بعد إخلاء سبيله.. أول حوار مع سائق اللودر المتهم بدهس طفل في بولاق الدكرور: متغطي ببطانية مشوفتوش (فيديو وصور)

حوادث

المحررة مع السائق
المحررة مع السائق المتهم بدهس طفل

"الطفل كان نايم جوه بطانية وعليها زباله ماشوفتوش ومقصدتش قتله ورحت سلمت نفسي"..لحظات أليمة شعر بها سائق اللودر "عبد المنعم علي حماد" 56 عامًا، إثر دهسه لطفل ويدعى "ي.أ" 11 عامًا، كعادته خرج السائق لعمله في يوم الجمعة الماضي من أجل تلبيه مستلزمات منزله كعمله على لودر تابع لحي بولاق الدكرور

دخل السائق باللودر الخاص به لإزاله مخلفات قمامة وتراب، وأثناء عودته باللودر للخلف تفاجئ بوجود بطانية فوقها قمامة كثيرة، اعتقد في بادئ الأمر أنها قمامة، ولكن بعد عودته للحي وجلوسه وسط زملاؤه، بنحو نصف ساعة، تفاجئ بصراخ عالي من سيدة وتقول،"ابني مات..ابني مات..أنا سبته ورحت أجيب فطار ورجعت لقيته ميت"، على الفور أسرع العاملين ومعهم السائق "عبد المنعم"، ليعلم أن البطانية التي مر عليها وفوقها قمامة كان بداخلها الطفل، ودهسه دون أن يدري

شعر "عبد المنعم" بالضيق، لأنه تسبب في موت طفل، وذهب ليسلم نفسه، ويبلغ عن الجريمة، حتى يرتاح ضميره، وبعد إدلاء أقواله، وجهت النيابة له تهمة القتل الخطأ، وأخلى سبيله بضمان وظيفته 

انتقلت محررة "الفجر" للتحدث مع سائق اللودر بعد إخلاء سبيله في اتهامه بدهس طفل يبلغ من العمر 16 عامًا ببولاق الدكرور

السائق المتهم: ماقصدش أدهسه وشغال على اللودر من زمان

بدموع حزينة والحزن يحتسر قلبه، "ماقصدش ادهسه وماشوفتوش"..يقول "عبد المنعم علي حماد" 56 عامًا سائق لوردر تابع لحي بولاق الدكرور، أنه يعمل كسائق منذ سنوات أكثر من 30 عامًا

 

كنت رايح أشيل حموله من الطوب

كعادته خرج "عبد المنعم" في يوم اجازته الجمعة الماضي، ليرزق من عمله حتى يُحسن من دخله من أجل تلبية مستلزمات المنزل وأسرته، وصل لعمله في حدود الساعة الثامنة صباحًا، وأخذ (اللودر) وذهب به لبدء عمله، قائلًا،"يومها الشغل طلبوا مني أجيب حموله من البونديرات والطوب، ورحت للشارع الخلفي ودخلت الشارع وكان فيه مجموعة قمامة بالاضافة إلى مخلفات من التراب"

السائق المتهم بعد إخلاء سبيله

السائق: كان فيه بطانية  وعليها زبالة كتير

"رفعت الشوكة الجزء الأمامي من اللودر وشيلت شوية تراب"..يواصل السائق المتهم كواليس الواقعة في حديثه إلى "الفجر"، "فجأة رفعت الشوكة وبشيل تراب، جيت ارجع باللودر لورا، كان فيه بطانية وعليها زبالة كتير، ورجعت عادي، وانتهيت من النقله"، مشيرًا إلى حينها بعد ماانتهيت من العمل، رجعت جلست مع زملائي، ولم يحدث شئ

سيدة تصرخ وتقول إبني مات

"صراخ لسيدة خارج الحي"..بستطرد السائق كلامه، فجأة خرجت أنا وزملائي من الحي، وكان الصوت صادر من الشارع الخلفي، وجدنا سيدة تصرخ وتبكي قائلة،"ابني مات..ابني مات..ازاي دا حصل..أنا سبته ورحت أجيب فطار..رجعت لقيته ميت"

