لُقبت برائدة الأفلام في صناعة السينما... مالا تعرفه عن آسيا داغر في ذكرى وفاتها

الفجر الفني

آسيا داغر
آسيا داغر

 

في مثل هذا اليوم الجمعة 12 يناير توفيت الفنانة والمنتجة آسيا داغر، التي تميزت بشخصيتها القوية، وأعمالها الجريئة،وتميزت بالتنوع والإصرار والطموح، فامتازت بجمالها الذي خطفت قلوب الجماهير عبر الشاشة،فتميزت شخصيتها بالمغامرة من خلال انتاج أعمال باهظة الثمن.

 

 

ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن أبرز الجوائز التي حصلت عليها

 

 

من هي آسيا داغر؟

 

 

ولدت آسيا داغر في قرية تنورين في لبنان، وكانت فتاة مولعة بالأفلام، متزوجة ولديها ابنة، وتعيش حياة هانئة لكن عادية حتى أتى الإنجليز وبعدهم الفرنسيون.
 

بدأت حياتها كممثلة في لبنان عندما قدمت فيلمها القصير "تحت ظلال الأرز" عام 1922، أي بعد سنتين من الاحتلال الفرنسي والإقالة المتكررة للحكومة السورية.

 

وفي عام 1923 توفي زوجها، فشدت رحالها من لبنان وسافرت إلى مصر بصحبة شقيقتها ماري وابنتها الصغيرة الين،  حيث أقامت بالإسكندرية مع ابن عمها، أسعد داغر، الذي كان صحفيًا في جريدة الأهرام وبعد أربع سنوات من الإقامة في مصر، حصلت اّسيا على دورها الثانوي في أول فيلم مصري صـامت وهـو “ليلي” عام 1927 الذي أنتجته عزيزة أمير، بذلك كانت أول فنانة لبنانية تظهر على الشاشة الفضية.

 

 

وقد كان من كان من غير اللائق اّنذاك أن يكون للفنانات أطفال، فغيرت اّسيا اسم ابنتها من إلين إلى منى وإدعت أنها قد تبنتها وظلت آسيا داغر غير مشهورة في عالم التمثيل، بسبب أدائها المتكلف في الأفلام الصامتة فضلًا عن لهجتها اللبنانية التي لم تلق قبولًا عند المصريين إلا أنها لم تيأس.
 

تفاصيل مشاركة آسيا وأحمد جلال في شركة لوتس

 

 

أسست آسيا مع المخرج أحمد جلال وابنة شقيقتها الفنانة ماري كويني شركة لوتس فيلم لإنتاج وتوزيع الأفلام، والتي استمرت في الإنتاج بينما توقفت شركات إبراهيم لاماوبدر لاما وعزيزة أمير وبهيجة حافظ ولذلك استحقت لقب عميدة المنتجين وأصبحت شركتها لوتس فيلم أقدم وأطول شركات الإنتاج السينمائي المصري عمرًا.

 

 

في البداية لم يكن لدى داغر وشريكيها لا أموال هوليوود الضخمة ولا فريق من الفنانين المدربين، فكانوا يجمعون الأصدقاء وبعض أفراد العائلة لتأدية الأدوار الباقية كما عوضهم ذكاؤهم وعملهم الجاد عن نقص الأموال. 
 

وبعدها تعرفت داغر على السينمائي والروائي والصحفي أحمد جلال، فأخرج لها كل ما أنتجته من أفلام في الفترة ما بين عامي 1933 و1942 والتي قاربت العشرة أفلام.

 

 

 

و منذ ذلك الحين حظيت لوتس بشهرة واسعة وأصبحت أفلامها تعرض في القاهرة وبيروت، لكن سرعان ما احدثت تلك الشهرة جدلًا واسعا خاصة بعد الإعلان عن فيلم الخيال العلمي "عيون ساحرة"  حيث رفضته الرقابة مباشرةً لتناوله موضوع إحياء الموتى والذي سوف يثير غضب الشعب ورجال الدين.

 

 

و بعد رفض الرقابة، لم يكن أمام فريق شركة لوتس سوى التغاضى عن الخسائر وتخطى الأمر، ولكن تدخل رئيس الوزراء المصري وأعلن إمكانية عرض الفيلم، فكنت تلك هي المرة الأولى التي تتعاون فيها الحكومة مع اّسيا داغر.

 

 

 

وبعد أن تزوج أحمد جلال من ابنة أختها الفنانة ماري كويني وأسسا معًا استوديو جلال وتفرغ لإخراج أفلام شركته الخاصة مع زوجته، كان لا بد لها أن تبحث عن مخرج آخر، فاتجهت إلى مساعد مخرج شاب في الثامنة والعشرين من عمره ليقوم بإخراج فيلم الشريد عام 1942 وكان هذا المخرج هو هنري بركات.

أهم أعمال آسيا داغر

في عام 1954، أنتجت داغر فيلم "حياة أو موت" الذي تم تصويره كاملًا في الشارع المصري دون أي وقف للتصوير محققًا بذلك إنجازًا يُوَثَق في التاريخ.

كانت داغر أول من ينتج فيلمًا مصريًا بالألوان وهو "رد قلبي" عام 1958 مستخدمة تقنية "السينما سكوب" ولى خطوات التقنيات المستخدمة حاليًا.

 

وبعد ست سنوات، أي عام 1969، أنتجت داغر أخر فيلم لها وهو "يوميات في الأرياف"،

وعملت آسيا بالهيئة المصرية العامة للسينما حتى وفاتها بداية عام 1986.

 

وقدمتها في فيلم القلب له واحد عام 1945، وصلاح نظمي في فيلم هذا جناه أبي عام 1945.

أفلامها التاريخية
 

أعطت اهتمامًا خاصًا للأفلام التاريخية، فقد أنتجت فيلم شجرة الدر في بداية مشوارها الفني، ثم فيلم أمير الانتقام الذي أخرجه هنري بركات عام 1950. إلا أنها توَجت إنتاجاتها الملحمية الضخمة بفيلم الناصر صلاح الدين عام 1963 الذي تكلف إنتاجه مائتي ألف جنيه،

 

 

وكان ذلك وقتها أعلى ميزانية توضع لإنتاج فيلم مصري، وقد استمر الإعداد للفيلم لمدة خمس سنوات، وكان من المفترض أن يخرجه عز الدين ذو الفقار ولكنه مرض أثناء كتابة السيناريو وذلك بعد أن تعاقدت مع الممثلين فلم يكن منها إلا أن تؤجل البدء في العمل حتى نصحها ذو الفقار بعد أن اشتد عليه المرض بالاستعانة بالمخرج يوسف شاهين، وكان هذا أول تعامل لها معه.

 

 

وقد صُنف الفيلم ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية على الإطلاق.

أهم الجوائز 


حصلت الفنانة آسيا علي عدة جوائز تقديرا لمشوارها الفني المتميز من أهمها:

 

وسام الاستحقاق اللبناني، والجائزة الأولي في الإنتاج السينمائي عام 1950
جائزة خاصة من جامعة الدول العربية عن فيلم الناصر صلاح الدين وجائزة الدولة للرواد في مهرجان اليوبيل الذهبي للسينما المصرية تقديرا لمساهمتها الريادية في التمثيل والإنتاج.
بالإضافة لجائزة الرواد من جمعية كتاب ونقاد السينما والجائزة الأولي في الإنتاج في مسابقة الدولة للسينما عن فيلمي حياة أو موت ورد قلبي.