بعد فشل تكوين حكومة.. ماهو مصير لبنان؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لا تزال أصداء فشل تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، تؤثر على المشهد السياسي في لبنان، جراء تورط أطراف في السلطة الحاكمة بالتحالف مع حزب الله وميليشياته لتعطيل تشكيل الحكومة وعدم الإعلان عنها وذلك رغم اعتذار سعد الحريري عن تلك المهمة وتولي نجيب ميقاتي لذلك الملف.

وتعددت أسباب تعطيل تشكيل الحكومة في لبنان، حيث أكد خبراء أن الرئيس اللبناني ميشال عون، يُعد السبب الرئيسي في هذا الأمر وسط دعوات لتشكيل حكومة مكونة من اختصاصيين لإنقاذ البلاد من شبح الطائفية والحرب الأهلية والانهيار.

ما هو السبب الرئيسي لانهيار لبنان؟
قال المحلل السياسي محمد الرز، الخبير في الشؤون اللبنانية، أن السبب الرئيسي للانهيار الذي حدث في لبنان هو تحكم الطبقة السياسية بمقومات الدولة منذ 30 عاما بعد الانقلاب على الدستور وإنشاء دستور خاص بها يتيح لها تقاسم الوزارات والإدارات والمالية العامة، مستعينة لذلك بشحن العصبيات الطائفية والمذهبية والحزبية الضيقة، وهذه الطبقة اعتمدت منطق التسويات بدلا من بنود الدستور وكانت خلافاتها وتوافقها على حساب المواطن اللبناني وحقه في أبسط متطلبات الحياة.

وأضاف المحلل السياسي محمد الرز في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن كل الضغوط التي يتعرض لها الشعب اللبناني ويتأخر رئيس الجمهورية في تشكيل حكومة توقف ذلك الانهيار هدفها الرئيسي الوصول إلى صيغة حكم جديدة تسمح للتيار العوني الاستمرار بالحكم.

وأشار محمد الرز، أن لبنان ليس بلدا مفلسا لكنه بلد منهوب يتم دفعه نحو الانصياع لوصايات إقليمية ودولية بعد تدمير مقوماته كدولة وطنية.

مصر تقدم يد العون
وأشاد الرز، بدور مصر حيث قال: "أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا المجتمع الدولي والمسؤولين اللبنانيين إلى وضع مصلحة الوطن أولا قبل مصالحهم الخاصة مع التأكيد على دعم الجيش اللبناني كمؤسسة ضامنة لبقاء مقومات الدولة".
واستكمل الحديث قائلًا: "أن مصر ودول عربية واجنبية مساعدة لبنان بإعادة إحياء مرافقه الحيوية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم لكن كل هذه العروض اصطدمت بمصالح الطبقة الحاكمة ومشاريعها الفئوية".

عزل الرئيس
واختتم الخبير في الشؤون السياسية اللبنانية، أن الحل الوحيد للأزمة اللبنانية الآن يتمثل في ضغط عربي مدعوم دوليا لتحقيق الآتي: تشكيل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين يتصفون بالنزاهة بموجب بنود الدستور والضغط على رئيس الجمهورية للتخلي عن مشروعه الحزبي الخاص، وتعزيز قدرات الجيش الوطني، وتعديل قانون الانتخابات الحالي للمجيء بقانون دستوري يتيح انتخابات نيابية غير طائفية ومجلس شيوخ يطمئن الطوائف وإصلاح القضاء وتحويله إلى سلطة مستقلة بدل ان يكون جهازا يتبع فرقاء الطبقة الحاكمة. ان هذه الخطوات نص عليها الدستور اللبناني واذا لم تتحقق، وإذا استمر الانهيار وتعطل تشكيل الحكومة فإن أقساما واسعة من الشعب اللبناني وقواه الحية سوف تتجه للمطالبة بإقالة رئيس الجمهورية كمعركة إنقاذ للوطن والمواطن.

أكد الدكتور إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التركيبة اللبنانية تختلف كل الاختلاف عن تركيبات دول أخري ولهذا الوضع في لبنان صعب.

الضغوط الداخلية والخارجية
وأضاف الدكتور إكرام بدرالدين في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن الضغوط الإقليمية والدولية التي توثر علي لبنان بجانب الضغوط الداخلية التي جعلت تأخر في تشكيل الحكومة، بجانب أيضا سيطرت البعض علي مصالحته الشخصية وهذا ما ترفضه الأطراف الأخرى.

نوه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك ضغوط علي رئيس الحكومة الجديد لجعله يتقدم بالاستقالة، وفي حالة الاستقالة هذا سوف يهدد لبنان بشكل كبير.