ماذا قدمت مصر في ملف القضية الفلسطينية؟

الفجر السياسي

المحللون السياسيون
المحللون السياسيون

أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، أهمية الدور البارز الذي تقوم به مصر نحو القضية الفلسطينية التي تمثل الأولوية والمحور الرئيسي في أجندة السياسة الخارجية المصرية على مدى السنوات الأخيرة، وأن عام 2024 سيكون عام الإنكشاف ومواجهة الحقائق، خاصة وأن العالم الغربي قد سقط أخلاقيًا، مؤكدين أن النصر سيكون للصمود والمقاومة الفلسطينية.


وأشاروا إلى أنه على ضوء الأرقام الصادمة لعدد الشهداء والضحايا، والذي وصل إلى نحو 22،000 فلسطيني شهيد حتى الآن، يظهر بوضوح وفقًا للخطاب السياسي الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستمر في التمسك بقضية القضاء على حركة حماس.

 


رمضان قرني: القضية الفلسطينية تمثل المحور الرئيسي بأجندة السياسة الخارجية المصرية

في هذا الصدد قال الدكتور رمضان قرني، الخبير الشؤون الأفريقية، إن القضية الفلسطينية تمثل الأولوية والمحور الرئيسي في أجندة السياسة الخارجية المصرية على مدى السنوات الأخيرة، فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، قامت مصر بالتعامل مع هذه الأزمة من خلال جميع مؤسساتها، بدءًا من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وصولًا إلى جميع مؤسسات الدولة على الصعيدين الإنساني والتنموي.


وأضاف "قرني" في تصريح خاص لـ "الفجر" أن أزمة غزة استنهضت دور المجتمع المدني المصري بكل فئاته، حيث شهدنا حالة من الحشد والتعبئة لتقديم الدعم الإنساني لسكان قطاع غزة، وفيما يتعلق بتحركات مصر في أزمة غزة، فهناك عدة جوانب بارزة، منها الاستجابة السريعة من القاهرة ودعوتها لعقد قمة القاهرة للسلام، بهدف وقف التصعيد العسكري في غزة ومحاولة وقف تدفق الدماء بين الأطراف، مشيرًا إلى أن المساهمة المصرية البارزة جاءت في تحرير عدد كبير من الفلسطينيين وتبادل الأسرى، إلى جانب فتح معبر رفح بشكل كامل لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية.


بالإضافة إلى ذلك، يظهر الطرح المصري الأخير في أزمة غزة بشكل واضح، حيث يتمحور حول ثلاثة محاور رئيسية، وهي وقف إطلاق النار في القطاع، وضمان وصول الإمدادات والمساعدات الإغاثية إلى جميع جوانب القطاع، وبناءً على ذلك، يُعتبر هذا الطرح من بين الاقتراحات التي أثارت اهتمام وسائل الإعلام الغربية، خاصةً فيما يتعلق بتكوين حكومة فلسطينية في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، أكد الموقف المصري بوضوح على أن قرار تشكيل حكومة فلسطينية يعتبر قرارًا فلسطينيًا في المقام الأول، يتخذه القوى السياسية في فلسطين، وبالتالي يمكن القول إن الجهود المصرية تركز بشكل كبير على هاتين الجوانب الرئيسيتين، وهما جوانب أساسية في مسعى مصر لحل الأزمة في غزة.


وأوضح خبير الشؤون الإفريقية أن هناك بُعدين أساسيين في الطرح المصري الأخير لحل أزمة غزة، فيما يتعلق بالبُعد الأول، يركز على الضرورة الملحة لوقف إطلاق النار، بهدف وقف النزيف اليومي من الدماء وتقديم الحماية للمدنيين وتجنيب القطاع المزيد من الجرحى والشهداء، أما البُعد الثاني، فيتعلق بضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، بما يشمل تأمين الإمدادات الطبية والغذائية والدعم اللازم للسكان في هذه الظروف الصعبة.


