في ذكرى ميلاده.. كيف غير الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حال الاقتصاد بالنهضة الزراعية؟ ‏

تقارير وحوارات

 جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

تحل اليوم ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبدالناصر الـ106، حيث يحتفل ملايين المحبين للزعيم الراحل في أنحاء العالم بتلك الذكرى.
‏ ‏
وترصد "الفجر" في السطور التالية أهم مظاهر التقدم التي أحدثها الرئيس الراحل على صعيد ‏الزراعة، والصناعة، والحالة الاجتماعية للفلاحين.‏

‏ ‏

 

جمال عبد الناصر

 


جمال عبد الناصر حسين (15 يناير 1918 – 28 سبتمبر 1970)، هو ثاني رؤساء مصر، تولى السلطة من سنة 1956، إلى وفاته سنة 1970، وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، التي أطاحت بالملك فاروق (آخر حاكم من أسرة محمد علي)، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة.


‏ قانون الإصلاح الزراعي ونصرة الفلاحين

 

لم يخف على أحد أن الفلاح المصري في عهد الملكية كان يعيش أسوأ حالاته، فملكية الأرض ‏كانت تنحصر فقط في أيدي كبار العائلات، إلا أن جمال عبد الناصر أحدث تغييرًا كبيرًا في حياة ‏الفلاحين، وهو ما عرف بقانون الإصلاح الزراعي، الذي بموجبه تقرر توزيع الأراضي على ‏صغار الفلاحين، فضلا عن وضع حد أدنى لأجور عمال الزراعة، وبإعطائهم الحق في تنظيم ‏نقاباتهم الزراعية، حتى أن  الإحصائيات الرسمية حينها، أشارت إلى أنه حتى سنة 1969 تم ‏توزيع 989،184 ألف فدان على الفلاحين.‏


‏ ‏
إجراءات الحفاظ على الأراضي الزراعية


‏ ‏
ولم يكتف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بتوزيع الأراضي على الفلاحين فحسب، وإنما اتخذ ‏العديد من الإجراءات التي ساعدت الفلاح في الحفاظ على أرضه، بتوفير له الاحتياجات ‏اللازمة، حيث نظم قانون الإصلاح الزراعي، الجمعيات التعاونية في الأراضي الموزعة، واتخذ ‏أيضا عددا من الإجراءات لمنع تفتيت الأراضي الموزعة، كما تم إنشاء الجمعيات الزراعية في ‏كل قرى مصر، ومن خلال هذه الجمعيات قامت الدولة بعمل نظام تخطيط شامل للزراعة، ‏فتولت الدولة تحديد أنواع المحاصيل المزروعة وقدمت للفلاحين البذور والمبيدات والأسمدة، ‏كما قامت بشراء المحاصيل من الفلاحين.‏

 

ولتوفير المياه قام أيضا عبد الناصر، بإنشاء السد العالي من أجل الزراعة في المقام الأول حيث ‏وفر كثيرا من المياه، وبفضله تم استصلاح ما يقرب من 2 مليون فدان أخرى‎

 


‏ ‏
نتائج هائلة وفلاح يعيش في رغد

 

وكنتيجة طبيعية لما قام به الزعيم عبد الناصر، من إجراءات، خاصة في مجال الزراعة عاشت ‏مصر أزهى عصورها من الاكتفاء الذاتي  من المحاصيل الزراعية، باستثناء  القمح الذي حققت ‏منه 80% من احتياجاتها‎.‎

وبالنسبة للقطن ففي عام  1969 وصل إنتاج مصر من القطن إلى 10 ملايين و800 ألف ‏قنطار، فيما وصلت المساحة المزروعة أرز في مصر في هذا التوقيت، إلى ما يزيد على مليون ‏فدان، كما تم تجربة زراعة أنواع جديدة من القمح كالقمح المكسيكي، والقمح جيزة 155.‏

 

وبناء على ما اتخذ من خطوات، جاء التغيير الجذري‎ ‎‏ في أوضاع الفلاح المصري، حيث دخلت ‏الوحدات الصحية إلى القرى، والمدارس، وارتفعت نسبة الوعي، ومعدلات التعليم، وتحسنت ‏الأوضاع الصحية والاقتصادية‎.‎


‏ ‏
النهضة الصناعية في عهد عبد الناصر
 

وليست الزراعة فقط من نجح فيها عبد الناصر وأبدع، وإنما قدم الكثير والكثير للمجال ‏الصناعي الذي أدى إلى تأسيس اقتصاد مصري قوي، قائم على الإنتاج، والاكتفاء الذاتي، وليس ‏الاستهلاك، جاء ذلك من خلال  إنشاء المجلس الدائم لتنمية الإنتاج القومي فى سبتمبر‎ 1959، ‏والذي تولى إصدار خطة الاستثمارات العامة في يوليو 1953، وهى خطة بدأت بمقتضاها الدولة ‏باستصلاح الأراضي، وبناء مشروعات الصناعات الثقيلة كالحديد والصلب، وشركة الأسمدة ‏كيما، ومصانع إطارات السيارات الكاوتشوك،‎ ‎ومصانع عربات السكك الحديدية ‏سيماف،‎ ‎ومصانع الكابلات الكهربائية،‎ ‎فضلا عن بناء المناجم، وبجانب ذلك أمم الرئيس جمال ‏عبد الناصر في 26 يوليو 1956، شركة قناة السويس، فيما تم مصادرة الأموال البريطانية ‏والفرنسية في مصر، بالإضافة إلى إنشاء المؤسسة الاقتصادية عام 1957 والتي كانت تعتبر ‏النواة الأولى للقطاع العام المصري، وكذلك إنشاء‎ ‎مجمع مصانع الألمونيوم في نجع حمادي وهو ‏مشروع عملاق بلغت تكلفته ما يقرب من 3 مليار جنيه حينه‎.‎