هل تُعاد انتخابات الزمالك؟ رعب للجمهور ومجلس الإدارة الجديد بسبب سيناريو 2009

الفجر الرياضي

انتخابات الزمالك
انتخابات الزمالك

 

أسدل الستار على انتخابات نادي الزمالك صباح السبت الماضي الموافق 21 أكتوبر، بعد فوز حسين لبيب برئاسة القلعة البيضاء لولاية جديدة تستمر حتى عام 2025.

رعب للجمهور ومجلس الإدارة الجديد بسبب سيناريو 2009

وفاز حسين لبيب نجم كرة اليد السابق بنادي الزمالك، برئاسة القلعة البيضاء، بعدما حصد 15229 صوت، وبفارق 13205 صوت عن أقرب منافسيه فاروق جعفر نجم فريق الكرة الأبيض بالسبعينات الذي حصد 2024 صوتًا فقط، الأمر الذي لا يتناسب مع الشعبية الكبيرة التي حظى بها "ملك النص" لدى الجماهير البيضاء، فيما حصد عمر هريدي 965 صوت، ثم ميرفت سيد أحمد برصيد 654 صوت، فيما تذيل ماجد فاروق الحنبلي الترتيب بـ 94 صوت، بينما بلغ عدد الأصوات الباطلة 3738.

وأسفرت انتخابات القلعة البيضاء عن نجاح قائمة حسين لبيب بأكملها والتي عُرفت بالقائمة الموحدة، حيث فاز هشام نصر رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد السابق بمنصب نائب رئيس الزمالك بعدما حصد 9480 صوت متفوقًا على منافسه هاني العتال الذي حصد 9040 صوت، فيما حصد أحمد عبد الغني 446 صوتًا فقط.

وعلى منصب أمين الصندوق اكتسح حسام المندوه الحسيني منافسيه وحصد 12431 صوت، بعد اعتذار خالد لطيف عن "عدم "خوض انتخابات الزمالك قبل 24 ساعة فقط وسط تساؤلات عديدة.

فيما فاز بمنصب العضوية فوق السن كل من أحمد سليمان وصد 15343 صوت، وهي أعلى نسبة تصويت في الانتخابات على جميع المقاعد، وهاني برزي وحصد 12328 صوت، وهاني شكري بـ 12011 صوت، وحسين السيد حارس مرمى الأبيض السابق وحصد 10628 صوت، ومحمد طارق 10744، عمرو أدهم 10772، فيما حسم رامي نصوحي وأحمد خالد حسنين ونيرة مصطفى الأحمر، مقاعد العضوية تحت السن بواقع 11089 صوت للأول، 13617 للثاني، 14202 للأخيرة، لتفوز قائمة حسين لبيب بالكامل، وهي المرة الثانية في انتخابات الزمالك التي تحسمها قائمة بأكملها، وكانت المرة الأولى في العام الماضي حينما نجحت قائمة مرتضى منصور بالكامل بعد منافسة مع أحمد سليمان عضو المجلس الحالي.

ويستعرض “الفجر الرياضي” تقريرًا سريعًا عن مخاوف المجلس الجديد وجمهور القلعة البيضاء من إعادة الانتخابات مرة أخرى.

مجلس إدارة نادي الزمالك الجديد 

منذ إعلان نتيجة انتخابات الزمالك وفوز قائمة حسين لبيب، وانتصار إرادة الجماهير البيضاء، وكذلك رغبة أعضاء الجمعية العمومية في إعلاء مصلحة الكيان، إلا أن المخاوف تسيطر على الجمهور خوفًا من تقدم بعض ممن لم يحالفهم التوفيق في المعركة الانتخابية بطعون لحل المجلس ! وهو ما حدث فور إعلان النتيجة حيث أكد عمر هريدي المرشح على مقعد رئيس الزمالك الطعن على الانتخابات قبل إعلان النتيجة  بسبب مشاركة حسام المندوه الحسيني في السباق الانتخابي رغم وجود طعون مقدمة ضده واستبعاده بقرار من محكمة القضاء الإداري ثم عودته بعد خطاب من اللجنة الأوليمبية، قبل أن يتراجع هريدي ويعلن عدم الطعن حفاظًا على استقرار النادي قائلًا عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: " لن أسعى إلى الطعن على الانتخابات سواء كمرشح أو بصفتي محامي وأدعو جميع المرشحين إلى التكاتف والوقوف مع المجلس المنتخب ".