وأشار إلى أن القيادة المصرية أكدت رفضها للمشروع الإسرائيلي الذي يستهدف تهجير أهالي غزة من القطاع، مشيرًا إلى أن هناك خطة ونية إسرائيلية تهدف إلى تشجيع التهجير بحجة القضاء على حركة حماس، وهذا الأمر الذي ترفضه مصر رفضًا تامًا.

 

نتنياهو مستمر في التمسك بقضية القضاء على حركة حماس

وفيما يتعلق بالرؤية المستقبلية للوضع في قطاع غزة، أشار إلى أنه على ضوء الأرقام الصادمة لعدد الشهداء والضحايا، والذي وصل إلى نحو 22،000 فلسطيني شهيد حتى الآن، يظهر بوضوح وفقًا للخطاب السياسي الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستمر في التمسك بقضية القضاء على حركة حماس.


وقال: «أعتقد أننا قد لا نشهد وقفًا لإطلاق النار في الأمد القريب، نظرًا لرفض إسرائيل للجهود الدبلوماسية، سواء كانت جهودًا قامت بها مصر مؤخرًا أو حتى الجهود العربية في مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يدين إطلاق النار ويدعو إلى إدخال المساعدات الإنسانية.»

وتابع: «من المتوقع أيضًا، في ظل التوترات في الممرات المائية في منطقة البحر الأحمر والهجمات التي شنها الحوثيون على السفن التجارية، وخاصة تلك التي ترتبط بشركات إسرائيل أو غيرها، أن يمتد هذا الصراع لعدة أشهر، ربما لا تقل عن ثلاثة أو أربعة أشهر.»


واستكمل: «أتوقع بشكل كبير أن يكون هذا الصراع مستمرًا، خاصةً في ظل الخطاب التعبوي الإسرائيلي الموجه ضد حركة حماس، وفي ظل المأزق السياسي الذي تواجهه حكومة بنيامين نتنياهو، ويظهر أيضًا أن هذه الحكومة، ذات الطابع اليميني، تسعى لاكتساب شعبيتها في الداخل الإسرائيلي من خلال فكرة القضاء على حركة حماس، هذا ما نستطيع توقعه في الفترة القادمة.»

 

واختتم خبير الشؤون الإفريقية، قائلا: إسرائيل تسعى إلى ترويج فكرة القضاء على حركة حماس ومواصلة العمليات العسكرية، وخاصة في سياق الدعم العسكري الذي تحظى به حكومة نتنياهو من الولايات المتحدة.

 

تعامل مصر مع القضية الفلسطينية يُعَدُّ نموذجًا في عالم العلاقات الدولية

من جانبه، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية والمحلل السياسي، إن تعامل مصر مع القضية الفلسطينية يُعَدُّ نموذجًا في عالم العلاقات الدولية للدعم والمساندة في عديد المسارات وفي كل المحطات والأوقات، مؤكدا أنه لا تجد دولة قدمت ما قدمته مصر في الماضي والحاضر والمستقبل، لإدراكها أن فلسطين قضية متجذرة في الوجدان المصري.


وأكد "البرديسي" في تصريح خاص لـ "الفجر" أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعتبر زعيمًا استثنائيًا في تحركاته الدبلوماسية، حيث لا تتوقف جهوده السياسية وأطروحاته ومبادرته عن التطور والتقدم، من خلال قمة القاهرة للسلام للقمة العربية الإسلامية والمبادرات المرنة التي قدمها  ولاتتوقف عن تقديم الأفكار والمقترحات ودائما يحمل هموم العرب فوق أكتافه لنصره العرب، ويضع القضية الفلسطينية أمام عينيه ومحاولة إيجاد حلول فعالة وجذرية للقضية الفلسطينية.


وأشار إلى أن عام 2024 سيكون عام الإنكشاف ومواجهة الحقائق، موضحا أن العالم الغربي قد سقط أخلاقيًا، مع التأكيد على أن النصر سيكون للصمود والمقاومة الفلسطينية، مؤكدًا أن النجاح سيكون لصاحب الرؤية والذي يتمسك بوحدة الدولة، وليس للإنقسام والفرقة.