البطانية كان جواها طفل وعليها زبالة عرفت لما الأم صرخت

كانت صدمة كبيرة للسائق، حينها علم أنه هو الذي دخل هذا الشارع باللودر لنقل حموله، والبطانية التي كانت ملقاه في منتصف الطريق، كان الطفل بداخلها ومغطى بها، تلك البطانية التي شاهدها السائق أثناء رجوع اللودر للخلف، يوضح السائق،"البطانية فعلا شوفتها ومكنتش اعرف أن بداخلها طفل، لأن كان عليها زبالة، أنا عرفت البطانية جواها طفل لما والدته صرخت"، مشيرًا إلى هناك مخلفات قمامة كثيرة فوق البطانية، فهذا الذي جعلني لا أعلم أن هناك طفل

اعترافات السائق بارتكابه للواقعة

أول ماشوفت الأم بتصرخ، وعلم السائق "عبد المنعم" أنه السبب في الواقعة، ترك زملاؤه في العمل، وذهب مسرعًا لقسم الشرطة لتسليم نفسه أنه مرتكب الواقعة، ليجد رئيس المباحث يقول له،"محدش بلغ بالواقعة" ليرد، "الواقعة حصلت من شوية، وأنا كنت بسوق اللودر بشيل تراب وزبالة، واتفاجئت بعد نصف ساعة، بسيدة تصرخ على نجلها بأنه مات، لاعلم أنني السبب أثناء دخولي الشارع، كان هناك بطانية في منتصف الطريق وأثناء رجوعي باللودر للخلف تفاجئت بالبطانية، ولا أعلم أن بداخلها طفل وقمت بدهسه دون أن اشاهده، فأنا جيت أسلم نفسي"
 

قتل  خطأ وإخلاء سبيل

وعقب يومين وبعد انتهاء التحقيقات، قررت جهات النيابة، بإخلاء سبيله بضمان عمله، حيث وجهت له النيابة تهمة القتل الخطأ

سلمت نفسي عشان ضميري أمه متعرفش أني السبب

وعبر السائق عن شعوره منذ قرار إخلاء سبيله، "أنا سلمت نفسي، لأن مقدرتش اواجه والدته حينها كانت تصرخ على ابنها ومكنتش تعرف اني السبب في وفاته، رحت سلمت نفسي لوحدي، لأن ضميري قدام ربنا"

بعد خروج السائق من الحبس، قال، " ازاي الأم تروح تجيب فطار وتسيب ابنها كدا متغطي وعليه زبالة، أنا اعتبرته زي ابني وقلبي وجعني لما مات، ومكنتش بنام الليل بسبب المنظر اللي شوفته"

وفي ختام حديثه، يقول السائق، "ربنا يصبر والدته، أنا عايزها تسمحني، لأن فعلا ماشوفتوش"
 

 

قررت جهات التحقيق، بإخلاء سبيل سائق لودر تابع للحي؛لاتهامه بدهس طفل أثناء عمله بقطعة أرض تابعة لحي بولاق الدكرور.
 


 

البداية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة، مفادها العثور على جثة طفل مهشم الرأس وملقى بجوار سور قطعة أرض زراعية تابعة لحي بولاق بدائرة القسم.
 

انتقلت قوة أمنية مدعومة بسيارة إسعاف، وبالفحص تبين العثور على جثة "ي. م" 11 عاما، وبسؤال أهلية الطفل أفادوا بأن والدته معتادة الجلوس لبيع بعض الأشياء بجوار السور وبرفقتها نجلها المتوفي، وفي ذلك اليوم ذهبت لشراء بعض البضائع وتركت طفلها وفور

وخلال عمليات الفحص، حضر سائق اللودر وأفاد بأنه أثناء عمله بهيئة النظافة والتجميل في المحافظة، دهس الطفل دون قصد أو رؤيته للمتوفي، "مشوفتهوش"، وتم التحفظ على سائق اللودر واتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتباشر النيابة التحقيقات والتى أمرت بما سبق.

20230111_195323
20230111_195323
20230111_195605_01
20230111_195605_01