في ذكرى ميلاده.. كل ما تريد معرفته عن المهاتما غاندي

تقارير وحوارات

المهاتما غاندي
المهاتما غاندي

 

تمر علينا اليوم ذكرى ميلاد الزعيم الهندي المهاتما غاندي، الشخصية العامة التي له من المواقف والافعال يذكر ويدرس حتى يومنا هذا.

وُلد غاندي في 2 أكتوبر 1869،  في بلدة بوربندر الساحلية في شبه جزيرة كاثياوار، لعائلة غوجاراتية هندوسية.

وكان والده كرمشاند أوتامشاند غاندي، كاتبًا في إدارة الدولة قبل أن يكون رئيس وزراء إمارة بوربندر.

وتأثر غاندي في طفولته بالكلاسيكيات الهندية مثل قصص شرافانا والملك هاريشاندرا، وكتب في سيرته الذاتيه أنها تركت انطباعًا لا يمحى في ذهنه.

كانت الخلفية الدينية لعائلته انتقائية، فكان والده هندوسيًا من طبقة مودا بانيا،  وكانت والدته فيشنوية تتبع تقليد برانامي وكريشنا،  الذي تشمل نصوصه الدينية البهاغافاد غيتا، وبهاجافاتا بورانا، ومجموعة نصوص مكونة من 14 نصًا يعتقد التقليد أنها تُمثل جوهر الفيدا والقرآن والكتاب المقدس.

وقد تأثر غاندي بوالدته كثيرًا وتعلم منها التقوى،  وتعلم من أبيه الصدق والصلابة.

وفي عام 1874، غادر والده كارمشاند إلى ولاية راجكوت، وأصبح مستشارًا لحاكمها،  وأصبح ديوانًا لراجكوت بعد عامين، وخلفه شقيقه تولسيداس في بوربندر، وانتقلت عائلته إلى راجكوت للإقامة معه.

والتحق غاندي بمدرسة محلية في راجكوت بالقرب من منزله، وتعلم فيها أساسيات الحساب والتاريخ واللغة الغوجاراتية والجُغرافيا، والتحق بالمدرسة الثانوية حين بلغ الثانية عشرة من عمره، وقد كان طالبًا خجولًا مُتحاشيًا للرفقة ولم يكن له رفيق سوى الكتب والدروس.

وتزوج غاندي على عادة الهنود في الثالثة عشرة من عمرة في مايو 1883 من كاستوربا غاندي في زواج مرتب وفقًا للأعراف الهندية، وكان عُرسًا جماعيًا ضم شقيقه وابن عمه، وأنجب أربعة أطفال، وفي سيرته كتب غاندي أنه لم يكن راضيًا عن الزواج في هذا السن المبكرة، وأن أهله لم يراعوا مصالحهم عند تزويجهم، ووصف بأسف مشاعره الشهوانية تُجاه عروسته الصغيرة، وغيرته عليها عند ذهابها إلى المعبد مَع صديقاتها.

وفي نوفمبر 1887، أكمل الدراسة الثانوية في أحمد آباد، والتحق بكلية ساملداس في هافناغار في يناير 1888، قبل أن يتركها بعد نهاية الفصل الدراسي الأول.

بدأَ غاندي بالتفكير في الرحيل إلى إنجلترا بعد أن نصحه صديق العائلة "مافجي دافي" بدراسة القانون في لندن،  ووجد من أهله مُعارضة كبيرة، لخشيتهم عليه من الوقوع في الغوايات التي يقع فيها الشاب الأجنبي في وسط متمدن مثل لندن.

سمحت لَه والدته بالسفر بعد تعهده بعدم شرب الخمر وأكل اللحوم وتجنب النساء.

غادر غاندي بوربندر في 10 أغسطس 1888 متوجهًا إلى بومباي، وفيها عقدت طائفته اجتماعًا واستدعته للمثول أمامها وأخبروه بأنهم لَا يقبلوا ذهابه لإنجلترا وأنَّ ذَلِك مُخالف لدينهم، وأنه يستحيل الالتِزَام باحكام الدين في إنجلترا، وَلَم تقبل الطائفة مبرراته وحصوله على موافقة والدته، وأثار غاندي غضبهم عَندَمَا طلب منهم عَدَم التدخل في شأنه، وأعتبروه خارجًا عَن الطائفة، وفرضوا غرامة ماليَّة على كلّ من يساعده في سفره.

غادر غاندي بومباي في 4 سبتمبر 1888 إلى لندن،  وعانى كثيرًا لاختيار طعامه حيثُ وجد غالبية الناس يأكلون اللحوم، وعرف مطعمًا نباتيًّا لزمه طُول إقامته في لندن. التحق غاندي بالكليَّة الجامعيَّة بلندن ودرس فِيهَا القَانُون.

أظهر غاندي اهتمامه برفاهية مجتمعات دوكلاند  الفَقِيرَة في لندن، ففي عام 1889 أضرب عمَّال الموانئ لِلمُطالبة بتحسين أجورهم وظروف عملهم، وتضامن مَعَهُم البحارة وبناة السفن وعمال المصانع، وأسفرت مساعي الكاردينال مانينج وجون بيرنز في إنهاء إضراب عمَّال الميناء، فذهب غاندي وصديقه لزيارته وشكروه على مساعيه.

وفي يونيو 1891، نال غاندي شهادة وهو في الثانيَّة والعشرين من عمره، وأدرج اسمه في المحكمة العليا، ثم غادر لندن إلى موطنه،  وعند وصوله علم أن أهله قد أخفوا عَنه وفاة والدته أَثناء إقامته بإنجلترا،  فأقام لفتره في راجكوت ثم انتقل إلى بومباي لدراسة القانون الهندي واكتساب الخبرة في المحكمة العليا، ومكث فيها نحو خمسة أشهر ولم يحقق ما أراد فيها حيثُ وجد أن تعلم القَانُون الهندي مملًا، وواجه صعوبة نفسية في استجواب الشهود، فعاد إلى راجكوت لكسب عيشه المتواضع من كتابة العرائض والمذكرات للمتقاضين، لكنّه اضطر للتوقف عَندَمَا اصطدم بالضابط البريطاني سام صني في قضية تتعلق بشقيقه.

أقوال مهاتما غاندي

- السعادة هي عندما يكون ما تفكر فيه وما تقوله وما تفعله متناغمًا.

- القوة لا تأتي من القدرة الشخصية.. إنها تنبع من إرادة لا تقهر.

- توفر الأرض ما يكفي لتلبية احتياجات كل إنسان، ولكن ليس جشع كل إنسان.

- الضعيف لا يستطيع أن يسامح أبدًا.. فالتسامح صفة الأقوياء.

- يجب أن تكون أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم.

- يمكن الحكم على عظمة الأمة وتقدمها الأخلاقي من خلال الطريقة التي تعامل بها حيواناتها
ما الإنسان إلا نتاج أفكاره.. ما يعتقد أنه سيصبح.