بعد إغلاق المدارس وتعطيل شبكات السكك الحديد.. بريطانيا تدخل نفق مظلم

عربي ودولي

بريطانيا - أرشيفية
بريطانيا - أرشيفية

يعاني الاقتصاد البريطاني من ركود شديد وسط أجواء من الإحباط وأزمة طاقة خانقة، بعد ثلاث سنوات من هجران أوروبا، حيث تستعد المملكة المتحدة لمواجهة أكبر هبوط في مستويات المعيشة، وارتفعت أسعار الطاقة والمواد الغذائية بشكل كبير جاء على إثر الحرب في أوكرانيا إلى جانب جائحة كورونا التي تمارس ضغطًا شديدًا على ميزانيات العائلات.

أزمة اقتصادية

وفي سياق متصل، تأهبت المملكة المتحدة، اليوم الأربعاء، ليوم جديد من إضرابات هي الأوسع نطاقًا منذ عدة عقود، حيث تتوالى الأزمات الاقتصادية التي يغذيها التضخم، في تحرك يصيب قطاعات التعليم المدرسي والجامعي وعمال السكك الحديد، ومن المرتقب أن يشارك نحو نصف مليون شخص في بريطانيا ف الإضراب، عشية مرور مئة يوم على تشكيل حكومة ريشي سوناك المحافظة، حسب يورو نيو الفرنسية.

وحذر مؤتمر اتحاد العمال من أنه سيكون" أكبر يوم إضراب منذ عام 2011، وسوف يؤثر هذا الإضراب على المواصلات والمدارس بل الاقتصاد بأكله، وستلحق الأضرار كافة المواطنين البريطانين حتى غير المضربين منهم، واشارات التقارير إلى أن محطة فارينغتون للقطارات التي تقع وسط لندن،  سيباشر الناس فيها عملهم من المنزل لتجنب مواجهة الصعوبات.

ريشي سوناك والعصا السحرية

وعلى الصعيد نفسه، قال رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك، يوم الأثنين المنصرم، عقب زيارة للعاملين في قطاع الصحة، والذين يخططون لمواصلة إضرابهم في الأيام القادمة، إنه لا يريد إلا أن يكون لديه عصا سحرية لدفع الأجور للجميع بل وأكثر، مشيرًا إلى أن رفع الأجو سوف يساهم بشكل كبي في التضخم وتراجع المالية العامة، التي تواجهه صعوبات حادة منذ بداية جائحة كورورنا.

وفي سياق الإضرابات التي خطط لها الاتحاد الوطني للتعليم، سوف تتأثر نحو 23 ألف مدرسة اليوم، الأربعاء، الذي يكون اليوم الأول من اصل سبعة أيام، وذكر ممثلو المعلمين أنه من المناسب الا يكشف الأساتذة عن نواياهم في وقت مبكر لمدراء المؤسسات، وأوضح  ماري بوستيد وكيفن كورتني الأمينان العامان للاتحاد الوطني للتعليم، أن الحكومة ترفض مناقشة أسباب الإضراب.

وشددوا على أن عدم زيادة الرواتب سنتج عنه تخلي العديد من الموظفين عن وظائفهم مما سيضر بتعليم الأطفال كل يوم، ويطالب منفذو الإضرابات في كافة القطاعات برفع الأجور حتى تتماشي مع زيادة التضخم الذي بلغ 10.5% مما من شأنه أن يأخذ ملايين البريطانيين إلى الفقر.

بريطانيا تعانى من الركود

وستعاني المملكة المتحدة صاحبة الاقتصاد الكبير من الركود مع انكماش بنسبة تصل إلى 0.6% من إجمالي الناتج المحلي، حسب التوقعات الأخيرة لصندوق النقد الدولي.

وتستمر الحركات الاحتجاجية للمضربين معارضين ظروف العمل ونظام التقاعد ومحاولات الحكومة للحد من الإضراب، ومن المرتقب أن يتم تنظيم حركة احتجاجية جديدة في قطاع السكك الحديد، اعتبارًا من يوم الجمعة القادم، حيث صوت عناصر الإطفاء لصالح الإضراب لأول مرة منذ عشرون عام


من البريكست إلى الندم
 

ومن ناحية أخرى،  كشفت مؤسسات دولية حكومية بريطانية، أن اقتصاد بريطانيا أضحى الأسوأ بين دول مجموعة العشرين باستثناء روسيا، وجاء ذلك في الكرى الثالثة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعرف بـ "بريكست"، وذلك وفقًا لما ذكرته يورو نيوز.
وأوضحت تلك المؤسسات أن التراجع الشديد الذي أصبح شوكة في جنب بريطانيا لم يكن بسبب الحرب الروسية الأوكرانية أو حتى جائحة كورونا فقط، وإنما في المقام الأول خسائر بريطانيا نتيجة "بريكست"، وكان ذلك أكبر خسائره.