ميلادنا السينمائي كان متزامنًا ومتشابهًا.. نادية لطفي تتحدث عن سعاد حسني

الفجر الفني

سعاد حسني ونادية
سعاد حسني ونادية لطفي

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة نادية لطفي، والتي جمعت بين الجمال وهدوء الشخصية، وكانت تتميز بنبرة صوتها الرقيقة.


كشفت نادية لطفي، عن علاقة الصداقة التي ربطتها بالسندريلا سعاد حسني، وكواليس عملهما معًا في ثلاثة أفلام، ورأيها في ما تردد عن انتحارها.


 وقالت نادية لطفي، أطلت سعاد حسني على شاشة السينما لأول مرة في مارس 1959 مع فيلمها الأول "حسن ونعيمة"، أي بعد نحو خمسة شهور فقط من عرض فيلمي الأول "سلطان"، أي أن ميلادنا السينمائي كان متزامنًا ومتشابهًا أيضًا، فكما اكتشفني رمسيس نجيب ومنحني فرصة بطولة فيلمه، اكتشفها عبد الرحمن الخميسي وأصر على منحها بطولة فيلمه، فجاءتنا السينما بالصدفة، وببداية واعدة ودور بطولة من الفيلم الأول والخطوة الأولى.

 

 

وأضافت: " كنا ننتمي لجيل جديد من بطلات السينما تواكب ظهوره مع ثورة يوليو وتأثيراتها الاجتماعية والسياسية، وكان عنوانًا فيما بعد لجيل من البنات أكثر جرأة ووعيًا وتمردًا، وكانت السينما وقتها تبحث عن وجوه نسائية جديدة تعبر عن المرأة الجديدة فيما بعد الثورة، فكنت أنا وسعاد".

 

 

وتابعت: "كان نجاحنا سريعًا وواعدًا بما فاق التوقعات، وهو ما أغرى المنتجين بأن يجمعا بيننا في فيلم "السبع بنات" عام 1961من إخراج عاطف سالم، وكان الفيلم الخامس في مشواري السينمائي، وتكرر اللقاء في العام التالي مع فيلم "من غير ميعاد" الذي أخرجه أحمد ضياء الدين وشاركنا بطولته المطرب محرم فؤاد، بطل فيلم سعاد الأول "حسن ونعيمة".

 

 

واستكملت: " التجربة الأهم كانت في فيلم "للرجال فقط" عام 1964، وكنت أنا وسعاد أصبحنا أكثر نضجًا، كما أن قصة الفيلم - عن فتاتين تجبرهما الظروف على التنكر في شخصية رجلين للعمل في حقل للبترول- أتاحت لنا أن نتنافس في توليد الكوميديا، وحقق الفيلم الذي أخرجه محمود ذو الفقار وشاركنا بطولته حسن يوسف نجاحًا أكبر جماهيريًا ونقديًا".


 وعن صداقتها بسعاد حسني، قالت نادية لطفي: "لم تنقطع علاقتي بعدها حتى آخر يوم في حياتها، وظلت على اتصال دائم بي حتى في أثناء سفرها الطويل إلى لندن للعلاج، ولا أنسى أبدًا لمساتها الرقيقة معي، ففي صبيحة يوم ميلادي أجد حارس عمارتها بالزمالك يطرق بابي وفي يده باقة ورد رائعة، فأتصور أنها عادت إلى القاهرة، لكنه يُخبرني بأنها اتصلت به أمس هاتفيًا وشددت عليه أن يشتري "بوكيه" الورد وأملت عليه كلمات "الكارت" المصاحبة له وألحت على أن يصلني صباح عيد ميلادي".

 

واستطردت: "وقبل سفرها كانت هديتي يوم ميلادي تجهزها بنفسها، وتقضي وقتًا في إبداع سلة كبيرة من الورود مُزينة بالفاكهة الطازجة، وكنت احتفظ بها كلوحة فنية من تصميم وقلب سعاد حسني، في أسفارها كانت تحرص على أن تشتري لي هدية، وفوجئت مرة بها ترسل لي "باقة" من الأحذية جاءت بها من سفر لها، وتطلب أن أختار واحدة على ذوقي، واتصلت بها مداعبة: أنت شكلك سرقتِ محل أحذية حريمي، واخترت حذاء "جينز" جميلًا كنت أرتديه دائمًا لأنه مُريح للقدم، وفي كل عيد حب كانت ترسل لي وردة حمراء وعليها إهداء رقيق منها ولا تنسى أبدًا".

 

 

أما عن انتحار سعاد حسني، قالت نادية لطفي: "لم تهرب سعاد من خذلان الجمهور لها كما ادعوا، فقد كانت حالتها الصحية تستدعي السفر لتلقي العلاج من آلامها المبرحة، ثم إنها كانت بحاجة إلى فترة هدنة تلتقط فيها أنفاسها وتراجع حساباتها، أو تعمل "تقدير موقف" بالتعبير العسكري، وفوق ذلك تشحن "بطاريات" إبداعها من خلال الفرجة على مسارح لندن ومتابعة أحدث العروض والأفلام والكتب:.

 

 

وتابعت: "أذكر أنها أرسلت لي مجموعة قصصية قرأتها هناك وأعجبتها قصة منهم تدور أحداثها حول شخصيتين نسائيتين، واقترحت تحويلها إلى فيلم أشاركها بطولته، ومن جمالها منحتني الحق الكامل في أن أختار الشخصية التي تناسبني وتلمسني، وهذا فعل لا يقوم به إلا فنان موهوب وواثق من موهبته، ولما قرأت القصة أصبحت أكثر منها حماسًا، واتصلت بصديقنا الكاتب رؤوف توفيق ليكتب السيناريو، فرحب بالطبع، وكلمته سعاد من لندن مرات للتابع معه تطورات الكتابة، ووعد بأن يكون جاهزًا بمجرد عودة سعاد من رحلة العلاج".

 

وأضافت: " هو واحد من الأسباب القوية التي تدفعني للتشكيك في مسألة انتحار سعاد، في داخلي عشرات الأدلة التي ترفض سيناريو الانتحار، خاصة أنّ الشرطة الإنجليزية نفسها لم تغلق ملف القضية ولم تؤكد مسألة الانتحار، بل هناك شبهات تدفع بالموضوع إلي الشق الجنائي وتميل إليه".

 

 

واختتمت: "بعيدًا عن التحقيقات الرسمية، قلبي يحدثني أنها لا يمكن أن تنتحر، فالتي تبحث عن فيلم جديد يُعيدها للشاشة بهذا الحماس مستحيل أن تُنهي حياتها بهذه السهولة، ثم أن روحها المعنوية كانت تزداد وتقوى مع تحسن حالتها الصحية وقرب عودتها للقاهرة، ولا أنسى أبدًا فرحتها الغامرة عندما كلمتني وهي ترفرف من السعادة لتخبرني أنها حققت حلمها بتسجيل رباعيات صلاح جاهين - أبوها الروحي كما يعرف الجميع - وأنها ستُرسل لي نسخة منها لأقول لها رأيي وملاحظاتي، وما زال صدى صوتها يتردد في أذني: لازم تسمعيها يا بولا".