"آخر تواجد لها 1992"..

ما الدورة الزراعية ومحاصيلها وعلاقتها بالاكتفاء الذاتي؟.. خبراء يجيبون

الفجر السياسي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يواجه القطاع الزراعى تحديات كبيرة لذا تسعى الجهات المعنية إلى تعظيم الاستفادة من هذا القطاع والوصول لحلول لإزالة أى معوقات تؤثر عليه وتطبيق ما يحقق أثرا إيجابيا علي الاقتصاد والعمل من أجل توفير المياه والتحكم فيها، وتحسين خصوبة الأرض، وزيادة إنتاجية الفدان، بالإضافة إلى التغلب على مشكلة تفتيت الحيازة الزراعية، خاصة فى وسط الدلتا.

وخلال الفترة الماضية نسبة كبيرة من الأراضى، احتلتها المبانى، لدرجة تكاد تختفى الرقعة الزراعية فى كثير من المناطق لصالح الكتل الخرسانية وتحويلها إلى مباني.

ما هي الدورة الزراعية

ويوضح النائب هشام الحصرى رئيس لجنة الزراعة والري والأمن الغذائى بمجلس النواب ومقرر لجنة الأمن الغذائى بالحوار الوطنى، أن الدورة الزراعية هي زراعة محاصيل معينة في أرض معينة ولعدد من السنوات.

وأكد في تصريحات لـ "الفجر"، على أن الحكومة تقدم دعما كاملا لقطاع الزراعة الذى يعد الركيزة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائى، وذلك من خلال مشروعات التوسع الرأسى والأفقى من خلال استصلاح حوالى 5 ملايين فدان، منها مشروع الدلتا الجديدة، ومستقبل مصر، ومشروع تنمية جنوب الوادى «توشكى الخير»، ومشروع تنمية الريف المصرى الجديد، ومشروع تنمية وسط وشمال سيناء، بالإضافة إلى المشروع القومى لإنتاج التقاوى والبذور، واستنباط أصناف محلية جديدة، وتقدم الدولة دعما كاملا للفلاح مباشرة.

ويرى الحصري، أن عودة الدورة الزراعية سوف يكون له اثر ايجابى، لزراعة المحاصيل الإستراتيجية، كما أن تطبيق الدورة الزراعية لا يحتاج لتشريع جديد ويستلزم تطبيقها قرارا وزاريا.

وأشار إلى أن المشكلة الحالية هى أن التعاونيات الزراعية يجب أن تقوم بدورها الأساسى فى توفير أدوات الإنتاج ومهامها بدايةً من توفير التقاوى والأسمدة وتفعيل دورها الارشادى بجانب بيع السلع الاستهلاكية.

الاكتفاء الذاتي من المحاصيل

وأشار الدكتور طاهر فايد أستاذ المحاصيل الزراعية بكلية الزراعة جامعة عين شمس، إلى الفرق بين الدورة الزراعية وتعاقب المحاصيل مؤكدًا أن الدورة الزراعية كان أخر تواجد لها في العام 1992 وبعدها صدر قرار بإلغائها مما أعطي الحرية للمزارع زراعة ما يشاء فالدورة الزراعية معناها زراعة محاصيل معينة في أرض معينة ولعدد من السنوات فهي تطلق على المحصول الاستراتيجي، موضحًا أنه كان يتم عمل دورة ثنائية لمحصول القطن الاستراتيجي وسميت ثنائية لأنه يعاد زراعة المحصول مرة ثانية بعد عامين.

دورتين لزراعة المحاصيل الاستراتيجية

وأوضح فايد في تصريحات لـ "الفجر"، أنه كانت هناك دورة ثلاثية وفيها يتم زراعة المحصول في نفس الأرض بعد ثلاث سنوات، وكذلك دورة سباعية وهذه تم تطبيقها على محصول القصب الاستراتيجي أما بالنسبة لتعاقب المحاصيل وهو زراعة محصول من المحاصيل الاستراتيجية وبعد عملية الحصاد يتم زراعة محصول أخر شتوي مثل: البرسيم وخلافة دون الرجوع إلى المحصول مرة أخري،  وهذا يعتبر تعاقب للمحصول الاستراتيجي، لأن تطبيق الدورة الزراعية يتم على المساحة الكلية للأرض الزراعية داخل القرية وليس المزارع نفسه.

ما هي المحاصيل التي تندرج تحت هذه المنظومة؟

وقال الدكتور طاهر فايد، إن أهم  المحاصيل التي تندرج تحت  المنظومة طريقة تنفيذ الدورة الزراعية تأتي على قرية ما بها مساحة أرض زراعية تقسم هذه المساحة إلى 3 أحواض وعادة ما تكون مساحة الحوض الواحد من 500 إلى 3000 فدان لافتًا في حالة تطبيق دورة ثلاثية على محصول مثل: القمح يتم الاتي: يقسم الحوض الواحد الذي تبلغ مساحته 3000 متر إلى ثلاثة مناطق ” أ، ب، ج ” ثم نبدأ زراعة المحصول الاستراتيجي سواء كان قمح أو قطن أو قصب في السنة الأولي بالمنطقة (أ) ثم زراعة نفس المحصول في العام الثاني بالمنطقة (ب) وزراعة نفس المحصول في العام الثالث بالمنطقة (ج) على التوالي.

