خطوة جديدة للسلام..

هل تنجح المبادرة الأفريقية في الوصول إلى حل الأزمة الروسية الأوكرانية؟

تقارير وحوارات

المبادرة الافريقية
المبادرة الافريقية

بعد دعوة مصر والدول الأفريقية إلى مبادرة السلام بين روسيا وأوكرانيا، من أجل إنهاء الصراع بين الدولتين، بدأ وفدا من قادة دول القارة السمراء إلى كييف للقاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي، يليه لقاء السبت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبرغ.

المبادرة الإفريقية

هي مبادرة اتخذتها القارة السمراء لتسوية مبدئية للصراع الحالي بين موسكو وكييف، ويقود المبادرة رؤساء 6 دول إفريقية هي مصر وجنوب إفريقيا وجزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي والسنغال وزامبيا وأوغندا.

وصرح  فينسنت ماغوينيا، المتحدث باسم رئاسة جنوب إفريقيا، أن المبادرة تضمن محورين أساسيين أولا، وقف القتال وثانيا، وضع إطار عمل لسلام دائم، وقد جاء الإعلان عن المبادرة فى 16 مايو، وبقيادة الرئيس السنغالي ماكي سال، رئيس الاتحاد الأفريقي العام الماضي، وتم الإعلان حينها أنه من المتوقع ذهاب بعثة السلام إلى موسكو وكييف في مطلع يونيو.

أهمية المبادرة الأفريقية 

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تلك المبادرة الإفريقية هي مبادرة جيدة وجاءت في وقت مناسب بسبب الأزمات التي أثرت على العالم بسبب تلك الأزمة.

وأضاف الدكتور طارق فهمي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تلك المبادرة جاءت في وقت مهم وذلك بعدما توقفت الوساطات الدولية ماعدا الوساطة الصينية.

وأشار  أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلي أن الدول الأفريقية تمتلك علاقات جيدة مع روسيا هذا سوف تساعد في توطيد وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا وهذا يعني وقف إطلاق النار، بالإضافة إلي التعاون التي من الممكن أن يحدث بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة من أجل تقارب وجهات النظر بين الدولتين.

سيناريوهات المبادرة الأفريقية 

أوضح الباحث إبراهيم فتوح، الخبير في الشؤون السياسية، لقد شهدت الفترة الماضية  ظهور العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحقيق السلام بين جانبي الصراع، موسكو وكييف ولكن المبادرة الأفريقية التي تسعى لها القارة  السمراء من أجل إيجاد حلول مبدئية للصراع الحالي بين موسكو وكييف تختلف عن كل ما سبقها من مبادرات حيث أن هذه المبادرة شهدت موافقة الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على اتفاق بشأن استقبال بعثة وقادة دول إفريقية في موسكو وكييف. 

وتابع: “كما أن المجتمع الدولي ينظر إلى هذه المبادرة أنها تهدف إلى سلام فعلي على عكس نظرتهم للمبادرة الصينية  بأنها مبنية على انحيازات لطرف دون الآخر،لذلك المبادرة الأفريقية  تمثل خطوة إيجابية في اتجاه تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وقد تساهم في تخفيف التوترات وتشجيع الحوار والتفاوض بين الأطراف المعنية”.

وواصل: “يتزعم هذه المبادرة رؤساء 6 دول إفريقية وهي: مصر وجنوب إفريقيا وجزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي والسنغال وزامبيا وأوغندا. الغرض الأساسي من هذه المبادرة هو الجلوس للتفاوض”.

وأضاف الباحث إبراهيم فتوح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن في الوقت الراهن، تُعَدّ الدول الأفريقية من بين الدول التي يواجه سكانها أكبر قدرٍ من المعاناة بسبب الحروب والنزاعات التي تعصف بها، وبالتالي، فإن الاهتمام الرئيسي لهذه الدول يتمثل في وقف العنف والحروب، والجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض، وذلك لتلاشي الأزمة الاقتصادية التي تلوح في الأفق نتيجة لطول فترة النزاع.

وتابع: “من أجل تحقيق ذلك، يتعين على الدول الإفريقية وشركائها الدوليين العمل بشكل مشترك لوضع حدٍ للنزاعات والعنف، والعمل على تعزيز الحوار والتفاوض لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ويتعين أيضًا عليهم تعزيز الاستثمار والتنمية الاقتصادية لتحسين الحياة والظروف المعيشية للمواطنين في هذه الدول”.

وأشار فتوح، إلى أن كانت ستحقق المبادرة الإفريقية نجاحًا في إيجاد حلول للصراع بين موسكو وكييف، فهذا يعتمد على العديد من العوامل المختلفة والمعقدة، والتي يمكن أن تؤثر على نتائج المفاوضات، ومع ذلك، فإن المبادرة تمثل خطوة إيجابية في اتجاه تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وقد تساهم في تخفيف التوترات وتشجيع الحوار والتفاوض بين الأطراف المعنية. لذلك، يمكن القول إن المبادرة لها فرصة لتحقيق بعض النجاح في إيجاد حلول للصراع، ولكن الوقت والجهود اللازمة لتحقيق ذلك لا يمكن تقديرهما حتى وقتنا الحالي.

تابع فتوح الحديث،  كلا الجانبين الروسي والأوكراني  يحاول كسب القارة السمراء في صفوفه لذلك من المتوقع  أن يقدم الجانب الروسي بعض التنازلات من أجل كسب القادة الأفارقة في صفوفه كما أن الرئيس الأوكراني من المتوقع أن يفعل ذلك أيضا وهذه ستعد نقطة إيجابية لبدء المفاوضات بين الأطراف للوصول إلى سلام بين موسكو وكييف.

وأن هناك سيناريو آخر وهو شعور أطراف الصراع مع بدء المفاوضات  أن القادة الأفارقة غير قادرين على تقديم أي شيء يساعد في حل هذا الصراع. مما سيمنعهم من أن يكونوا وسطاء  بشكل فعال في حل هذا الصراع  نظرًا لضعف وزنهم السياسي وعدم تأثيرهم الضعيف في حدث مثل هذا.

أكد الخبير في الشؤون السياسية،  أنه من المتوقع أن تلك المبادرة لن تصل إلى السلام بين موسكو وكييف ولكن على الأقل ستساعد في الرجوع إلى طاولة التفاوض مرة أخرى.

فشل المبادرة الإفريقية


أستكمل بهاء محمود الباحث في العلاقات الدولية، أن تلك المبادرة الافريقية لا يعترف بها لأن الصراع بعيد عن إفريقيا والصراع قوى دولية ولكن هو في الحقيقة صراع  بين واشنطن وحلفائه وروسيا وحلفائها والهدف من تلك الحرب هو القضاء على روسيا على أرض أوكرانيا.

وأضاف بهاء محمود في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن المبادرة الأفريقية تحمل أكثر إلى الكلام الروسي، وأن أوكرانيا لن توافق على تلك المبادرة في النهاية.

وأختتم الباحث في العلاقات الدولية، أن تصريحات أوكرانيا التي تصرح بها من أجل إتمام عملية السلام مستحيلة أن توافق عليها روسيا بالإضافة أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وحلفائه لا يريدون إتمام عملية السلام مع روسيا.