تدمير محور صلاح الدين وانقطاع الاتصالات.. إلي أين تتجه الأمور في غزة؟

تقارير وحوارات

غزة
غزة

 

يواجه سكان قطاع غزة حاليًا صعوبات في التواصل والإبلاغ عن الحالات الطارئة بسبب انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت، يعاني المصابون والجرحى من صعوبة في الحصول على المساعدة الطبية اللازمة، حيث يجدون صعوبة في الاتصال برقم الطوارئ الصحي، ونظرًا لهذه الصعوبة، يضطرون في بعض الأحيان إلى التوجه بسياراتهم الخاصة إلى المستشفى للإبلاغ عن الحاجة إلى سيارة إسعاف، ومن ثم يتم استدعاء سيارة الإسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى.

ماذا يحدث في غزة؟

نلاحظ أن هذا ليس المرة الأولى التي يتعرض فيها قطاع غزة لانقطاع خدمات الاتصالات. فقد حدثت حالات مماثلة في الماضي، خاصة خلال فترات الصراع والحروب. ومن الواضح أن هذا الانقطاع يعرض حياة المصابين للخطر، حيث يتأخر وصول الرعاية الطبية الضرورية لهم ويقل احتمال إنقاذهم.

هذه المشاهد المأساوية تتكرر في كل مرة ينقطع فيها الاتصال في القطاع، وتكون الخدمات الطبية غير قادرة على الاستجابة بشكل فعال للحالات الطارئة بسبب صعوبات التواصل والتنسيق. وفي الوقت الذي يتأخر فيه الاستجابة، يفقد العديد من الأشخاص حياتهم.

انقطاع الأمل في الحياة

في قطاع غزة، يقول أنيس الأسطل، مدير الإسعاف في مستشفيات جنوب القطاع، إن انقطاع الاتصالات هو انقطاع أمل الحياة للمرضى والباحثين عن خدمات الإسعاف والرعاية الصحية، يعتبر انقطاع الاتصالات مأساويًا في ظل الحرب، حيث يتعذر التواصل بين الجمهور ومقدمي الخدمات الطبية، يؤكد أهمية التنسيق مع جهات أخرى في مجال الإسعاف مثل الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني وقسم الطوارئ في المستشفيات.

وأضاف الأسطل في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، تواجه المستشفيات في قطاع غزة ظروفًا صعبة للغاية، حيث يتأثر العمل الإداري بالصعوبات المتعددة، بدءًا من المسعفين وصولًا إلى آليات استدعائهم للخدمة وغيرها. يشير إلى غياب التنسيق وعدم تنفيذ الأعمال اللازمة بشكل كاف.

وأوضح أنه في بعض الحالات، يتعين على المصابين والمتوفين الانتظار في مواقع القصف لفترات طويلة قبل وصول سيارات الإسعاف، خاصةً في حالة الهجمات الليلية، مما يزيد من مخاطرهم. يتم إبلاغ فرق الطوارئ المنتظرة في المستشفيات بالتوجه إلى المواقع المستهدفة.

وأشار مدير الإسعاف في مستشفيات جنوب القطاع إلى أنه في بعض الأحيان، تنطلق سيارات الإسعاف تلقائيًا نحو المناطق المحتملة للاستهداف استنادًا إلى صوت الانفجار، دون تنسيق مع المركز الرئيسي، مما يتسبب في تأخير عمليات الإنقاذ ويرفع من الضغوط على المسعفين الذين يواجهون ضغوطًا كبيرة.

إغلاق طريق صلاح الدين


تم إغلاق طريق صلاح الدين الذي يربط شمال وجنوب قطاع غزة بالكامل بواسطة دبابات إسرائيلية، حيث تواصل قوات الاحتلال قصف مناطق مختلفة في قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا منذ يوم الجمعة الماضي، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة ولم يتم الإعلان عن تمديدها.

وكانت قد بدأت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة يوم الجمعة، 24 نوفمبر الماضي، واستمرت لمدة أربعة أيام، وتم تمديدها لثلاثة أيام إضافية، تأتي هذه الهدنة بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي استمرت منذ السابع من أكتوبر الماضي، وتسببت في استشهاد أكثر من 15 ألف مواطن، بما في ذلك 6150 طفلًا، وأكثر من 4 آلاف امرأة، وأصيب أكثر من 36 ألف شخص.

تمكنت الهدنة، التي استمرت لمدة 7 أيام، من تبادل الأسرى بين غزة وسجون الاحتلال الإسرائيلي، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.


اقتحام غزة برًا

أوضح المحلل العسكري الفلسطيني واصف عريقات، ان قرار الاحتلال باقتحام غزة برًا يهدف إلى بناء حزام أمني في شمال القطاع لإعادة احتلاله، وذلك من خلال تدمير بنية المقاومة الفلسطينية أو محاولة لتنفيذ عمليات اختراق محدودة من خلال اغتيال واعتقال قادتها.

وأضاف عريقات في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، هناك سيناريوهات مختلفة للاقتحام البري، والأكثر احتمالًا هو التقدم المحدود على محورين رئيسيين في شمال غرب جباليا وشمال شرق بيت حانون، بهدف بناء حزام أمني ومناطق عازلة لمنع إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية نحو المستوطنات، يعتقد أن حجم التحركات العسكرية التي قام بها الاحتلال يدعم هذا السيناريو، ويعزز فرصة تجنب المواجهة المباشرة مع المقاومة ويتيح للجانب الإسرائيلي مجالًا للتحرك والانسحاب في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين.

رأى اللواء محمد أبوسمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، أن العدو الصهيوني يعاني من تخبط في التخطيط للرد على عملية طوفان الأقصى، مشددًا على أنه لا يكتفي بشن حملة التطهير العرقي والابادة الوحشية في غزة.

وأشار أبوسمرة في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إلى أن جيش العدو يسعى لاستكمال عمليات الانتقام بطرق غير تقليدية، مثل التدخل البري الشامل أو الجزئي، ولكنه أكد أن تكلفة هذا الخيار ستكون باهظة، ورأى أن الاجتياح البري هو الخيار المفضل لنتنياهو وحكومته، معلنًا أن هذا يشير إلى فشلهم وعجزهم بعد تعرضهم لهزيمة في غزة وتفكيك فرقتهم.

وتوقع أبوسمرة أن تصريحات قادة الاحتلال حول التحضير لتوغل بري في أطراف قطاع غزة مبالغ فيها، معتبرًا أن أي توغل سيواجه مقاومة قوية وستجعل من مدن وشوارع قطاع غزة مقبرة للعدو، وأكد أن التضاريس الجغرافية للقطاع والتحضيرات الدفاعية تجعل أي توغل بري تحت تهديد مستمر، موضحًا أن الطبيعة الضيقة والمكشوفة للقطاع تجعله منطقة وعرة.


وأشار إلى الجاهزية الكاملة للمقاومة لصد أي هجوم، مع التأكيد على جاهزيتها لخوض حرب مدن وشوارع، قائلًا إن الأرض الصعبة والبيئة الشعبية تشكلان دعمًا قويًا للمقاومة وتعزز فعالية الدفاع.