حوار خاص مع ريم حجاب صاحبة شخصية "فادية" في مسلسل "سفاح الجيزة"

ريم حجاب لـ الفجر الفني: "أحمد فهمي كان حريص على سلامتي أثناء مشهد قتل فادية.. ولم اتواصل مع أهل الضحية الحقيقية"

الفجر الفني

ريم حجاب
ريم حجاب

فنانة من الطراز الثقيل، نجحت في أن تسكن قلوب  الجماهير منذ أول ظهور لها بسبب حبها للتمثيل الذي ظهر في أدائها بشكل واضح وعلى الرغم من قلة ظهورها بسبب اتقانها ودقتها وحرصها في اختيار أعمالها  

إلا أنها لها بصمة واضحة في جميع الأعمال الذي شاركت بها فـ هي ماما لبنى في "لية لأ 2" وهمت في "ذات" وعفاف في "حكايات وبنعيشها" وزهرة في "ريش نعام" والصحفية رانيا شاهين في "عد تنازلي" 

 ومسك الختام الذي نال على استحسان الجمهور، هي فادية في "سفاح الجيزة" 

إنها الفنانة ريم حجاب الذي تميزت في مسلسلها الأخير «سفاح الجيزة» الذي لفتت انتباه واهتمام عدد كبير من المشاهدين، بسبب اختلاف أداءها السهل الممتنع المتمتع  بالتلقائية والاحترافية 

 ولذلك حرص الفجر الفني على التواصل معاها لـ الحديث عن كواليس مشهد قتلها الذي صدم العديد بالإضافة إلى رأيها في تناول أعمال العنف في الدراما المصرية مؤخرًا وإلى نص الحوار:


في البداية، ما الدوافع الذي جذبتك لـ الموافقة على دور فادية بـ سفاح الجيزة؟

السبب الحقيقي الذي دفعني للموافقة هو شعوري بـ إني سأشارك في عمل جيد لان القائمين عليه جميعًا معروفين بقدرتهم على تحقيق المتعة الفنية والجودة التقنية، بالإضافة إلى أن دور فادية بالنسبة لي كان مختلف عن الأدوار الذي تم ترشيحي لها مؤخرًا وكنت أفضل الخروج من ثبات الأدوار، وعلى الرغم أن الدور مساحته ليست كبيرة على الورق إنما مبذول به جهد واضح ومكتوب بطريقة توفر للممثل مساحة يستطيع من خلالها خلق شخصية ثلاثية الابعاد "من لحم ودم" لها تاريخ وحلم وفكرة ليس مجرد أداة فقط.


علقت مشاهد فادية في أذهان الجمهور وأثارت تعاطفهم بشكل كبير جدًا منذ اللحظة الأولى، هل توقعتي نجاحها لهذا الحد؟

أنا لا أستطيع توقع الأمور، لكن الفنان دائمًا في أي عمل يشارك به يحرص على السعي والإجتهاد والإخلاص في أداءه ثم يتمنى بعدها أن ينجح في التأثير   ويص صدقه في التعبير لـ قلوب الناس، فـ في النهاية أنا أرى أن النجاح هو توفيق من الله عز وجل وعبارة عن ظروف متجمعة في وقت واحد ومناسب ليس أكثر. 

 


ما بين ماما لبنى ووالدة مروة وفادية، ما هي الشخصية التي استهلكت منك جهد وشعرتي إنها قريبة لقلبك؟

كل شخصية أقدمها هي فرصة تعلم وإدراك، مهم بالنسبة لي أن أجد علاقة بيني وبين الشخصية التي أقدمها، علاقة بها تفهم وتعاطف تجعلني أدركها، وأعتقد إنني من الممكن أن أجد هذة العلاقة مع أي دور أو شخصية إن توفر مساحة لذلك في السيناريو.

