د.حماد عبدالله يكتب: مناسبات " المـأتم " !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

تلك المناسبات الأليمة – وهي فقد عزيز أو صديق أو قريب، وبروتوكولات المـأتم – حيث الجنازات وعادة ما تقام في المساجد التي تقترب من موقع الحدث – أو تلك البيوتات التي تقترن بالقربى لسيدنا محمد رسول الله "صلى الله عليه وسلم " – وذلك الإجراء يتنوع بين المسلمين والطوائف والمعتقدات ولكن كلها – تتجه إلى 
" القبر " حيث المدافن وطقوسها المعروفة 
أما ليلة إستقبال العزاء فهنا تأتي المشكلة في بعض الأحيان – وما أكثرها للأسف !! هناك شخصيات أو عائلات – تحتاج إلى ميدان أكبر من ميدان التحرير – لإستقبال عزاء في فقيدها، وتعددت الطرق – فمن سرادقات في الشوارع أو في دور مناسبات تابعة للمساجد وأشهرهم على الإطلاق – مسجد عمر مكرم، حيث قيل على لسان أحد أدبائنا – من لا يظهر اسمه في (صفحة الوفيات) بالأهرام – أو يعزي فيه في عمر مكرم – فهناك شك بأنه قد (مات) !!
ولعل بجانب شهرة عمر مكرم – هناك الحامدية الشاذلية، وعمر بن عبد العزيز بمصر الجديدة وتلك الدور الملحقة بالشرطة في الدراسة أو أل رشدان بمدينة نصر، أو ذلك المسجد الضخم للقوات المسلحة والملحق به دار للمناسبات بالنزهة، والذي تم فيه مناسبة عزاء المرحومة حرم السيد رئيس الوزارء !
وهناك دور كثيرة في الأحياء، ولكنها في حقيقة الأمر غير مدروسة الموقع ولم يراعي في إنشائها حركة المرور – أو أماكن لوقوف السيارات – للقادمين للعزاء – وعادة ما تتوقف شرايين المرور في وسط البلد – حينما يكون عمر مكرم – مقامًا لعزاء لإحدى الأسر أو الشخصيات الهامة حين فقدها حبيبًا أو صديقًا ،
ولعل في عمود سابق لي – قلت بأن في عمر مكرم على سبيل المثال هو نادى إجتماعى – حيث يمكننا التقابل كمصريون من جميع المشارب والإتجاهات ومن شتى المناهج السياسية والإقتصادية أو الفنية، دون كارت دعوة، فالعزاء للجميع، وحينما يكون الفقيد أو أحد من أهله شخصية عامة – فإن المجاملات – تفتح المجال للقراءة وللتأمل أيضًا للعلاقات المتشابكة بين أهل المحروسة فمن صفحة الوفيات في الأهرام – يمكننا أن نكتشف العلاقات الأسرية الشديدة التعقيد والتركيب دون أن يتضح لنا ذلك في الحياة اليومية للشخصية المفقودة أو الراحلة 
وهنا أرى بأن هناك فكرة يجب أن يذهب إليها هواة المشروعات الإستثمارية ذات الطابع الخاص – كأن ينشئ في مجتمع قريب من الطريق الدائري في القاهرة الجديدة أو الهرم أو أكتوبر أو المرج أو طريق الإسماعيلية مجمع قاعات للمناسبات – بكل درجاته الطبقية، فهناك مأتم بالكراسي الجلد، ومأتم بكراسي قطيفة مغطاة بالقماش الأبيض، وكثير من أنواع الكراسي – حسب وطبقًا للمتوفي وقدرات الورثة وتقديرهم له، وبالتالي إنشاء مجمع للمأتم – وإلغاء تلك الدور في وسط البلد – وسوف يكون لها عائد إقتصادي محترم كما أنها تخلصنا من تصلب شرايين وسط المدينة !!
  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد