هل قرار البرلمان الأوروبي يُلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار على قطاع غزة؟

الفجر السياسي

البرلمان الأوروبي
البرلمان الأوروبي

علق عدد من الخبراء والمحللون السياسيون، على قرار البرلمان الأوروبي بوقف إطلاق النار في غزة، والإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث حظي قرار البرلمان الأوروبي بشأن غزة بأغلبية ٣١٢ صوتا، مقابل رفض ١٣١ صوتا، وامتناع ٧٢ عضوًا عن التصويت، مؤكدين أن هذا القرار غير ملزم بالنسبة لإسرائيل، وأن الحرب على غزة لن تتوقف إلا بإرادة أمريكية.

 

هناك حالة من الانقسام داخل البرلمان الأوروبي

الدكتور رمضان قرني 

من جانبه قال الدكتور رمضان قرني المحلل السياسي، إن قرار تصويت البرلمان الأوروبي لا يعد كونه أحد عوامل تشكيل البيئة السياسية والأمنية الأوربية والدولية المحيطة بأي تحركات سياسية مستقبلية بشأن الأوضاع في غزة.


واضاف "قرني" في تصريح خاص لـ "الفجر" بداية بأن عدد الاصوات التي صوتت لصالح وقف إطلاق النار في قطاع غزة وجاءت بأغلبية ٣١٢ صوتا، مقابل رفض ١٣١ صوتا، وامتناع ٧٢ عضوًا عن التصويت، موضحًا أن هناك حالة من الانقسام داخل البرلمان الأوروبي تعبر عن توجهات سياسية متنوعة ما بين ليبرالية ويسارية ووسط، مما يجعل فكرة إلزامية القرار تبدو بعيدة، خاصة في ظل مواقف دول أوروبية غالبًا ما تظهر تأييد للجانب الإسرائيلي.


وأكد أن وقف إطلاق النار في غزة يرتبط بعدة متغيرات مهمة على الصعيدين الأوروبي والدولي، حيث يعتبر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، المسؤول عن إدارة الحرب في غزة، حيث يتجه الجانب الإسرائيلي نحو تمديد العمليات العسكرية لتحقيق أهدافها، مثل تحرير الأسرى الإسرائيليين وتدمير البنية العسكرية لحركة حماس. كما يركز أيضًا على الضغط لتحقيق التهجير المواطنين في غزة من الشمال إلى الجنوب.


وأوضح أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من المكاسب في ظل هذه الظروف، وذلك في ظل حالة نسبية من الدعم الدولي للعملية، ولكن حتى الآن، لم تعلن الإدارة الأمريكية صراحة عن موقفها من عملية وقف إطلاق النار.


وأشار إلى أن فكرة فرض ضغوط قوية على إسرائيل تظهر حتى الآن دون أوراق فعلية يمكن تنفيذها على القيادة الإسرائيلية، وكان من المتوقع أن يكون الداخل الإسرائيلي أحد وسائل الضغط على حكومة نتنياهو، ولكن يبدو أن التوازنات السياسية والأولويات الأمنية للحكومة قد تغلبت على هذه الضغوط.


وتوقع أن موقف البرلمان الأوروبي مع استعراض القضية المقدمة من جنوب إفريقيا أمام المحكمة الدولية قد يكون مؤشرًا على تشكيل رأي عام يضع ضغطًا على إسرائيل لوقف إطلاق النار في المستقبل، أو لتسريع المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار أو إطلاق الأسرى، ورغم أن القرار الرئيسي يتوقف على مجلس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن الحديث النسبي عن ضغوط أمريكية من إدارة بايدن قد يسهم في هذا السياق.

 

إسرائيل لن تتوقف عن الحرب ما دامت الولايات المتحدة الأمريكية تدعمه

الدكتور أسامة شعث

من جانبه أكد الدكتور اسامة شعث أستاذ علاقات الدولية، والخبير في الشؤون الفلسطينية، أن قرار البرلمان الأوروبي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة يُعبر عن تفهم المجتمع الدولي وشعوب العالم، باعتبار البرلمان الأوروبي ممثلًا للشعوب الأوروبية، حيث يُظهر دعم الشعب الأوروبي لقضية فلسطين ويُعزز انتصار العدالة الدولية لحقوق الإنسان في غزة.


وأضاف "شعث" في تصريح خاص لـ "الفجر": «في اعتقادي وأتمنى أن يكون اعتقادي خاطئًا، أن الاحتلال الإسرائيلي لن يتوقف عن الحرب ما دامت الولايات المتحدة الأمريكية تدعمه وتستخدم حق الفيتو لصالحه في قرارات وقف إطلاق النار.»


وتابع: خاصةً وأن الولايات المتحدة الأمريكية تساند إسرائيل سياسيًا وعسكريًا وتمولها بالسلاح والمعدات، وتقف حائلا أمام وقف إطلاق النار وأمام القانون الدولي في محكمة العدل الدولية، وتهدد دول المنطقة لمنع فتح جبهات ضد الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي تفتح فيه الباب لاستكمال الحرب على قطاع غزة.

واستكمل أستاذ العلاقات الدولية، فضلًا عن ذلك أقرت حكومة الإحتلال الإسرائيلي، أول أمس موازنة خاصة للحرب بقيمة 15 مليار دولار، وهذا يعني أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في الحرب على غزة.


وأكد الخبير في الشؤون الفلسطينية، أن هزيمة إسرائيل في هذه الحرب تعتبر هزيمة للمشروع الأمريكي في المنطقة، باعتبارها دولة وظيفية تخدم المصالح الغربية في المنطقة، قائلا: إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية وقف إطلاق الحرب في خلال 24 ساعه سيتم وقفها على الفور.»