د.حماد عبدالله يكتب: السياسة والتواصل !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



لا يمكن أن يحصن سياسي نفسه بسلطان وسلطات وينجح في مهامه أو يستمر في منصبه، فالسياسي مهما كانت قوته، وما يتحصن به من دروع ولوائح وقوانين وحصانة !!فالحصن الوحيد للسياسي هو شعبيته، وحب الناس، وتواصلهم معه، والناس في بلادنا لا يغيب عن أذهانهم المسئولين السياسين الذين يتولون شئونهم في مجالس محلية أو شعبية أو حتى في المسئولية التنفيذية بداية من رئيس حي إلى محافظ إقليم إلى وزير في الحكومة – وهذا يتضح من تمسك الناس بأحد السياسيين أو التنفيذيين ولنا سابقة في ذلك على مستوى المحافظات – فلن ينسى شعب البحيرة المحافظ المرحوم وجيه أباظة – رغم أن ولايته للمحافظة كانت في بداية الستينيات من القرن الماضي إلا أنه حتى اليوم – يهتم شعب البحيرة بأن ينقلوا لأبنائهم وأحفادهم أفضال هذا الرجل على المحافظة – وما قام به من أجل تنمية بلده – من كل مناحي الحياة حتى الثقافة – وتكوين فرقة البحيرة للفنون الشعبية التي كانت نواة للفنون الشعبية الوطنية !! ومازالت تحمل اسمه وتحفظ فضله !!لم يبخل شعب مصر على المسئولين السياسيين أو التنفيذيين الذين تواصلوا معهم – حتى فيما قبل الثورة، وإلغاء الأحزاب – وحتى اليوم فإن تبادل الإنتماء من الشعب للمسئول، والعكس صحيح – حيث السياسي حينما يقترب من مشاكل الناس – يصبح هو ملجأهم، وهو ملاذهم – وهم كذلك لا يخذلونه أبدًا أمام احتياجه للأصوات في صناديق الإنتخابات أو في الترشيح لأي مسئولية تخضع للإختيار المباشر من الشعب !! دون اللجوء إلى أية " رشاوي " إنتخابية !!
ولعل غياب السياسيين عن ساحة العمل السياسي وعن ساحات العمل الوطني – هي نقطة ضعف كثير من الأحزاب السياسية القائمة في بلادنا -  فلا يمكن أبدًا أن نفهم      بأن الوطن ينشط فيه حزب واحد – ( شكلًا ) ومضمونًا يوجد أكثر من مائة حزب سياسى أخر لا أحد يعلم عنهم شىء.. حتي تلك الأحزاب الوارثة لأسماء حزبية كبيرة مثل ( الوفد، التجمع ) غير مؤثرين في المجتمع – لايوجد اتصال أو تواصل مع الشعب 
وهذا ما حدث من قبل 2011 حينما كان الحزب الوطنى (السابق) هو من يحتل كل مقاليد الأمور فى الدولة، وربما هذا جاء نتيجة ترأس (رئيس الجمهورية) لهذا الحزب منذ أن دعى إلى عودته للحياة السياسية الراحل الرئيس( السادات)، ومذ ذلك الحين أصبح هو حزب رئيس الجمهورية، فكان حزب بلا شعبية حقيقية، مما ساعد 
على ظهور جماعات لها تواصل مع عامة الشعب بأساليب رخيصة (زيت، سكر، صابون) !!
وإستطاعت تلك الجماعة أن تسطو على السلطة بعد أن شاخ النظام الأسبق فى موقعه.
لذا وجب التنبيه والإهتمام بضرورة وجود أحزاب سياسية (حقيقية) تتشكل بشكل هرمى من أسفل إلى أعلى وليس العكس.

إن النشاط السياسي الحزبي في مصر – يحتاج إلى إعادة تقييم ويحتاج إلى ترسيخ روح الإتصال والمواصلة وإعداد البنية الأساسية لتلك الأحزاب حتى تنشط شعبيًا – فمما لا شك فيه بأن تعدد الأنشطة السياسية الحزبية سوف يكون لها أثر بالغ الأهمية على الديمقراطية في مصر...ولنا في مقال أخر رأي في تجمعات لها من التواصل والترابط ما يمكن أن يلعب دورًا خطيرًا في مستقبل الأمة !!