في النسخة التاسعة من "ملتقى التكريم الثقافي" الشارقة تحتفي بـ "4" أدباء مصريين في القاهرة

الفجر الفني

بوابة الفجر

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ استضافت العاصمة المصرية القاهرة النسخة التاسعة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي احتفى بأربعة أدباء مصريين، هم: الأديب المترجم د. محمد عناني، والباحث والناقد د. يوسف نوفل، والكاتب المسرحي سمير الفيل، وصفاء عبد المنعم الباحثة في الأدب الشعبي.


 

وأقيم حفل التكريم في المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، بحضور سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ود. هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة مندوبًا عن وزيرة الثقافة المصرية، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والأستاذ راشد الشحي ممثلا عن سفارة دولة الامارات لدى جمهورية مصر العربية، ومثقفين وأدباء مصريين وأهالي المكرمين الأربعة.


 

أدار الحفل، الشاعر المصري محمد المتيم (من الشعراء الذين قدّمهم بيت الشعر في الأقصر)، مبرزًا دور الشارقة الكبير المتمثل في دعم الثقافة العربية بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، مشيرًا إلى أن إمارة الشارقة أصبحت مركزًا ثقافيًا لكل مبدع عربي.


 

وألقى سعادة عبد الله العويس كلمة دائرة الثقافة في الشارقة، قال فيها: " تتجدد البهجة والسعادة بتجدّد اللقاءات الأخوية وتتعزّز أواصر المحبّة، عندما تكتمل عناصرها التي يتوّجها التّواصل العربي والتعاون المشترك؛ وهذا ما تجسّده عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجـمهورية مصر العربية، في ظلّ قيادةٍ رشيدةٍ تؤمن بأهمية استمرار التّواصل العربي في المجالات كافةً".


 

وأشار العويس إلى أن التعاون يمثّل نموذجًا لهذه المبادئ من خلال اجتماعات "ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي" في دورته التاسعة، حيث يهدف إلى تكريم الشّخصيات الثّقافية العربية التي أثرت السّاحة الثقافية المعاصرة بالإبداع في مجال الآداب بحقولها المتعدّدة.


 

وتابع رئيس دائرة الثقافة، قائلا: "لقد حرص الملتقى أن يتخذ من مصر مُبتدأً لانطلاق فعالياته، ومنها إلى كافة الدول العربية، وبعد أن تنقّل الملتقى بين أقطار الوطن العربي، نعود اليوم للمرّة الثالثة لتكريم كوكبةٍ جديدةٍ من أدباء مصر ممن أخلصوا لإبداعهم وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوّع، حيث نجتمع في هذا الحفل، لتكريم: الدكتور محمد عناني، الدكتور يوسف نوفل، والأديب سمير الفيل، والأديبة صفاء عبد المنعم".


 

ونقل العويس تهنئة وتحيات صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المكرّمين، وقال: "أتشرف في هذا المقام بأن أنقل إليهم تهنئة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على هذا التكريم، تقديرًا لجهودهم وعطاءاتهم المخلصة، كما أتشرف بأن أنقل إليكم جميعًا تحيات سموه وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق"، كما أعرب العويس عن شكره وتقديره إلى معالي الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، وإلى أعضاء فريق العمل، على تعاونهم المثمر لتنظيم الحفل الرفيع.


 

ورحّب د. هشام عزمي بالحضور، قائلًا: "يسعدنا أن نستضيف ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي. هذه الاحتفالية الثقافية المهمة التي تأتي في إطار مبادرة كريمة وبرعاية كبيرة من صاحب السمو حاكم الشارقة، ويسعدنا ويشرفنا أن تستضيفها القاهرة".


 

وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر، قائلا: "يكتسب هذا التكريم طابعا خاصا. والحقيقة أن المبادرة التكريمية تقدّم تقليدا جديدا واسلوبا غير مألوف في الاحتفاء بالمثقفين وتقديرهم، حيث يتم تكريمهم في بلدانهم وبين أهليهم، وهذا الأمر يحمل معان ودلالات عميقة".


 

وتابع عزمي بقوله: "ما يزيد سعادتنا أن يكون ملتقى التكريم في هذه الدورة هو الثالث من نوعه للمبدعين المصريين، وهو ما يؤكد الدور الريادي الثقافي لمصر ومبدعيها من ناحية، كما يؤكد على التقدير الكبير الذي يحمله ملتقى الشارقة للتكريم لهم ولمصر من ناحية أخرى".


 

وأعرب د. هشام عزمي عن اعتزازه بدور الشارقة الثقافي الكبير، وجهودها الدائمة في دعم مسيرة الثقافة العربية، مثلما شكر دائرة الثقافة في الشارقة.


 


 

تثّمين


 

ثمّن المكرمون الأربعة دور الشارقة المتفرد في إعادة الاعتبار للكتاب العرب، وأشار المثقفون إلى أن تكريم المبدعين هو الحضن الدافئ لهم في صقيع الاغتراب، وهي من حوافز الاستمرار في الكتابة.


 

وقال محمد عناني: "إننا اليوم نُكرّم من صاحب السمو حاكم الشارقة.. رجل له أياديه البيضاء على الثقافة العربية في كل مكان، ونشعر جميعا بامتناننا له لحدبه على اعلاء شأن الثقافة العربية بشتى صورها، ولهذا أصرّ سموه على هذا التكريم عن حقه حتى إذا رأى أنه من حقنا".


 

وتحدث عناني حول كتابات صاحب السمو حاكم الشارقة، وقال: " تمثل إبداعات حاكم الشارقة من كتابات أدبية روائية ومسرحية دعوة لكل عربي إلى قراءة التاريخ واستلهام دروسه".


