في ذكرى ميلاد نازك الملائكة.. معلومات لا تعرفها عن الراحلة

الفجر الفني

بوابة الفجر

 

نازك صادق الملائكة أديبة عراقية ولدت في 23 أغسطس 1923 بـ بغداد، ونشأت داخل أسرة أدبية فهي ابنة الشاعرة سلمى عبدالرزاق والباحث صادق الملائكة،وسميت بهذا الاسم تيمُّنًا بنازك العابد الثائرة التي حاربت جيش الاحتلال الفرنسي في سوريا عام 1923 وهو نفس العام الذي ولدت فيه الشاعرة نازك الملائكة. 

 

نشأتها 

 

وتخرجت من دار المعلمين العالية عام 1944، دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949،  وفي عام 1959 حصلت على شهادة ماجستير في الأدب المقارن من جامعة ويسكونسن ماديسون في أمريكا وعينت أستاذة في جامعة بغداد وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت، حيث التحقت بالجامعة واستطاعت أن تتمتع بمنحة دراسية إلى الولايات المتحدة، حيث حازت على درجة الماجستير في الآداب وكانت أول تلميذة تحظى بالدراسة هناك، حيث لم يبح القانون بدراسة المرأة بجامعة برنستون، وعادت إلى بغداد وأتيحت لها فرصة أخرى للسفر إلى خارج العراق، للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن، وعملت سنوات طويلة في التدريس في جامعة بغداد، وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت لمدة 15 عامًا. 

نازك الملائكة 

 بدايتها الأدبية

 

بدايتها الأدبية يعتقد الكثيرون أن نازك الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي، من حيث التركيب واللغة والمعنى الذي تحتويه والتي كتبتها في عام 1947 بعد نشر ديوانها الأول والتي تقول فيها: سكَن الليلُ أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ  في عُمْق الظلمةِ تحتَ الصمتِ على الأمواتْ صَرخَاتٌ تعلو تضطربُ حزنٌ يتدفقُ يلتهبُ  يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ  في كل فؤادٍ غليانُ في الكوخِ الساكنِ أحزانُ في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ  في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ. هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ  الموتُ الموتُ الموتْ يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ.   وقد بدأت الملائكة في كتابة الشعر الحر في فترة زمنية مقاربة جدًا للشاعر بدر شاكر السياب وزميلين لهما هما الشاعران شاذل طاقة وعبد الوهاب البياتي، وهؤلاء سجلوا في اللوائح بوصفهم رواد الشعر الحديث في العراق بعد صراع طويل دار بينهم حول بداية كتابة الشعر الحر أو الحديث.

نازك الملائكة 

عشقها للموسيقى

 

وأحبت "نازك" الموسيقى منذ نعومة أظفارها وتعلّمت العزف على آلة العود، واستطاعت بواسطة معرفتها العميقة بالأنغام الموسيقية أن تمتلك حسًا مرهفًا بإيقاع الكلمة وموسيقاها، وأثرت تلك المعرفة الكبيرة أيما تأثير في قصائدها سواء تلك التي قالتها في مقتبل العمر أو التي نظمتها في سنوات عمرها، حيث اكتسبت المعرفة وحصدت ثمار التجربة، وقد اهتمت الشاعرة بالأدب العالمي وارتادت دور السينما للاطلاع على القصص العالمية.   وفي هذا المناخ المتفتح نسبيا إذا ما قورن بالذي كان سائدا في ذلك الوقت في عموم العراق عاشت الشاعرة نازك وامتلكت من الاهتمامات ما لم يكن شائعًا بين معاصريها.

 

وحرصت على الثقافة والاطلاع من مصادر غير اللغة العربية.  وكانت تمتاز بصفات مثل التحلي بالنظام والترتيب والمحافظة على الهدوء، ومدركة لفلسفتها الذاتية ولحالتها النفسية الأمر الذي دفع بها إلى تناول تجربتها في مواجهة الاكتئاب ضمن سيرتها الذاتية التي قامت بكتابها حيث تقول: "كما أذكر لقد غصت عميقًا في التحليل النفسي، وقد اكتشفت أنني لا أجسد أو أعبر عن أفكاري ومشاعري كما كان يفعل الآخرون من حولي، لقد اعتدت الانسحاب وأن أكون خجولة، وقد اتخذت القرار بأنني سوف أنتقل من هذه الطريقة السلبية في العيش، وتشهد مذكراتي على ذلك الصراع الذي خضته مع نفسي أملًا ببلوغ ذلك الهدف، حيث أنني ما كنت أتخذ خطوة إلى الأمام حتى أتخذ عشر خطوات إلى الوراء، وهذا يعني أن التغيير بشكل كلي استغرق معي سنوات طويلة، أما اليوم فقد أدركت أن التغيير النفسي هو الأصعب." 

نازك الملائكة 

 وفاتها 

 

وتركت  "نازك الملائكة" إرثًا كبيرًا من القصائد مثل عاشق الليل عام 1947 شظايا الرماد 1949، قرارة الموجة 1957، شجرة القمر 1968، ويغير ألوانه البحر 1970، مأساة الحياة وأغنية للإنسان 1977، الصلاة والثورة 1978، بالإضافة إلى آخر قصائدها "أنا وحيدة" والتي كتبتها كتأبين لزوجها.

 

عزلة اختيارية

 

 عاشت الشاعرة نازك الملائكة  فى القاهرة منذ 1990 فى عزلة اختيارية وتوفيت بها فى 20 يونيو 2007 عن عمر يناهز 83 عامًا، بسبب إصابتها بهبوط حاد فى الدورة الدموية ودفنت فى مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة.