القصة الكاملة لـ " صبرا ".. أول شخصية خارقة تمثل الإحتلال الإسرائيلي في عالم Marvel

الفجر الفني

خلال مؤتمر ديزني الحاشد للمعجبين D23، تم الإعلان رسميا عن ضم أول بطلة خارقة تكون ممثلة للكيان الصهيوني ودولة الاحتلال الإسرائيلي في عالم مارفل السينمائي.

هذا الاختيار جاء ضمن الإعلان عن فريق عمل الممثلين المقرر ظهورهم كأبطال للجزء الرابع من سلسلة أفلام "كابتن أمريكا"، هذا الجزء الذي سيكون أول عمل سينمائي يقدم به الممثل أسمر البشرة "أنتوني ماكي" شخصية "كابتن أمريكا"، خلفا لـ "كريس إيفانس".

وخلال هذا المؤتمر الحاشد الذي أقيم خلال عام 2022 الماضي، أعلن "كيفين فايجي" الرئيس التنفيذي استديوهات مارفل، عن أن فيلم "كابتن أمريكا 4"، سيشهد ظهور شخصية بطلة خارقة ممثلة للكيان الصهيوني، وتدعى "صبرا" أو  SABRA، ليغلق كيفين فايجي الباب أمام نجاح فيلم "كابتن أمريكا 4" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قبل طرحه للعرض بعامين وفق تقديرات الناقدين لهذا القرار.

شخصية "صبرا"

وصبرا، هي شخصية خيالية كان ظهورها في عالم القصص المصورة الخاص بمارفل، في سنة 1980، بعدد محدود من القصص المصورة، والشخصية عبارة عن ضابطة إسرائيلية تحولت للعمل بجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد".

وكانت القصة المصورة الأولى التي يتم تقديم هذه الشخصية من خلالها للقراء، هي قصة Incredible Hulk # 250، وكانت "صبرا" من ابتكار رسام قصص مارفل Sal Buscema "سال بوسيما "، وكتب حوارها في القصة المؤلف ل "مارفل" Bill Mantlo "بيل مانتلو ".

الشخصية ترتدي زي أسود وأبيض في بعض الأعداد التي طرحت من قصص مارفل المصورة، وفي الأعداد الكلاسيكية، ترتدي زيا مستوحى بشكل كبير من علم الكيان المحتل.

هذا الزي يحمل من الإمام نجمة داوود التي تتوسط علم الكيان الصهيوني، وخلال مؤتمر D23، تم الإعلان عن اختيار الممثلة المنتمية لدولة الاحتلال، الإسرائيلية "شيرا هاس" لتجسد هذه الشخصية ضمن أحداث فيلم "كابتن أمريكا 4".

شيرا هاس

وتقديم هذه الشخصية في هذا التوقيت الذي تدعي به ستديوهات مارفل أنها تسعى لتحقيق التنوع وتمثيل جميع الخلفيات في أعمالها، يتنافى مع اهمال هذه الشخصية في السابق، كونها في الأصل من شخصيات المتحولين X- MEN ضمن سرد قصص مارفل المصورة.

فلم يسبق أن تم ذكرها في عالم أفلام X- MEN الذي كان من بطولة فنانين كبار منهم "هيو جاكمان" و"هالي بيري"، لذا اعتبرت مصادر ومنها موقع "ميدل ايست مونيتور"، أن ظهور هذه الشخصية، ما هو إلا امتداد لممارسات صناع السينما في هوليوود لتحسين صورة الكيان الإسرائيلي المحتل، وهو نهج مارسه عدد من صناع السينما في هوليوود على مدار عقود.

كابتن أمريكا 4

والجزء الرابع الذي تظهر به شخصية "صبرا" من سلسلة أفلام "كابتن أمريكا"، يطرح لصالات العرض بعنوان Captain America: Brave New World، "كابتن أمريكا: عالم شجاع جديد".

أنتوني ماكي

الفيلم يضم هاريسون فورد في دور البطولة مجسدا شخصية اللواء "روس"، ويجسد من خلاله شخصية "هالك الأحمر"، إلى جانب أنتوني ماكي الذي يستكمل مسيرته في تجسيد "كابتن أمريكا"، وسيث رولينز، وداني راميريز ".

يطرح الفيلم للعرض بتاريخ 26 يوليو من عام 2024 المقبل، وهو من اخراج يوليوس أوناه.

ردود الفعل

وبعد الإعلان عن طاقم التمثيل وتفاصيل الفيلم، مع تقديم شخصية" صبرا "ضمن الأحداث، كانت هناك العديد من ردود الفعل الناقدة لهذا الاختيار المثير للجدل، مع اعتبار المعارضين لهذه خطوة، أنها تأتي ضمن نهج اتبعته هوليوود لعقود طويلة في تلميع صورة الكيان الصهيوني، مستغلة القوة الناعمة لأفلام هوليوود.

