إلى أين أنت ذاهب يا بايدن؟.. لماذا تتحدث الصحف عن العبودية في سجون أمريكا مع قرب الانتخابات؟

عربي ودولي

بايدن - أرشيفية
بايدن - أرشيفية

سنوات من العبودية في السجون الأمريكية، تخفق قضاياها تارة، وتظهر بواقع المشهد السياسي تارة أخرى، فإذا كان الأمريكان يؤيدون الرئيس المنتخب يمجدون ويعظمون ويباركون حكمه، أما إذا كانوا غير راضيين عنه يطيحون به إطاحة الثور الذي يحاول عدوه أن يصطاده، كبايدن مثلا.

عنصرية ممنهجة

وفي سياق متصل، مع قرب عقد الانتخابات الأمريكية لعام 2024، دعا خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى إجراء إصلاحات ضخمة في منظومة العدالة الجنائية الأمريكية للتصدى للعنصرية الممنهجة تجاه أصحاب البشرة السمراء، حسب سكاي نيوز عربية.

وقال خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إن السجينات من ذوي البشرة السمراء يبقين مكبلات بالاصفاد خلال المخاض، بينما تجبر النساء جبرا على العمل في أوضاع أشبه بمزارع الحقبة الاستعمارية، وأشاروا إلى أن الممارسات في السجون الأمريكية إهانة لكرامة الإنسان.

في حقيقة الأمر، ليس هناك أسوأ من تكون النساء الحبيبات مكبلات بالأصفاد أثناء المخاض، فنتج عنه مفارقة مواليدهن الحياة بسبب هذه القيود!

قضية طويت تظهر إلى النور

فمنذ اللحظة التي أعلن فيها بايدن إعادة ترشحه للرئاسة، وتتساقط عليه الاتهامات من كل صوب وحدب، بداية من ابنه هانتر لعنة العائلة إلى حديث الصحف بشكل غير مباشر عن عبودية السجون في أمريكا، فلماذا لا تظهر هذه القضايا منذ أن تولى هو؟. لماذا لا تتحدث الصحف عن هذه القضايا التي قُتلت بحثًا منذ أزمنة بعيدة؟. لماذا لا تظهر إلى النور إلا في هذا التوقيت بالذات.؟.

وقبل الإجابة على هذه الأسئلة، دعونا نُلقى نظرة عن مقال صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التي أظهرت بعض أشكال العبودية في الولايات المتحدة.

تاريخ العبودية في أمريكا

تقول الباحثة ماريا إيليوت الباحثة في تاريخ العبودية بالمشاركة مع الكتابة ياسمين هاغيز في إعداده، أنه بعد مرور أكثر من أربعمائة عام على إحضار الأفارقة المستعبدين إلى فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يزال معظم الأمريكيين لا يعرفون قصة العبودية كاملة.

بدأت قصة العبودية الأمريكية للعبيد الأفارقة كما يطلق عليهم الأمريكيون، في عام 1619 عندما كانت تحمل سفنية برتغالية شحنة من العبيد عبر المحيط الأطلسي، حيث كان هودؤلاء العبيد من أنجولا في جنوب غرب إفريقيا، حيت تحمل الرجال والنساء والأطفال عناء الرحلة المخيفة التي كانت مرتبطة بحياة الاستعباد في منطقة المكسيك.

ولكن كانت النتيجة لرحلة الاستعباد المرعبة وفاة ما يقرب من نصف الأسرى في الوقت الذي تم الاستيلاء فيه على السفينة بواسطة القراصنة الإنجليز، وبعد ذلك نُقل باقي الأفارقة الأحياء إلى بوينت كومفورت، وهو ميناء يقع بالقرب من جيمستاون عاصمة مستعمرة فرجينيا الإنجليزية.

واجبروا هؤلاء الأفارقة الناجون على العمل في جني المحاصيل وحقول التبغ التي أقيمت حديثًا، ولكن في الحقيقة أن العمل لاجباري هذا لم يكن غريبًا، فقد كان الأفارقة والأوروبيين يتاجرون بالسلع والناس على المتوسط لقرون عدة، لكن الاستعباد لم يكن قائما على العرق.

كما أن تجارة الرقيق على المحيط الأطلسي التي بدأت منذ القرن ال 15 أدخلت نظامًا من العبودية التي تم تسويقها وتمييزها ووراثتها، حيث أخضع ما يقرب من 12.5 مليون رجل وامرأة وطفل من أصل أفريقي لتجارة الرقيق عبى الأطلسي.

نضال وإضرار

ولكن بالرغم من ذلك، ناضل الأفارقة المستعبدون بشكل متواصل لنيل الحرية، وتمرودا وقادوا حملات للتخلص من نير العبودية.

أما بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، فأن إعادة إحياء هذه القضايا من جديد مع حلول الانتخابات الأمريكية قد يضر فعليًا بحملته الانتخابية، لا سيما وأن معظم الشعب الأمريكي لا يريدون أن يترشح بايدن مرة أخرى، وهذا باتفاق من كافة فئات المجتمع الأمريكي بداية من الاعلام الأمريكي الذي سيؤثر بشكل مباشر على هذه الانتخابات الشرسة، ولم يكن الرئيس دونالد ترامب بمنأة عن ذلك.