فوائد الدورة الزراعية

فيما أكد الدكتور كميل نجيب متياس، نائب رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، علي  ضرورة عودة نظام الدورة الزراعية لما له من آثار ايجابية على المستوى البيئى والاقتصادى والاجتماعى، فتكمن قيمة الدورة الزراعية فى عدة فوائد أهمها أنها تسهم فى القضاء على العديد من الآفات المرضية والحشرات لقطع دورة حياة المسببات المرضية النباتية بسبب غياب العوائل لهذه المسببات لفترة زمنية كافية لاختفائها، كما تراعى الأسس العلمية عدم مجاورة نباتات فى ذات الموسم الزراعى حاملة للمرض دون أعراض تساعد فى نقل عدوى مرضية للنبات المجاور دون التأثر بها، بالإضافة إلى أن التعاقب المحصولى على أساس علمى سليم يوفر غطاء نباتيًا لفترات طويلة على الأرض حيث إن ترك الأرض دون زراعة لفترة طويلة كحل لمشكلة بقاء الأمراض قد يؤدى إلى تعرض الأرض لفقدان العناصر الغذائية نتيجة عوامل التعرية.

وأضاف في تصريحات لـ "الفجر"، أن من الجوانب الايجابية للتعاقب المحصولى على أسس سليمة ان بعض النباتات كالبقول مثلا تعمل على امتصاص النيتروجين من الجو وتثبيته فى التربة والحفاظ عليه فيعمل كمادة سمادية وغذائية للمحصول النباتى التالى، بالإضافة إلى تنظيم العناصر الغذائية فى التربة وتنظيم استخدام المياه وتنوع المحاصيل وتوفرها على مدى العام وزيادة الدخل القومى.

وأوضح الدكتور كميل نجيب متياس، أن بعودة الدورة الزراعية  التغلب  على تفتت الحيازة بزيادة الرقعة المنزرعة من محصول واحد فى وقت واحد مما يساعد على تطبيق الميكنة الزراعية والحرث ومقاومة الآفات والحشائش وفى الحصاد مما يسهم فى تعظيم الإنتاجية وتقليل الفاقد المحصولى أثناء الحصاد

عواقب عدم الالتزام بتطبيق الدورة الزراعية

واختتم الدكتور فايد هناك العديد من المشكلات بسبب عدم تطبيق الدورة الزراعية في عدم توفير أمن غذائي كافي، موضحًا أن الاكتفاء الذاتي في معظم المحاصيل الاستراتيجية أقل من الـ 50 %،  فعلى سبيل المثال: محصول القمح هناك فجوة تصل لـ55% والمحاصيل الزيتية 95% والقصب 80% بالإضافة إلى انخفاض فى مساحة القطن لذلك نطالب بضرورة إدخال محاصيل أخري مثل القطن والقصب إلى الدورة الزراعية حال تطبيقها بالشكل الصحيح.

وفى نهاية السياق علق د. فايد أستاذ المحاصيل الزراعية على قرار تطبيق الدورة الزراعية لمحصول القمح في الموسم القادم 2024 متسائلًا: هل الدورة الزراعية مرتبطة بالنطاق الزراعي على حده.. أم أنه تعاقب للمحاصيل، ولماذا لم يتم إصدار قرار بتوريد محصول القمح بشكل إجباري؟".

ماذا عن الزراعه التعاقدية

في نفس السياق صرح الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، مجيبا على تساؤل هل نستطيع أن نطبق الدورة الزراعية الآن فى ظل تفتيت الرقعة الزراعية؟

وشدد في إجابته على السؤال لـ "الفجر"، أنه من الممكن تطبيق الدورة الزراعية من خلال تفعيل الزراعة التعاقدية على كافة المحاصيل الإستراتيجية، كما تم  مع محصول قصب السكر وبنجر السكر اللذين تم تسويقهما عن طريق السلع التموينية، وحصل الفلاح على سعر مجز، بالإضافة إلى أن الشركات أعطت للفلاح حزمة فنية وقروضا والإرشاد والتوجيه اللازم خلال موسم الزراعة، وبالتالى الفلاحون التزموا بزراعتهم وتوريدهم مقابل ذلك أيضا.

وأوضح خليفة، أن  الحكومة فعلة خطة تعتبر خطوة مهمة وهى تحديد سعر ضمان للمحاصيل الصيفية التى تم زراعتها فى النصف الثانى من أبريل حتى منتصف مايو وهى (عباد الشمس ـ فول الصويا ـ الذرة الصفراء ـ الذرة البيضاء) وحددت الدولة سعرا مجزيا، وبالإضافة لذلك أعلنت الحكومة أن السعر مرن وأكدت التزامها بسعر البورصة العالمى خلال عملية توريد المحاصيل، وهذه الخطوة سوف تشجع الفلاح وتؤدى لزيادة زراعة المحاصيل الزيتية ومحاصيل الأعلاف.