كان جانب كبير من الانتقادات يشير لاختيار الشخصية بكونه تحسينا لصورة دولة الاحتلال، مع الاشارة لكون اختيار اسم الشخصية "صبرا"، يعيد للأذهان ذكرى أليمة تظل دليلا راسخا على جرائم الاحتلال، وهي مذبحة ميخمي صبرا وشاتيلا التي شارك بها عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي في 16 سبتمبر عام 1982.

هذه المذبحة التي استمرت لمدة 3 أيام، كانت على يد مجموعات لبنانية متمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي.

وعدد القتلى في المذبحة لم يتمكن مصدر من تحديده بشكل دقيق، ولكن مصادر أممية افادت بأن عدد الضحايا كان يتراوح بين 750 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيون أيضا.

في ذلك الوقت كان المخيم مطوقا بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورفائيل إيتان.

ونقلت مصادر منها موقع "هارتز" الإسرائيلي، تغريدات، هاجمت اختيار مارفل لضم هذه الشخصية للفيلم، كان من ضمن التغريدات، تغريدة لمستخدم على تويتر هو @ MatthewJohn666، الذي كتب في تغريدته قائلا، "البطلة الإسرائيلية الخارقة الجديدة من مارفل" صبرا "، تتمتع بالعديد من القوى الخارقة، بما في ذلك هدم منازل الفلسطينيين بعقلها واغتيال الأطفال الفلسطينيين بأعينها الشعاعية بالليزر".

ومصادر أخرى منها موقع arabnews، تغريدة لمستخدمة تويتر @ yumna_patel، قالت بها "من الواضح أن صبرا، مصطلح يستخدم للإشارة إلى اليهود المولودين في فلسطين التاريخية، وهو أيضا اسم الحي في بيروت حيث أشرفت القوات الإسرائيلية على مذبحة الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982".

على الجانب الآخر، كان هناك رد من جانب ستديوهات "مارفل" على ما أثير من انتقادات ضد تقديم الشخصية.

وقالت "مارفل" في بيان رسمي نشرته "نيويورك تايمز":

"في حين أن شخصياتنا وقصصنا مستوحاة من القصص المصورة، إلا أنها دائما ما يتم تخيلها بشكل حديث ليتم تقديمها على الشاشة بما يتناسب مع جمهور اليوم".

وأضافت "مارفل" في البيان، "أن صانعي فيلم" كابتن أمريكا 4 "سيجرون تحديثا على هوية شخصية" صبرا "بمقاربة جديدة مع الشخصية صبرا التي تم تقديمها لأول مرة في القصص منذ أكثر من 40 عاما."

نهج هوليوود في تحسين صورة الاحتلال

وعلى هامش القصة، سلط موقع "ميدل ايست موينتور" الضوء، على التاريخ الحافل بأعمال هوليوود التي تم انتاجها بهدف واضح ومحدد وهو تحسين صورة الكيان الإسرائيلي المحتل.

وقال الموقع أنه رد على ضم شخصية "صبرا" لفيلم "كابتن أمريكا 4"، سلط الكثيرون الضوء على التحيز المتأصل في هوليوود لصالح الكيان الصهيوني المحتل.

وذلك بدء من فيلم Exodus الذي طرح في عام 1960 من اخراج "أوتو بريمنغر"، وبمشاركة "بول نيومان" كممثل رئيسي بدور البطولة.

Exodus الذي طرح في عام 1960 

هذا الفيلم قدم تبرير تاريخي زائف لاستعمار الكيان الصهيوني لفلسطين، ومنذ ذلك الحين، شهد الكيان المحتل مزيدا من الاحتفاء به في اعمال هوليوود، مع إدراجه في سياق إيجابي دائما من قبل هوليوود.

هناك أيضا، فيلم فيلم "ميونيخ" للمخرج ستيفن سبيلبرغ 2005، الذي قدم سياق ثقافي الغزو الأمريكي للعراق كجزء مما يسمى "الحرب على الإرهاب" في واشنطن، وتقول "ميدل إيست مونيتور" إن قصة فيلم "ميونيخ" كانت رواية انتقائية "تاريخية" للخيارات الصعبة المفترضة التي كان على إسرائيل، ممثلة في الموساد، القيام بها لخوض "حربها على الإرهاب" إلى جانب الولايات المتحدة.

وبخلاف صناعة الأعمال السينمائي، فإن اقحام الفنانين الإسرائيليين في المشاريع الضخمة، اصبح نهجا متبعا بقوة خلال العقدين الماضيين، حين بدأ بتقديم الجندية الاسرائيلية السابقة "جال جادوت" في أدوار مهمة ضمن عالم dc للأبطال الخارقين، وتجسيدها لشخصية "ووندر وومان" التي فشلت على صعيد شباك التذاكر بالنسبة لآخر جزء طرح لها من هذا الفيلم.

ثم العمل على تجسيد "جال جادوت" لشخصية الملكة المصرية التاريخية "كليوبترا" في عمل سينمائي جديد يطرح في المستقبل، مع استمرار منهجية تقديم مساحة من الأدوار الرئيسية للفنانين الأسرائيليين في الاعمال العالمية بتقديم "شيرا هاس" في دور "صبرا".