 

وقال الناقد يوسف نوفل: "إن هذه الجائزة الكبرى أعتز بها اعتزازا كبيرا؛ ذلك أنها جائزة شفافة نزيهة موضوعية خالية من المجاملة والمحاباة شاملة الوطن العربي بأسره".


 

وتابع:"والأهم من ذلك كله أن عرْس هذه الجائزة، تتم برعاية سامية كريمة من قامة مفكر موسوعي واسع الأفق عالم وتاريخي وأديب غيور على اللغة العربية وتراثنا العظيم يذكـّرنا بالأسلاف من رعاة تراثنا وسدنته من حكام وأمراء العصور الذهبية لحضارتنا. هذه الرعاية من صاحب السمو حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه".


 

وتحدث سمير الفيل عن التكريم في كلمة مؤثرة استذكر فيها طفولته ومعلميه الأوائل، وقال: "حين يصلني تكريم الشارقة، وهي بقعة ثقافية مضيئة على خريطة الإبداع العربي، أشعر بالزهو، والقيمة، والفرح الإنساني. ذلك الذي عشت أتمناه لأبطال قصصي. هي إذن مناسبة للبهجة، وتربيت على الكتف، له مغزاه العميق. وتحقيق لمعنى عشت مؤمنا به طيلة حياتي: " لا شيء حقيقي.. يضيع".


 

وأضاف: " أعرف أنني في طريق للوصول إلى محطة الـ 72 عاما، وهذا معناه أن معي بعض الوقت لأكتب أكثر، بنفس الروح المتفائلة التي حملتها دوما".


 

وقدمت صفاء عبد المنعم في بداية حديثها الشكر إلى الشارقة بوصفها حاضنة للإبداع والمبدعين، ويأتي الملتقى كمبادرة تكريمية تحظى بدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المبدعين العرب.


 

وتابعت:" إن الكتابة هي متعتى الكبرى وملاذي الوحيد أختبئ داخلها متقمصة صفات بطلاتي في رواية من حلاوة الروح وميريت أصفر، أذهب إلى الإسكندرية وأشم رائحة البحر في رواية ستي تفاحة، أسهر أدندن محمد صوت عبد الوهاب في رواية في الليل لما خيلى، أجد نفسى حرة طليقة في جمع أغان وألعاب شعبية للأطفال، وأرصد حالة التعليم في كتاب يوميات مديرة مدرسة".


 

إصدارات

صاحب حفل التكريم معرضا من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وكان من بينها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي.


 

وحظي الحضور في اقتناء المجلات حيث اطلعوا على عناوين ثقافية تنوّعت بين المحلي الإماراتي، والعربي، والعالمي.


 

شهادات تقديرية


 

في ختام الحفل سلّم عبد الله العويس ومحمد القصير المكرمين الأربعة شهادات تقدير الملتقى، تثمينًا لجهودهم الأدبية والفكرية في الساحة الثقافية العربية.


 


 

المكرمون في سطور


 

محمد عناني أستاذ متفرغ بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب- جامعة القاهرة، ولد في محافظة البحيرة في العام 1939، والتحق بالكُتّاب لحفظ القرآن الكريم في العام 1946، تخرج من قسم اللغة الإنجليزية في جامعة القاهرة في العام 1956.


 

أصدر عناني العديد من المؤلفات والترجمات، منها: "فن الترجمة" دراسة لغوية في العام 1992، و"في الأدب والحياة" في النقد الأدبي في العام 1995، كما قام بترجمة "روميو وجوليت" لشكسبير في العام 1986، و"تاجر البندقية" لشكسبير في العام 1988، و"الاستشراق" لإدوارد سعيد في العام 2006.


 

ود. يوسف حسن نوفل- ولد في بور سعيد في العام (1938) – أستاذ النقد الأدبي المتفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس، وهو عضو المجْمع العلمي المصري، وعميد مؤسس لكلية التربية ببورسعيد، وعضو اتحاد الكتّاب المصريين، والرئيس الفخري للاتحاد 2021، وعضو نادي القصة، ووكيل الدراسات العليا الأسبق بكلية البنات، ورئيس أقسام اللغة العربية الأسبق بجامعات مصرية وعربية.

 

 

نال حسن نوفل في جامعة القاهرة درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف سنة 1964 دور يونيو، ونال في جامعة القاهرة درجة الماجستير في الأدب العربي الحديث سنة 1969، ثم درجة الدكتوراه في 9/9/ 1973 في الأدب والنقد العربي الحديث ـ كلية دار العلوم.


 


 

سمير مصطفى الفيل من مواليد محافظة دمياط (71 عاما) وهو روائي، وقاص، ومسرحي، يكتب في النقد، وباحث في الأدب العشبي، شاعر بالعامية، وكاتب أغان مسرحية، وهو عضو لجنة الدراسات الأدبية واللغوية، المجلس الأعلى للثقافة.


 

أصدر الفيل مؤلفات متنوعة في السرد، ومنها: ـ "رجال وشظايا، الهيئة العامة للكتاب،1990"، و"ظل الحجرة"، مركز الحضارة العربية،2001، و"وميض تلك الجبهة"، الهيئة المصرية للكتاب، 2008.


 

صفاء عبد المنعم، كاتبة وأديبة ولدت في العام 1960، وهي عضو رابطة الكتاب المصريين، أنهت لسانس آداب وتربية في جامعة عين شمس، وديبلوم تذوق فني من أكاديمية الفنون بالهرم، كما تحمل سعادة في الدبلومة المهنية لضمان جودة المدرسة.