فيما قالت ميرفت السيد أحمد المرشحة على منصب رئيس النادي أن ما حدث داخل نادي الزمالك لم يحدث في أي نادي مصري سواء درجة أولى أو ثانية أو حتى تالتة”.
وأضافت "أعضاء القائمة الموحدة قاموا بتقطيع لافتات المرشحين الآخرين وخطفها من أيدي الناخبين ".

كما أعلن محمد الماوي المرشح على منصب أمين الصندوق الطعن على الانتخابات التي انطلقت في تمام التاسعة من صباح الجمعة، بسبب مشاركة حسام المندوه الحسيني في انتخابات النادي رغم قرار استبعاده من محكمة القضاء الإداري.

وكان فاروق جعفر المرشح على مقعد رئاسة الزمالك، قد أعلن التقدم بطعن على نتيجة الانتخابات، بعد قيام أعضاء القائمة الموحدة بالعديد من المخالفات خلال عملية التصويت.

واعترض جعفر على تواجد عدد كبير من الجماهير البيضاء مؤيدي القائمة الموحدة داخل خيم الانتخابات، وهو ما أكد عليه الحسيني سمير نجم كرة السلة السابق والمرشح للعضوية فوق السن، قبل أن يعلن الثنائي مساندتهما للمجلس المنتخب.

سيناريو 2009

فيما يخشى القطاع الأكبر من جمهور الزمالك، من حِيل رئيس النادي السابق، فقد فعلها من قبل وأطاح بممدوح عباس ومجلسه عام 2010 رغم تسلمهم مهام النادي في 30 مايو 2009.

فبعد أن نجح ممدوح عباس في انتخابات الزمالك التي أقيمت في 29 مايو عام 2009 وحصد 10749 صوت، متفوقًا على الثنائي كمال درويش ومرتضى منصور، قدَمَ الأخير طعنًا على نتيجة الانتخابات وأرجع منصور قرار الطعن الذي تقدم به إلى محكمة القضاء الإداري إلى التجاوزات العديدة التي شهدتها العملية الانتخابية على حد قوله، وتكسير صناديق الاقتراع ثم استبدالها بأخرى، والاعتداء على بعض المرشحين بالضرب، أصبح من واجبي الطعن
التشكيك في صحة نتائج الانتخابات عام 2009.

لم يكن أول رد فعل لمرتضى منصور، إذ سبق له التقدم بشكوى إلى النائب العام يطالب فيها بالتحفظ على صناديق الاقتراع بعد يوم واحدٍ فقط من الانتخابات التي وصفها بالمزورة  مؤكدًا أن الصناديق لم تكن مشمعة ومختومة وتم بطلانها بحكم من القضاء المصري.

ورغم أن مرتضى خرج على شاشة التليفزيون المصرى في ذلك الوقت بعد انتهاء فترة التصويت ليؤكد أنه لن يطعن على النتائج مهما كانت، وأن تلك الانتخابات "2009" الأكثر نزاهة فى تاريخ الرياضة المصرية، إلا أنه لم يفِ بالوعد، وطعن على النتائج أمام القضاء بعد خسارته وفوز عباس وقائمته وعلى رأسهم الثعلب الصغير حازم إمام نجم الفريق السابق الذي حصد أعلى الأصوات في الانتخابات 17270 بسبب شعبيته الكبيرة داخل النادي الأبيض، ورؤوف جاسر، صبري سراج، هاني العتال، وأحمد جلال ابراهيم، فيما نجح الغزال "ابراهيم يوسف" فقط من قائمة مرتضى.

كما صرح الراحل عزمي مجاهد هو الآخر بتزوير انتخابات 2009 بعدما خرجت قائمة كمال درويش من السباق مبكرًا ولم ينجح منها أحد.

تذبذب إداري لا ينتهي

وبعدما تقدم "مرتضى منصور "بالطعن في نتيجة انتخابات الزمالك 2009، تسلم إدارة الزمالك مجلس مؤقت لمدة عام بقيادة المستشار جلال ابراهيم في 22 سبتمبر عام 2010 بقرار من المجلس القومي للرياضة في ذلك الوقت برئاسة حسن صقر، على أن تجرى بعد هذه السنة انتخابات الجمعية العمومية.

وعاون جلال ابراهيم كل من طارق غنيم وأحمد شيرين فوزى وأحمد رفعت وأسامة شلبى وماهر عبد العزيز ومحمد طارق أنيس، واستمر المجلس المؤقت حتى 20 ديسمبر 2011.

ثم عاد ممدوح عباس إلى رئاسة الزمالك من جديد في 21 ديسمبر 2011، بعد قرار من المحكمة الإدارية العليا حيث وافقت محكمة القضاء الإداري على التنازل الذي تقدم به مرتضى منصور بشأن قضية تزوير انتخابات 2009 والتي كانت قد أسفرت عن الإطاحة بـ "عباس" ومجلسه من إدارة الأبيض.

وانتهت ولاية عباس ومجلسه في 28 مايو 2013، ورفضت وزارة الشباب والرياضة في ذلك الوقت برئاسة طاهر أبو زيد، مد فترة ولاية مجلس عباس حيث ذكرت الوزارة عبر بيانها الرسمي أن قرار وقف مد مجلس عباس جاء لأن الأخير لم يحقق الهدف الذي تم المد من أجله وهو تحقيق الاستقرار بالقلعة البيضاء، ليتم إسناد المهمة بشكل مؤقت لمدة 6 أشهر فقط إلى كمال درويش، لحين إجراء انتخابات جديدة.
وفي 29 نوفمبر 2020 أصدرت وزارة الرياضة قرارًا بإيقاف مجلس الزمالك برئاسة مرتضى منصور بسبب وجود مخالفات مالية، كما تم استبعاد المجلس لحين انتهاء تحقيقات النيابة العامة، وما ستسفر عنه النتائج.

وأصدرت وزارة الشباب والرياضة بيانًا رسميًا، بشأن تشكيل اللجنة المؤقتة التي ستدير نادي الزمالك، حيث أعلنت عن اختيار المستشار أحمد البكري لرئاسة النادي بشكل مؤقت قبل أن يتوفى متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، ليتم إسناد المهمة إلى لجنة مؤقتة برئاسة اللواء عماد عبد العزيز في 27 ديسمبر 2020، لكنها تقدمت باستقالتها إلى وزارة الشباب والرياضة في 19 مايو 2021، ويتولى حسين لبيب رئاسة الأبيض بشكل مؤقت في 23 مايو 2021 حتى 21 نوفمبر من العام ذاته، قبل أن يعتمد أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة حكم القضاء الاداري بعودة مرتضى منصور رئيسا لنادي الزمالك اعتبارًا من 22 نوفمبر 2021.

ومثلما يحاول البعض زعزعة استقرار المجلس الجديد برئاسة حسين لبيب، يسعى الآخرون ممن لم يحالفهم التوفيق إلى التكاتف ومساندة المجلس ودعم النادي، وعلى رأسهم هاني العتال حيث أعلن دعمه للمجلس رغم خسارته مقعد نائب الرئيس لصالح منافسه هشام نصر، وكتب عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "أتقدم بأسمى آيات التهنئة لمجلس إدارة الزمالك المنتخب ولأعضاء وجماهير النادي راجيًا التوفيق لمجلس الكابتن حسين لبيب في مهمته ومواجهة التحديات ليستعيد الزمالك المكانة التي يستحقها ويعتلي منصات التتويج في مختلف الألعاب، وكعهدي منذ 2007 سأظل دائمًا في خدمة الزمالك".

وتأمل الجماهير البيضاء في تحقيق الاستقرار للكيان الكبير وعدم دفع ثمن صراعات بين الأشخاص حول المناصب، وهو الأمر الذي يزعزع استقرار الأبيض الذي عانى لفترات عديدة من تصفية الحسابات بين رؤساء مجالس إداراته السابقين، وكذلك أبنائه، ولا متضرر سوى النادي العريق والجمهور.