إغتيال الكاظمي

ماهي الأهداف وراء محاولة اغتيال الكاظمي؟.. ومن المستفيد؟

تقارير وحوارات

الكاظمي
الكاظمي

استيقظ الشعب العراقي، أمس الأحد، على خبر محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مستخدمين 3 مسيرات استهدفت بيته، ولكن خرج رئيس الوزراء بسلام من تلك المحاولة الفاشلة.

وعقب عملية الاغتيال الفاشلة خرج رئيس الوزراء  بكلمة إلي الشعب العراقي جاء فيها:" كنت ومازلت مشروع فداء للعراق وشعب العراق، صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه، أنا بخير والحمد لله، وسط شعبي، وأدعو إلى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق".

المليشيات الإيرانية وراء اغتيال

أشار الدكتور هاني سليمان، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي هي تعتبر علامة فارقة في تاريخ العراق في هذه المرحلة، بسبب محاولة العراق الخروج من النفوذ الإيرانية، بجانب التحول إلي المسار الديمقراطي والانتقالي بعد الإنتخابات بمثل تلك الأعمال تأتي من أجل عرقلة هذا التحول.

وأضاف الدكتور هاني سليمان في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن محاولة الاغتيال تأتي في سياق العملية الانتقالية السابقة والانتخابات التي جاءت على عكس ما تريده إيران بشكل كبير بسبب مواجهة مليشيات ومحاولة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تحجيم تلك المليشيات وبالإضافة إلي وضع العراق على مسار جديد والعودة الحضانة العربية مرة أخري من خلال مشروع الشام الجديد، وأيضا نجاح الكاظمي في تحجيم النفوذ الإيرانية من خلال حل هذا الترابط الموجود بين إيران والعراق من خلال رجال الدين وبعض السياسيين والتيارات وهذا أمر ليس بسيط.

واستكمل سليمان، أن الكاظمي جعل السلاح بيد الدولة وهذا ما جعل الدولة والحكومة له نفوذ داخل المؤسسات بعيدا عن إيران، وكل هذا لا يرضي إيران في ظل وجود حروب في المحيط العربي، فلهذا جاءت محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي التي كانت سوف تحقق هدفين وهم:

الهدف الأول: التخلص من رجل يحاول فك العراق والنفوذ الإيرانية بشكل كبير  ورجال الدين والمرجعية من الناحية السياسية والدينية بين العراق وإيران.

والهدف الثاني: عودة العراق إلي حالة من الفوضى وهذا ما تجعل النفوذ الإيرانية ترجع بقوة في العراق مرة أخرى، والسيطرة على مقدرات الدولة العراقية، التي كانت تسيطر عليه تحت إسم الصراع بين السنة والشيعة ولكن الكاظمي نجح في توحيد الصف العراقي.

وأكد الخبير في الشؤون الإيرانية، أن جميع السيناريوهات تؤكد أن من وراء محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي هي المليشيات الإيرانية، لأن إيران هي الدولة الوحيدة المستفيدة من إغتيال الكاظمي، الذي حاول الرجوع إلي الحضانة العربية وتوحيد الصف العراقي والتخلص من التبعية الإيرانية بشكل كبير، فلهذا هذا الإغتيال هو ضريبة تلك الأعمال ولكن هذا الإغتيال سوف يدفع الكاظمي للعمل بشكل أفضل خلال الفترة القادمة.

كان متوقع

قال الكاتب العراقي علي البيدر، الخبير في الشؤون السياسية، أن محاولة إغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ليس تأتي من فراغ ولكن جاءت نتيجة تراكم وتهديدات والمواقف السلبية التي تمس سيادة الدولة العراقية ومثل تلك العمليات الإرهابية ليس غريب في دولة غير مستقرة.

و أضاف الكاتب العراقي علي البيدر في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن الخبراء المتابعين للمشهد السياسي العراقي كانوا متوقعين بمثل تلك العمليات، وهذه العملية جاءت أيضا تراكم في الإجراءات الأمنية؛ وأيضا محاولة البعض انتهاك سيادة الدولة والقانون وحرمة المجتمع.

و أشار الخبير في الشؤون السياسية، أن الجهة التي قامت بهذا تبعث رسالة إلي أنها قادرة علي الوصول إلي أي مكان في العراق ولا أحد يقدر على مواجهته، وهذا يدل على هشاشة المؤسسات الأمنية التي تم الصرف عليها مليارات الدولارات، وهذا العمل سوف يجعل الأطراف العراقية تشكيل حكومة بشكل سريع وأيضا إجبار المجتمع الدولي النظر إلي واقع العراق وحل جميع الأزمات.

عملية إرهابية

صرح الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية، أن إيران دولة ترعى  الميليشيات المسلحة في كل من العراق التي تتغذى على فكرة الطائفية فيها  كحال لبنان لأنه ترعي حزب الله مثل جماعة الحوثي في اليمن، وجاء تهديد ميليشيات خامنئي في العراق إلي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من خلال هذا الإغتيال.

وأضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن فكرة المسيرات في محاولة الإغتيال هي فكرة إيرانية تستخدمها المليشيات التابعة لإيران في بعض الدول وأكبر دليل علي ذلك استخدام جماعة الحوثي المسيرات تجاه السعودية، لأن إغتيال الكاظمي سوف يفتح حالة الفوضى من جديد في العراق وهذا ما تريده إيران.

وأشار الخبير في الشؤون السياسية، أن هناك بعض القوى تعمل على إعادة إحياء تنظيم داعش داخل العراق، ودعم فلوله لتنظيمها، وهو ما ترصده الأجهزة الأمنية العراقية وتقف حائلًا أمامه ولذلك يجب وجود اتفاق دولي للأهمية ردع وعرقلة التدخل الإيراني في العراق قدر المستطاع دون مواجهة مباشرة، مع استغلال التعاون السياسي والأمني والدبلوماسي والمخابراتي المتكامل.

إسقاط مشروع الكاظمي

واستعرض الكاتب العراقي فلاح المشعل، الخبير في الشؤون السياسية، أن تشكل محاولة الإغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إساءة وانتهاك للسيادة العراقية متمثلة بأعلى هرم السلطة السياسية.
 

وأضاف الكاتب العراقي فلاح المشعل في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن  محاولة الاغتيال هي خائبة لقوى اللادولة لإسقاط مشروع الكاظمي في إعادة الدولة المدنية لسياقها القانوني وسلامها الاجتماعي، ولعلها ثاني محاولة اغتيال خلال أسبوع لتترجم حقيقة نقل الصراع من المستوى السياسي إلى مستوى التصادم العسكري الذي لايرغب السيد الكاظمي بفتح أبوابه خشية من حدوث بحر من الدماء وادخال العراق العراق بنفق مظلم لا تحمد عقباه.