 

من الواضح أن مشهد قتلك على يد أحمد فهمي كان صعب، حديثنا عن كواليس المشهد ؟

كان هناك استعدادات كبيرة جدًا ودقيقة جدًا من فريق العمل بالكامل حتى يتم بالصورة التي ظهرت بالمسلسل ويضمن أمان الممثلين، وفي الحقيقة وراء كل هذة الدقة  وكل اجزاء التنفيذ هو الماكيير الخاص بالمسلسل عمرو عبد الله فكان حريص على التواجد في كل المراحل الخاصة  بمشهد قتل فادية ولم يكتفي بذلك بل كان حريص أيضًا على مراعاة الحالة النفسية لـ الممثل أثناء المشهد وأثناء التحضير الذي سبق التصوير بوقت كبير 

وماذا عن المخرج هادي الباجوري ؟

 أما عن المخرج هادي الباجوري كان مهتم جدًا أن يكون المشهد يكون صادق ومدروس بشكل كافي ليكون أمان لـ الممثلين وفي الوقت ذاته يظهر بشكل واقعي وتكون الحركة به طبيعية ومنطقية. 

ومن ضمن أسباب خروج المشهد بشكل لائق أيضًا هو استعانة المخرج بمصمم المعارك اندرو ماكنزي الذي ساعدنا كثيرًا حتى لا نجد عائق في التنفيذ وحاولنا بقدر الإمكان أن تكون عناصر المشهد سلسة ودقيقة وتحقق المطلوب منها دراميًا وتقنيًا حتى وإن تمت الإعادة أكثر من مرة أما عن فريق العمل فكان متكاتف جدًا وموقع التصوير كان هادئ ومنضبط، والجميع هناك على قدر عالي من المهنية والتعاون فـ الفنان أحمد فهمي لم يغفل عن الاطمئنان عني عقب كل «كلاكيت» ويقول لي "إنتِ تمام"؟ وعلى الرغم أن المشهد كان به عنف تمثيلي واضح ومحسوب ولكن كان حريص على أن يتأكد بعد كل إعادة للمشهد أن التفاعل بيننا لم يكن مؤذي.


فادية شخصية قُتلت على يد سفاح الجيزة الحقيقي باختلاف التفاصيل، هل تواصلتي مع أقاربها لتجسدي 
الشخصية بواقعية؟

لا للأسف، أنا لم أحظى بهذة الفرصة.

هاجم أهل السفاح الحقيقي صناع المسلسل بحجة إن المسلسل لم ينقل الصورة كما هي، ما رأيك في ذلك؟

في الحقيقة أنا ليس لدي معلومات كافية عن هذا الأمر، ولكنني أشعر أن طبيعة أي عمل الفني أن ينتقى زوايا معينة  ويظهرها ويضعف ظهور زوايا آخرى، لإنها في النهاية وجهة نظر فنية وتقنيات درامية خاصة بالمهنة، وهذا أمر وارد في كل الفنون والدليل على ذلك رسومات بيكاسو بالتكعيبية مثلًا كانت من الممكن أن تختلف قليلًا عن الشكل الأصلي للشخص المرسوم لإنها مرسومة بطريقة معينة ولكنها في النهاية هي هي من وجهه نظر بيكاسو فكل شخص ووجه نظره وتحديدًا في الفن. 

 

في رأيك، هل تناول نماذج مثل سفاح الجيزة في أعمال درامية يشكل وعي أم يشكل خطر ودوافع للعنف؟  

في البداية أنا لست متخصصه اجتماعية أو نفسية حتى استطيع الحديث والغوض في ذلك الأمر بشكل مدروس، ولكني اعتقد أن معرفة الشخص بقصص واقعية وحقيقة تستطيع أن تزيد وعيه ومعرفته بجوانب خفيه عنه وتشكل وعي ما له، وأعتقد أيضًا أن مادامت النفوس أساسها سليم تستطيع أن تحمي نفسها وتكتشف مشاكلها بسهولة وتناقشها قبل أن تنمو مشاكلها أكثر، ويجب أن يهتم المجتمع بالتوازن النفسي للفرد وإعلاء قيمة الضمير وتطوير مفهوم التعاطف واحترام الذات والآخر حتى لا يحدث خلل.