القرآن بالتدبر والتفكر، ويجب أن نحترم العقل وأن نجعله يحكم بالمعرفة، هذا ما حدث في كتاب "البرزخ".


ومع ذلك، بعد تقديم الحجة الشرعية لموقفنا، يجب أيضًا تقديم حجة علمية، يجب أن يستنتج العقل من المصادر المباشرة وغير المباشرة للواقع، وهذا ما يسمى بالحجة العلمية.
أكدت عزة: يجب أن ندرك أن هؤلاء الذين يقاتلون الناس بلا سبب هم الذين يدعون أنهم "شعب الله المختار"، مشيرة إلى أن كلمة "مختار" هم النخبة الأولى في الخليقة، ولكن البحث يثبت أن هذا الزعم محرف ولا يمكن أن يتم تأييده بأي أدلة حقيقية، فعندما نبحث في تاريخهم، نجد أدلة تثبت أن هناك شعوبًا أخرى قبلهم وبعدهم، وهذا يشير إلى أن كل ما يقولونه محرف وغير صحيح.


وذكرت المراجعة الشرعية لكتاب "البرزخ" وجود دلائل تشير إلى أن أكثر من 60٪ من آثار الإسرائيليين مفبركة، وهذا يعني أنهم يقومون بتزييف التاريخ، ففي عام 2005، اكتشفنا أن هناك آلاف القطع الأثرية التي قد تم تزييفها لتدعي نصر داود، وهذا يعد فضيحة كبيرة، ومع ذلك، لم نسمع عن هذه الأمور كثيرًا؛ فهل نحن غافلون عن الحقائق الواضحة؟
وذكرت: تاريخ إسرائيل ليس له أصل واضح، ومستقبله غامض، مؤكدة أنه لم توجد مصادر موثوقة تثبت ذلك؛ لذلك، يجب أن يكون لدى المؤرخ دور في تحليل وتقييم الأدلة المتاحة، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الأحاديث النبوية تشكل جزءًا مهمًّا من الأدلة التي يجب أن ندرسها ونفهمها بعناية.


وأكدت أن البحث في هذه المسألة مهم جدًّا، حيث يسلط الضوء على التاريخ الذي تم سرقته منا والتلاعب به، كتاب البرزخ يعيدنا إلى الماضي وينظر إلى الحاضر وينبهنا على التأثيرات في المستقبل وبالتالي، فإنه هام لكل الأجيال القادمة.

كتاب البرزخ هو تأصيل للهوية المصرية

كشف الدكتور إبراهيم النشوقاتي، أستاذ الصوتيات بجامعة جورجيا الأمريكية، ومن المراجعين للمنهجية العلمية لكتاب البرزخ؛ عن خفايا جملة "تعديل التاريخ"، وهي تُعد المغزى في كتاب البرزخ.


وأوضح أن كتاب البرزخ يُعد من الأبحاث الثورية التي تعطي نوعًا من الجرأة في الفكر والاستقصاء، ولم يبالِ مؤلف الكتاب رامي نبيل بشأن طول فترة المدة المستغرقة في إنهاء البحث، حيث تم الانتهاء منه بعد 10 سنوات على عكس العديد من الباحثين.


وعلق الدكتور إبراهيم النشوقاتي على جملة إعادة كتابة التاريخ، ويمكننا وصف كتاب البرزخ بأنه وضع الأحداث في سياقها الصحيح، منوهًا بأن هذا البحث حجر الثغرة الذي سيؤسس عليه العديد من الأبحاث في المستقبل.


وعن فترة المراجعة والتدقيق في كتاب البرزخ، علق الدكتور إبراهيم النشوقاتي بأن الكتاب أضاف له معلومات قيمة لم يكن يعلمها من قبل، ومن نقاط القوة أنه اعتمد على القرآن الكريم والسنة النبوية والآثار في إسناد الحقائق.
واختتم الدكتور إبراهيم النشوقاتي حديثه خلال فعاليات حفل إصدار كتاب البرزخ منوهًا بأن ذلك العمل يُعد تأصيلًا للهوية المصرية.


