توقعات باختفاء بعض المنتجات من على الرفوف بألمانيا

الاقتصاد

بوابة الفجر

تراجعت أعداد زبائن نحو 50 في المائة من شركات تجارة التجزئة في ألمانيا، فيما تعاني 75 في المائة من هذه الشركات اختناقات التوريد التي استمرت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حسب مسح لمعهد "إيفو" الألماني لأبحاث الاقتصاد.


وقال كلاوس فولرابه مدير الاستطلاعات في المعهد، في ميونيخ أمس، “إن التضخم المرتفع أدى إلى تراجع قدرة الأشخاص ذوي الدخل الضعيف بالذات على الشراء وإحجامهم عنه”.


وأوضحت نتائج الاستطلاع أن شركات تجارة المواد الغذائية كانت الأكثر تأثرا باختناقات التسليم، حيث قالت 90 في المائة من هذه الشركات "إنها تواجه مشكلات في هذا الشأن"، وذكر فولرابه أنه نظرا لتنوع للعروض فإن "بعض المنتجات ستختفي من الرفوف".
وأظهرت النتائج أن 86 في المائة من شركات البناء لم تحصل على كل البضائع التي طلبتها. وأعربت شركات تجارة الألعاب عن تخوفها على أعمالها في الموسم المقبل المهم بالنسبة إليها، حيث قالت 63 في المائة من هذه الشركات "إنها غير قادرة على تقديم المجموعة الكاملة من معروضاتها".
وحسب النتائج، كانت شركات الأثاث هي الأكثر تضررا من تراجع عدد الزبائن، حيث شكت 80 في المائة من هذه الشركات من هذه المشكلة.


إلى ذلك، أشارت تقديرات معهد الاقتصاد العالمي "آي إف دبليو" في مدينة كيل الألمانية إلى حدوث تراجع ملحوظ جزئيا في حركة مناولة البضائع في الموانئ الروسية.


وأعلن المعهد أمس، أن ميناء سان بطرسبرج الذي كان أكبر ميناء للحاويات في روسيا ونقطة تحميل مهمة للتجارة مع أوروبا، سجل تراجعا بنسبة لا تقل عن 90 في المائة في حجم البضائع التي تمت مناولتها في أكتوبر الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وذكر المعهد أن ميناء نوفوروسيك على البحر الأسود سجل تراجعا بنحو 50 في المائة، ورغم أن ميناء فلاديفوستوك المهم للتجارة مع آسيا حافظ على حجم المناولة الذي تحقق في العام الماضي، فقد ذكر المعهد أنه من غير الممكن تعويض التراجع في حجم التجارة بين أوروبا وروسيا.


وتابع المعهد أن "الاتحاد الأوروبي ظل حتى صيف 2021 أهم شريك تجاري لروسيا، وذلك قبل أن تصبح الصين حاليا هي الشريك التجاري الأهم". ووفقا لبيانات المعهد، تراجع حجم البضائع التي صدرها الاتحاد الأوروبي إلى روسيا في الشهر الماضي 43 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفي المقابل، ارتفع حجم البضائع التي صدرتها الصين إلى روسيا 23 في المائة.
غير أن المعهد أشار إلى أن وتيرة الارتفاع في صادرات الصين إلى روسيا تراجعت في سبتمبر الماضي، وقال فينسنت شتامر رئيس المؤشرات التجارية في المعهد "إن المصدرين الصينيين لم يتمكنوا حتى الآن من تعويض الأضرار الناجمة عن العقوبات، كما أن جهود روسيا الرامية إلى إيجاد بديل للواردات المتراجعة من أوروبا، تزداد صعوبة".
وسجل أحدث مؤشر تجارة للمعهد قيما سلبية بـ "سالب 0.9 في المائة وسالب 0.2 في المائة" للواردات والصادرات الألمانية في أكتوبر مقارنة بسبتمبر. وسجل المؤشر ارتفاعا في صادرات الاتحاد الأوروبي بـ في المائة بينما لم يطرأ تغيير على حجم الواردات.
وأظهر المؤشر أن صادرات الولايات المتحدة سجلت تراجعا بنسبة سالب 2.7 في المائة بينما لم يطرأ تغيير على حجم الواردات. وأظهر المؤشر أن حجم الصادرات الصينية ارتفع 10.1 في المائة كما ارتفع أيضا حجم الواردات 0.9 في المائة. وأوضح المؤشر أن الصادرات الروسية سجلت تراجعا بنسبة سالب 2.6 في المائة والواردات بنسبة سالب 0.4 في المائة.
وأظهر استطلاع سابق أجرته شركة الاستشارات الإدارية "ماكينزي" ونشرت نتائجه، أن الشاغل الأكبر حاليا لنحو 57 في المائة من الألمان هو التضخم.
ومقارنة باستطلاع مماثل تم في حزيران (يونيو) الماضي، قال 48 في المائة من الألمان "إن تطور الأسعار هو أكثر ما يثير قلقهم"، ويتوقع أكثر من ثلثي الذين شملهم الاستطلاع أن تستمر الأسعار في الارتفاع.
ووفقا لخبراء "ماكينزي"، فإن مسألة التضخم فاقت بالكامل، تقريبا، جميع المخاوف الأخرى التي كانت تساور الألمان في الأشهر الأخيرة إلى الوراء. وعلى سبيل المقارنة، ذكر 18 في المائة فقط أن حرب أوكرانيا مصدر قلقهم الأكبر، و6 في المائة تغير المناخ، و3 في المائة جائحة كورونا.
وقال ماركوس ياكوب، الخبير لدى "ماكينزي"، "يتزايد عدد الألمان الذين لا تفسح دخولهم حاليا أي مجال لاستهلاك يتجاوز ما هو ضروري للغاية". وبحسب الاستطلاع، اضطر أكثر من ثلث المستهلكين بالفعل إلى الحد بشكل كبير من استهلاكهم السلع غير الأساسية. وذكر أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم أنه "لم يعد بإمكانهم الادخار".
وتراجعت وتيرة أرباح وإيرادات شركة الدواء الألمانية بيونتيك في الربع الثالث، وذلك حسبما أعلنت الشركة في مدينة ماينتس أمس.
وحققت "بيونتيك" المصنعة للقاح كورونا في الفترة المشار إليها صافي أرباح بقيمة تقارب 1.8 مليار يورو مقارنة بـ3.2 مليار يورو في الفترة نفسها من العام الماضي. وفي السياق ذاته، تراجعت الإيرادات من نحو 6.1 مليار يورو في الربع الثالث من 2021 إلى نحو 3.5 مليار يورو في الربع الثالث من 2022.
ونوهت "بيونتيك" بأن جائحة كورونا أدت إلى تقلبات في الإيرادات الفصلية، إذ إنها تقوم حاليا بالتعاون مع شريكتها الأمريكية "فايزر" بالمضي قدما في توسيع نطاق مركزها الريادي، من خلال طرح لقاحهما المعدل لسلالتي متحور أوميكرون الفرعيتين بي ايه5/4 في الأسواق في عديد من دول ومناطق العالم.
ورفعت "بيونتيك" من توقعاتها لإيرادات لقاح كورونا للعام الحالي، وقالت "إنها ستراوح بين 16 و17 مليار يورو"، لتحصرها بذلك في الجزء الأعلى من النطاق الأصلي الذي كانت قدرته بين 13 و17 مليار يورو.