كما أعلن الدكتور إبراهيم النشوقاتي عن تأسيس جمعية "أون لعلوم المصريات" برئاسة الدكتور محمد حمزة الحداد، والمركز العلمي لعلوم المصريات برئاسة الدكتور إبراهيم النشوقاتي.


وفي هذا الصدد، شارك الكاتب رامي نبيل هنيدي، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بكتاب بعنوان «البرزخ.. سنعيدها سيرتها الأولى».


واعتمد فيه الباحث على القرآن الكريم وقصص الأنبياء فيه، وما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى النصوص الأثرية المدونة، وما وافق العلم.

وحاول الكاتب إثبات وجود التوحيد في عصور المصريين القدماء، وإثبات القصص القرآني أثريًّا وعلميًّا، كما تضمن الرد على افتراءات الملاحدة وتبديد شبهاتهم التاريخية، بالإضافة إلى إثبات وجود جُل الأنبياء أثريًّا وتاريخيًّا، وإظهار أكاذيب بني إسرائيل التاريخية وتحريفاتهم منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا.

لم يكن هناك قوم على وجهه الأرض إلا وقد بعث الله لهم نبيًّا

من جانب آخر، قال مصطفى عطا الله، الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، ومن أحد الأسماء المرموقة في مجال الآثار المصرية القديمة. 


وحين طلب منه إلقاء كلمة مميزة بشأن الحضارة المصرية القديمة، في أثناء وجوده ضيفًا في حفل توقيع كتاب الباحث رامي نبيل عن بحثه "البرزخ.. سنعيدها سيرتها الأولى"، قدم رؤيته الخاصة وملاحظاته حول المصريين القدماء.
أبدى مصطفى عطا الله سعادته لحضوره هذه المناسبة، وذكر أن الوقت لم يسعفه لتصفح هذا الكتاب، ولكن حينما دعاه الأستاذ رامي نبيل لحضور حفل التوقيع على الكتاب، لم يشأ أن يرفض الدعوة، حيث إنه لم يعتد أن يرفض دعوات تلاميذه له في مناسبات مختلفة.


وأضاف أنه قد تعرف إلى رامي نبيل منذ فترة قصيرة عبر المحاضرات. وفي كلمته، أشار إلى أنه يقوم في محاضراته بالربط بين الحين والآخر بين الحضارة المصرية القديمة وما جاء بالكتب السماوية، خاصة القرآن الكريم. وأشار إلى وجود الكثير من الأفكار النيرة التي يمكن رد أصلها إلى ما جاء بآي الذكر الحكيم.


وأكد عطا الله أن الحضارة المصرية القديمة قامت على أسس دينية وأخلاقية متينة وواضحة، وأنها اعتمدت على العنصر الأساسي فيها، ألا وهو الحياة مرة أخرى (البعث) في العالم الآخر، حيث قاموا ببناء المعابد والمقابر بالأحجار الصلبة؛ لأنها هي الباقية والخالدة، وأنها السبيل لبلوغ العالم الآخر. في الوقت نفسه استخدموا مواد رخيصة وسريعة التلف في بناء مبانيهم الدنيوية، كالطوب اللبن، الذي يتسم بخفة وزنه وسرعة تلفه، وكان لهذا الاختيار مغزى ومفهوم مهم في نظر المصريين القدماء، حيث إن هذه الأبنية كانت مباني مؤقتة لهم في حياتهم الدنيا، وسوف يتركونها بعد فترة طالت أم قصرت إلى عالم الخلود. 


ويعتقد مصطفى عطا الله أن تلك الأفكار النيرة، لم تكن من بنات أفكار المصريين القدماء، بل كانت من وحي الأنبياء والرسل. واستشهد بالآية القرآنية التي تقول: "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ"، وبقول الله تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا". ومن هذا المنطلق، يؤكد عطا الله أنه لم يكن هناك قوم على وجه الأرض إلا وقد بعث الله لهم نبيًّا أو رسولًا.


بهذه الكلمة، أضفى مصطفى عطا الله نظرة جديدة على كتاب "البرزخ" للكاتب رامي نبيل، وربط بين الحضارة المصرية القديمة والعديد من الأفكار الدينية السماوية.